تحقيقات إيران في حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية: أسئلة بلا أجوبة

أوتاوا - أفاد تقرير كندي مستقل عن حادث إسقاط طائرة ركاب أوكرانية في يناير بأن إيران لم تجر تحقيقات ملائمة في هذه المأساة ولا تزال العديد من الأسئلة دون إجابة.
وتعتبر هذه الوثيقة المؤلفة من 79 ورقة أحدث تعبير عن إحباط الدول الغربية من الطريقة التي تتعامل بها طهران مع تداعيات الكارثة التي أودت بحياة 176 شخصا.
ويقول الحرس الثوري الإيراني إنه أسقط بطريق الخطأ طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية بعد فترة وجيزة من إقلاعها، معتقدا أنها صاروخ في وقت كان فيه التوتر متصاعدا مع الولايات المتحدة، وكان الكثير من الضحايا مواطنين كنديين أو مقيمين دائمين.
وتضغط كندا على إيران من أجل الحصول على المزيد من الإجابات بخصوص إسقاط طهران للطائرة.
وقال الوزير الكندي السابق رالف جوديل، المكلف بمساعدة أسر الضحايا ودراسة كيفية التعامل مع كوارث مماثلة في المستقبل، "العديد من التفاصيل الرئيسية لهذا الحادث المروع" لا تزال غير معروفة.
وكتب في التقرير أن "إيران تتحمل مسؤولية ذلك لأنها... لم تجر تحقيقاتها (سواء المتعلقة بالسلامة أو الجنائية أو غير ذلك) بطريقة مستقلة وموضوعية وشفافة حقا، ولا توجد إجابات على أسئلة بالغة الأهمية".
وأضاف جوديل أن على طهران الكشف عن سبب تركها المجال الجوي مفتوحا وسبب اتخاذ الحرس الثوري قرارا بإسقاط الطائرة.
وتحطمت طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية من طراز بوينغ 737 - 800 في رحلتها إلى كييف، وكان أغلب ركابها من الإيرانيين والكنديين من أصل إيراني، بعد فترة وجيزة من إقلاعها من مطار الإمام الخميني في طهران.
وكانت إيران اعترفت بإسقاطها للطائرة عن طريق الخطأ بعد تكثيف الضغوطات الدولية عليها، وقالت إنها أسقطتها بعد أن اعتقدت أنها صاروخ في وقت تصاعدت فيه التوترات مع الولايات المتحدة بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، في غارة أميركية.
وحاولت طهران التلاعب في مسار التحقيقات في بادئ الأمر لإبعاد الشبهات عنها إلا أنها لم تجد مفرا من الاعتراف، في وقت أثارت فيه التحقيقات التي قامت بها حول تحطم الطائرة توترا دبلوماسيا مع الدول المعنية بالكارثة، على خلفية شبهات بأن السلطات الإيرانية تكذب بشأن المعلومات التي كانت بحوزتها.
وكشف الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية أن قائدها ومساعده كانا لا يزالان على قيد الحياة بعد ارتطام الصاروخ الأول بها والذي تبعه صاروخ آخر "لا يمكن تحليل تأثيره من خلال الصندوق الأسود"، وفق ما أفاد مسؤولون إيرانيون.
وكانت إيران أعلنت أن تحليل الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية يظهر أنها أُصيبت بصاروخين يفصل بينهما 25 ثانية وأن بعض الركاب ظلوا على قيد الحياة لبعض الوقت بعد الانفجار الأول.
وبموجب قواعد الأمم المتحدة، تحتفظ إيران بالسيطرة على التحقيق بشكل عام بينما تشارك الولايات المتحدة باعتبارها الدولة التي صنعت الطائرة وأوكرانيا بصفتها دولة تشغيلها. كما تلعب كندا أيضا دورا باعتبارها موطن العديد من ضحايا الطائرة المنكوبة.