تحسن مرتقب في نمو سوق الضيافة بالشرق الأوسط

السفر من الولايات المتحدة تأثر على وجه الخصوص حتى أن الكثير من الأميركيين الأثرياء ألغوا رحلاتهم إلى باريس لمخاوف أمنية.
الجمعة 2023/12/15
ثمة نموا على أي حال في هذا الوقت من العام

دبي- تتزايد الترجيحات بشأن التحسن في نمو السوق صناعة الضيافة في الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة مع بروز دلائل على ارتفاع الحجوزات في فنادق المنطقة.

وقال سيباستيان بازين، الرئيس التنفيذي لأكور التي تعد أكبر شركة ضيافة في أوروبا، إن “حجوزات الفنادق تنتعش بعد فترة الركود التي أعقبت هجوم حماس على إسرائيل في مطلع أكتوبر الماضي”. وأضاف متحدثا عن بعد لمنتدى في دبي الأربعاء الماضي “كان هناك ذعر تام في شهر أكتوبر. اعتقدنا أنها ستكون كارثة، بالتأكيد في مصر وشمال أفريقيا والمغرب وما إلى ذلك”.

وشهدت المجموعة الفرنسية إلغاء رحلات خلال الأسبوعين الأوّلين بعد الهجمات قبل أن تبدأ الحجوزات في الانتعاش مرة أخرى.

وقال بازين عن توقف حجوزات السفر “لقد كانت فترة قصيرة للغاية. نسبة الإشغال لدينا حالياً في شرم الشيخ والقاهرة والعديد من الأماكن الأخرى قوية جدا”. ورفضت شركة أكور، التي تدير العشرات من العلامات التجارية الفندقية بما في ذلك رافلز وفيرمونت وسوفيتيل وإيبيس، تقديم أرقام الإشغال في الفنادق المصرية.

سيباستيان بازين: حجوزات الفنادق تنتعش بعد فترة قصير من الركود
سيباستيان بازين: حجوزات الفنادق تنتعش بعد فترة قصير من الركود

وتعكس تعليقات بازين ما بدأ آخرون في مجال الضيافة ملاحظته. وقال غلين فوغل، الرئيس التنفيذي لشركة بوكينغ هولدينغز، لوكالة بلومبرغ إن “السفر في الشرق الأوسط يعود إلى طبيعته”.

ويشير الانتعاش إلى تراجع المخاوف من تصاعد الحرب بين إسرائيل وحماس إلى صراع إقليمي شامل، رغم المعارضة الشرسة من الدول العربية للهجمات الانتقامية المدمرة التي شنتها إسرائيل على غزة التي تديرها حماس. وتباطأ السفر إلى أماكن بعيدة مثل الخليج العربي وتركيا والمغرب بعد هجمات أكتوبر عندما أجّل السياح الرحلات غير الضرورية في انتظار رؤية كيف ستتطور أعمال العنف.

وتأثر السفر من الولايات المتحدة على وجه الخصوص حتى أن الكثير من الأميركيين الأثرياء ألغوا رحلاتهم إلى باريس لمخاوف أمنية. وبالقرب من مركز الحرب الدائرة في الشرق الأوسط، يقول العديد من المسؤولين التنفيذيين إن نشاط السفر لا يزال منخفضا.

وقال كريس هارتلي الرئيس التنفيذي لتحالف الفنادق العالمي، “لقد تراجع السفر إلى إسرائيل ومصر والأردن ولبنان. فمن منتصف أكتوبر وحتى الآن، نشهد معدلات إشغال منخفضة للغاية في تلك الأسواق”. ويضم هذا التحالف العشرات من العلامات التجارية مثل أنانتارا وكمبينسكي وليلا ونيكي بيتش وفايسروي.

وفي أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، كانت الصورة ضبابية إلى حد مّا بسبب أحداث مثل مؤتمر الأطراف الخاص بالمناخ (كوب 28)، والذي جلب آلافا من مسؤولي الشركات والحكومات إلى مدينة دبي.

وأوضح هارتلي أنه من الصعب رؤية التأثير، لأن ثمة نموا على أي حال في هذا الوقت من العام. لكنه تساءل قائلا “هل النمو أقل حدة مما كان يمكن أن يكون؟ إنه سؤال أصعب قليلا”. ومع إلغاء العديد من الرحلات الجوية داخل إسرائيل وخارجها، أكدت شركات الطيران أن الأعمال ستنخفض، وإن كانت في الكثير من الأحيان دون 10 في المئة بالفعل.

وقالت شركة بيانات السفر فوروارد كيز إن “عدد التذاكر الصادرة في الأسابيع الثلاثة التي تلت اندلاع الحرب انخفض عالميا بعدة نقاط مئوية”، مما يشير إلى أن الناس إما ألغوا سفرهم أو أرجأوا اتخاذ القرارات. لكن التوقعات على المدى الطويل لا تزال غير واضحة. فقد أكد شاي فايس رئيس شركة الطيران فيرجين أتلانتيك البريطانية في أكتوبر الماضي إن الوضع لا يمكن التنبؤ به.

ومع ذلك، تتوقع شركات الطيران أن تسجل رقما قياسيا في أعداد المسافرين خلال العام المقبل رغم أن عودة الحرب في الشرق الأوسط شكلت صدمة كبيرة لأوساط قطاع السفر في العديدة من البلدان في ظل بروز آفاق غامضة لحركة النقل الجوي عالميا.

4.7

مليار شخص من المتوقع أن يسافروا في عام 2024، وهو رقم قياسي يتجاوز مستوى ما قبل الوباء البالغ 4.5 مليار شخص المسجل في 2019

وذكر اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) في تقرير نشره الأسبوع الماضي أن الشركات متفائلة بأن يتجاوز عدد المسافرين في العام المقبل المستويات التي تم تسجيلها قبل الوباء مع تجاوز القطاع لأزمة جائحة كوفيد – 19.

وقال في مراجعته التقليدية لاتجاهات القطاع مع اقتراب العام من نهايته إن “من المتوقع أن يسافر حوالي 4.7 مليار شخص في عام 2024، وهو رقم قياسي يتجاوز مستوى ما قبل الوباء البالغ 4.5 مليار شخص المسجل في 2019”.

ورفعت إياتا أيضا توقعاتها للأرباح، مرجحة أن تحقق شركات الطيران صافي أرباح بقيمة 23.2 مليار دولار في العام الحالي، أي أكثر من ضعف توقعاته في يونيو الماضي والبالغة 9.8 مليار دولار.

وأشارت إلى بيانات المسح التي تظهر أن ما يقرب من نصف عادات السفر لدى الناس عادت إلى مستويات ما قبل الوباء. وأفاد ثلثهم أنهم يسافرون أكثر، بينما قال 18 في المئة فقط إنهم ما زالوا يسافرون أقل.

وكذلك، رفعت اياتا توقعاتها لأرباح القطاع بشكل كبير. وقالت “كان التحسن مدفوعا بالكامل بقطاع الركاب الذي شهد زيادة قدرها 96 مليار دولار في الإيرادات مقارنة بالتوقعات السابقة وصولا إلى 642 مليار دولار”.

ومن المتوقع أن تصل إيرادات الشحن إلى 134.7 مليار دولار، أي بانخفاض عن نحو 142.3 مليار دولار التي كانت متوقعة في يونيو. ولم يكشف الاتحاد عن إحصائيات دقيقة عن تأثيرات الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي اندلعت قبل شهرين والتداعيات المترتبة عنها في المستقبل.

11