تحرك سعودي لاستعادة زمام مبادرة إحلال السلام في أفغانستان

رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة تستضيف مؤتمر إعلان السلام بهدف تحقيق المصالحة بين الأطراف الأفغانية.
الخميس 2021/06/10
دور حيوي للسعودية في تعزيز مسار السلام في أفغانستان

الرياض - تستضيف رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة مؤتمر إعلان السلام في أفغانستان، الذي يجمع كبار المسؤولين والعلماء من أفغانستان وباكستان، بهدف تحقيق المصالحة بين الأطراف الأفغانية، وترسيخ دعائم السلام في أفغانستان، وذلك برعاية ودعم السعودية.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" الخميس أن "هذا المؤتمر يأتي إيمانا بدور الرابطة في حل جميع النزاعات والخلافات داخل النسيج المجتمعي للأمة الإسلامية، في إطار الدعم والرعاية الكبيرة والريادة الإسلامية للمملكة العربية السعودية".

وتسعى الرياض إلى تفعيل دورها على الساحة الأفغانية، الذي تراجع خلال السنوات الماضية لفائدة قوى إقليمية تدخلت في الأزمة الأفغانية لترسيخ نفوذها بدرجة أولى.

ويرى متابعون أنّ الرياض قادرة بما لها من مكانة في العالم الإسلامي ومن وزن دبلوماسي دولي، على إطلاق مبادرة سلام تنهي النزاع الأفغاني الذي طال أمده وتعاظمت خسائر أفغانستان بسببه.

وللرياض دور حيوي في احتضان مبادرات السلام الأفغانية، وهو ما جعل كلا من قطر وإيران تعمل على إرباك أي تقدم في المفاوضات السابقة بين الحكومة الأفغانية وطالبان برعاية سعودية.

وأبدت الدوحة وطهران عدم ارتياح لجهود الرياض السلمية في أفغانستان، والتي مثلت وسيطا مقبولا لدى جميع أطراف النزاع في أفغانستان، خصوصا بعد فشل محاولات إطلاق مسار للسلام الأفغاني خلال السنوات الماضية انطلاقا من قطر، التي شكّكت حكومة الرئيس السابق حامد كرزاي في نزاهتها كوسيط محايد، نظرا لما للدوحة من علاقات متينة بالمتشدّدين الإسلاميين.

وتدرك طهران أن اضطلاع الرياض بدور حيوي في الملف الأفغاني يقطع الطريق على مساعيها للتغلغل في الساحة الأفغانية.

وتشير أوساط سياسية في أفغانستان إلى أهمية التدخل السعودي لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة بعد الانسحاب الأميركي. وأعلنت  وزارة الدفاع الأميركية عن إكمال عملية الانسحاب من أفغانستان بنسبة 50 في المئة، فيما يتوقع أن ينجز بالكامل بحلول 11 سبتمبر المقبل.

وأكد الجيش الأميركي الذي لا يرغب في الكشف بدقة عن تسارع الانسحاب وموعده النهائي من أجل "الحفاظ على أمن العمليات"، أنه لن يكشف بعد الآن تقديرات انسحابه بالنسبة المئوية.

ويتعين على وزارة الدفاع الأميركية سحب آخر 2500 عسكري و16 ألف متعاقد مدني بحلول 11 سبتمبر، في الذكرى السنوية لهجمات العام 2001 التي أدت إلى الغزو الأميركي للبلاد، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا الانسحاب إلى سقوط أفغانستان بالكامل في أيدي طالبان، وأن تتحول نقطة جذب أكبر للتنظيمات الإرهابية، حيث يسجل تنظيم داعش حضورا متزايد في البلاد.

ويرى مراقبون أن السعودية تسعى، من خلال رعايتها للمؤتمر الجاري، إلى تذويب الخلافات بين الأفرقاء وتعزيز فرص السلام.

وشدد السفير الباكستاني لدى السعودية بلال أكبر على أنّ مؤتمر إعلان السلام في أفغانستان يمثل فرصة لإحلال السلام في البلاد.

وقال بلال أكبر خلال المؤتمر إن "الفرصة مواتية لمسح الماضي وإحلال السلام مع أفغانستان، ونقدر جهود السعودية".

وتبدأ أعمال المؤتمر بمكة المكرمة، حيث يشارك في جلسته الافتتاحية الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين محمد بن عبدالكريم العيسى، ووزير الشؤون الإسلامية في باكستان نور الحق قادري، ووزير الحج والأوقاف والإرشاد في أفغانستان محمد قاسم حليمي، وكبار العلماء من البلدين.

ويتضمن المؤتمر خمس جلسات، تتحدث فيها مجموعة من كبار العلماء في خمسة محاور، تناقش السلام والسماحة والاعتدال والمصالحة في الإسلام، إضافة إلى منهج الإسلام في صيانة كرامة الإنسان والحفاظ على حياته، وبناء السلام في ضوء المبادئ الإسلامية، وأهمية السلام والأمن الإقليمي، ودور العلماء في حل النزاعات الإقليمية ودعم جهود السلام، وستتم في نهاية المؤتمر تلاوة البيان الختامي، وإعلان السلام في أفغانستان.