تحرك حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" إلى الخليج رسالة ردع لإيران

واشنطن - قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية نقلا عن مسؤول في وزارة الدفاع "بنتاغون"، مساء الجمعة، إن حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" تحركت إلى منطقة الخليج العربي مع سفن حربية أخرى.
وأفادت الشبكة بأن نقل حاملة الطائرات المذكورة إلى منطقة الخليج إلى جانب السفن الحربية الأخرى، "يتم بهدف توفير الدعم القتالي والغطاء الجوي مع انسحاب القوات الأميركية من العراق وأفغانستان بحلول 15 يناير المقبل.
وأشار المسؤول أن ذلك تم بموجب أوامر من الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، مشددًا على أن الخطوة اتخذت قبل ورود أنباء عن اغتيال العالم النووي الإيراني البارز، محسن فخري زاده.
وأوضحت "سي إن إن" أن تحركات القوات الأميركية هي رسالة ردع متزايدة لإيران بغض النظر عن ملاحظة المسؤول.
ويمثل القرار عودة سريعة لـ"نيميتز" إلى الخليج بعد مغادرتها في أوائل نوفمبر إلى الهند، حيث أجرت تدريبات بحرية مع القوات البحرية الهندية.
وحاملات الطائرات "يو إس إس نيميتز" هي مجموعة من حاملات الطائرات الأميركية العملاقة، وتعد من أضخم السفن الحربية في العالم. سميت على اسم آمر الأسطول الأميركي في المحيط الهادئ إبان الحرب العالمية الثانية شيستر نيمتز.
و دخلت أولى حاملات "يو إس إس نيميتز" الخدمة عام 1975 واليوم ثمة عشر حاملات طائرات من هذه الفئة لدى البحرية الأميركية.
وكانت مجموعة "نيميتز" التي تتألف من حاملة طائرات وقطع مدمرات وإنزال وتدخل، قامت بمناورات حربية من قاعدة غوام الأميركية غرب المحيط الهادي.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من تحريك قاذفات جوية من نوع "بي-52 إتش" إلى المنطقة.
وقال الجيش الأميركي، إن طاقم العمل الجوي لطائرة "بي-52 إتش" (ستراتوفورتريس) انطلق في 21 نوفمبر، من قاعدة جوية في ولاية نورث داكوتا، إلى الشرق الأوسط.
وأوضحت القيادة المركزية أن "الولايات المتحدة لا تسعى لإحداث أي صراع، لكنها لا تزال ملتزمة بالاستجابة لأي طارئ حول العالم"، مشددة على التزامها بالحفاظ على حرية الملاحة والتبادل التجاري في جميع أنحاء المنطقة وحمايتها.
وأضافت في البيان قولها "تثبت المهمة المستمرة قدرة الجيش الأميركي على نشر القوة الجوية القتالية في أي مكان بالعالم في غضون وقت قصير، والاندماج في عمليات القيادة المركزية للمساعدة في الحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليمي".
وعززت الولايات المتحدة من تواجدها في منطقة الخليج منذ السنة الماضية عقب احتجاز طهران ناقلات نفط بريطانية وتورط عدد من وكلائها في تنفيذ هجمات ضد ناقلات في الممرات المائية واستهداف مرافق نفطية في دول كالمملكة العربية السعودية.
وعقب هجومين استهدفا ناقلتين نفطيتين في المنطقة حُمّلت إيران المسؤولية عنهما، أرسلت واشنطن في 19 نوفمبر 2019، حاملة الطائرات الأميركية أبراهام لينكولن إلى مضيق هرمز.
وقامت القوات الأميركية بعدة خطوات لتأكيد دورها التاريخي في المنطقة التي تقيم فيها واشنطن علاقات وطيدة منذ عقود، فقد أجرت تمارين ضخمة وأعلنت عن زيادة عديد جنودها وأنشأت تحالفا بحريا مقرّه البحرين لحماية خطوط الملاحة في المياه المضطربة.
ويرى مراقبون أن إرسال حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" إلى منطقة الخليج يأتي في فترة استثنائية تتميز بالدقة الشديدة في ظل الهواجس من إمكانية أن تشهد المنطقة اضطرابات مع نهاية فترة ترامب.
وترى القيادة السياسية في إسرائيل أن الفترة حتى استبدال إدارة ترامب حساسة جدا وإمكانية ضرب إيران ممكنة.
وأفاد موقع "والا" الإخباري أن إسرائيل أصدرت خلال الأسابيع الأخيرة تعليمات للجيش الإسرائيلي أن يكون مستعدا لسيناريو القيام بأي نشاط أميركي ضد إيران قبل انتهاء ولاية دونالد ترامب، وذلك نقلا عن مسؤولين سياسيين مطلعون على الموضوع.
وتحدث بيني غانتس وزير الأمن خلال الأسبوعين الأخيرين مرتين مع القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي كريستوفر ميلر، الذي استبدل الوزير مارك اسبر الذي أقاله الرئيس الأمريكي بعد أيام من الانتخابات.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن هذه المحادثات تمحورت حول الموضوع الإيراني والوضع في سوريا، ومذكرة التفاهمات الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة. مشيرين إلى إنه لو عملت إدارة ترامب ضد إيران فان إسرائيل ستتلقى إنذارا مسبقا ومع ذلك، بسبب حالة عدم اليقين الكبيرة، صدرت أوامر للجيش التأكد من الآن أن تكون سلسلة من الأنظمة في كفاءة عالية.
وأكد الموقع العبري أن هناك مخاوف في إسرائيل مفادها أنه في حال وقع هجوم أميركي على إيران فإنها ستقوم برد عسكري ضد إسرائيل بصورة مباشرة، عن طريق المجموعات المسلحة الموالية لإيران في سوريا أو حزب الله. مستذكرة أنه في الأسبوع الماضي أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس ترامب عرض أمام مسؤولين في الإدارة الأميركية إمكانية مهاجمة منشأة إيران المركزية لتخصيب اليورانيوم في نطنز.