تحرك جديد للمجلس الرئاسي الليبي في ملف توحيد الجيش

طرابلس - أعلن نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني، أنه سيتوجه إلى جنوب البلاد الخميس للقاء قيادات عسكرية ضمن المساعي لتوحيد الجيش.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الكوني بالعاصمة طرابلس في وقت متأخر الأربعاء، وبثه التلفزيون الليبي الرسمي.
وقال الكوني "أنجزنا الكثير في ملف توحيد مؤسسات الدولة ونحن بانتظار توحيد المؤسستين العسكرية والمالية، وسأتجه غدا (الخميس) إلى الجنوب لألتقي قيادات عسكرية بخصوص توحيد المؤسسة العسكرية".
وأعرب الكوني عن مخاوفه من استمرار انقسام المؤسسة العسكرية في البلاد، مشيرا إلى أن "الجيش لم يتوحد حتى الآن بسبب وجود أزمة ثقة بين الطرفين"، آملا أن تبدأ خطوات فعلية لتوحيد الجيش خلال الفترة المقبلة.
وحذر نائب رئيس المجلس الرئاسي من أن "الطرفين المتحاربين لا تزال أيديهما على الزناد رغم أعمال اللجنة العسكرية"، مؤكدا أن "الجنوب دفع الثمن باهظا بسبب الأزمة السياسية والحروب".
ويمثل توحيد المؤسسة العسكرية إحدى المهمات الرئيسية للمجلس الرئاسي الجديد بقيادة محمد المنفي باعتباره القائد الأعلى للجيش، وأيضا لرئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة بصفته وزيرا للدفاع، فليبيا تعاني منذ عشر سنوات صعوبات في إعادة بناء جيش نظامي محترف بسبب انتشار السلاح والميليشيات غير المنضبطة.
وأشار عضو المجلس الرئاسي الليبي إلى أنه التقى بقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، فضلا عن قادة عسكريين في غرب البلاد لاستكمال مساعي توحيد مؤسسات الدولة، والمؤسسة العسكرية على وجه التحديد، خصوصا بعد أحداث تشاد الأخيرة.
وحول انعكاسات الصراع في تشاد على الأمن الليبي قال الكوني "لو انتصرت هذه المجموعات المعارضة في تشاد فستصبح تشاد تعيش في فوضى، وسيكون هناك خلل أمني في تشاد ويؤثر سلبا على ليبيا لأنها الدولة الوحيدة المفتوحة لتشاد بشكل كامل".
وأضاف "في حال هزيمتهم (المعارضة التشادية) سيلجأون إلى ليبيا، يعني في حال انتصروا سندفع الثمن وإذا انهزموا أيضا سندفع الثمن، وهذا ما يقتضي من الليبيين أن يتحدوا جميعا ويساعدوا بعضهم بعضا بحماية حدودنا مع تشاد".
وتابع أن المعارضة التشادية "تسلحت وتدربت جيدا وحصلت على أموال"، لافتا إلى أن "المجلس الرئاسي سيحاول إنشاء غرفة عسكرية مشتركة لتأمين الحدود الجنوبية".
وتنشط في الجنوب الليبي أعداد من حركات التمرد التشادية، خصوصا في القرى الرابطة بين سبها ومرزق، وسط الجنوب، والكفرة، جنوب شرقي البلاد.
واشتبكت هذه الحركات مرات عدة مع مجموعات قبلية مسلّحة، لكن أطراف الصراع في ليبيا تتبادل الاتهامات بشأن استعانتها بمقاتلي تلك الحركات للقتال في صفوفها.
وبشأن الانتخابات المقررة نهاية العام الجاري، عبر الكوني عن عدم ارتياحه لفكرة تغيير مجلس إدارة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، خشية أن يؤثر ذلك في العملية الانتخابية نهاية العام.
وقال إن "هناك من يدعو إلى انتخاب رئيس جديد لمفوضية الانتخابات، ونخشى أن يؤثر هذا على الانتخابات القادمة، ونأمل حتى فيما لو تم تكليف شخصية جديدة يجب أن تتسلم في نهاية العام، بعد أن تستكمل المفوضية إجراءات الانتخابات حتى لا يحصل أي خلل أو تأخير في إجراء الانتخابات بموعدها".
وناشد مجلس النواب الإسراع في اعتماد الموازنة العامة للدولة للعام 2021، لتمكين حكومة الوحدة الوطنية من القيام بمهامها.
ومؤخرا شهدت الأزمة الليبية انفراجة عقب تمكن الفرقاء من التصديق على سلطة انتقالية موحدة، تسلمت مهامها في 16 مارس الماضي.