تحرك أممي لتطويق أزمة إدلب مع تواصل خسائر الجيش التركي

مجلس الأمن الدولي يدعو في جلسة طارئة لبحث التصعيد في إدلب إلى وقف عاجل لإطلاق النار.
السبت 2020/02/29
التحرك الأممي يكشف العجز التركي عن الخروج من ورطة ادلب

نيويورك- دعا مجلس الأمن الدولي ليل الجمعة في جلسة طارئة لبحث التصعيد في إدلب إلى وقف عاجل لإطلاق النار في وقت يستمر فيه الجيش التركي بتكبد الخسائر مع الإعلان عن مقتل جندي تركي آخر ليرتفع عدد القتلى في صفوفه إلى 35.

وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت عن مقتل جندي تركي وإصابة آخر في قصف مدفعي شنه النظام السوري في شمال سوريا، وذلك غداة مقتل 34 جنديا من قواتها.

وكتبت الوزارة على تويتر ان تركيا "تواصل الرد عبر ضرب أهداف تابعة للنظام" في محافظة إدلب.

وأمام مجلس الأمن الدولي عبرت روسيا عن استعدادها "للعمل على خفضٍ للتصعيد" في منطقة إدلب.

وأقر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الجمعة بأنّ "الوضع ساء وتوتّر بشدّة" في منطقة إدلب.

وقال نيبينزيا في الاجتماع الذي عقد بناءً على طلب المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبلجيكا وإستونيا وجمهورية الدومينيكان، إنّه "يوجد حاليًا وفد روسي في أنقرة من أجل تهدئة الوضع".

وخلال اجتماع المجلس، وهو السادس حول سوريا منذ بداية فبراير، أكّد نيبينزيا مجدّدًا أنّ موسكو "لم تُشارك في الهجمات" التي نُسِبَت إلى دمشق الخميس وقُتِل فيها بحسب أنقرة 34 جنديًا تركيًا.

وأشار السفير الروسي إلى أنّ "الأتراك يُعلمون الروس بمواقعهم بشكل مستمرّ، ويتمّ نقل (هذه الإحداثيّات) إلى الجيش السوري من أجل ضمان أمن" الجنود الأتراك. وأضاف أنّ "إحداثيّات" المواقع التركيّة التي استهدفتها غارات الخميس "لم تُسَلَّم" إلى الجان

غوتيريش: النزاع في إدلب قد تغيّرت طبيعته
غوتيريش: النزاع في إدلب قد تغيّرت طبيعته 

وكانت تركيا رفضت التفسير الروسي بأن جنودها الذين قتلوا الخميس، في قصف لقوات النظام السوري كانوا ضمن "مجموعات إرهابية".

ودعت الغالبية العظمى من أعضاء مجلس الأمن إلى وقف عاجل لإطلاق النار. وقال الأعضاء الأوروبّيون إنّ "التصعيد العسكري في إدلب يجب أن يتوقّف. يجب أن يتوقّف الآن".

واعتبروا أنّ "هذه الهجمات تظهر أنّ النظام السوري، بمساعدة ودعم سياسي من روسيا، يواصل استراتيجيته العسكرية بأيّ ثمن، متجاهلًا عواقب أفعاله ضدّ المدنيّين".

وقالت السفيرة الأميركية كيلي كرافت "نطالب روسيا بوقف إطلاق طائراتها الحربيّة فورًا، وندعو جميع القوّات السوريّة ومؤيّديها الروس للانسحاب إلى خطوط وقف إطلاق النار التي تمّ تحديدها عام 2018".

وخلال افتتاح الجلسة، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنّ "النزاع قد تغيّرت طبيعته"، مشيرًا إلى التصعيد الكبير الذي شهدته إدلب خلال الأيام الأخيرة.

وبعدما منيت بأفدح خسائر في هجوم واحد منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا عام 2016، طلبت أنقرة دعم المجموعة الدولية ملوّحة بتهديد فتح أبواب الهجرة مجدّدًا الى أوروبا.

وفي وقت سابق من الجمعة، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة تدرس خيارات لمساعدة تركيا.

وذكر بومبيو في بيان، أن "الولايات المتحدة منخرطة مع الحلفاء الأتراك، وتدرس خيارات لمساعدة تركيا في صد هذا العدوان مع سعينا لوقف وحشية نظام الأسد وروسيا وتخفيف المعاناة الإنسانية في إدلب".

وفي السياق ذاته، أجرى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتن وأردوغان الجمعة، محادثات هاتفية سعيا إلى احتواء التصعيد في إدلب، بعد هجمات على القوات التركية أدت إلى مقتل عشرات الجنود، وسط احتمال عقد قمة بينهما الأسبوع المقبل في موسكو.