تحركات نواب المعارضة لسحب الثقة من رئيس البرلمان التونسي في مراحلها الأخيرة

أحزاب المعارضة تسعى لتجنب تكرار فشل سيناريو سحب الثقة من رئيس البرلمان التونسي.
الجمعة 2021/03/26
شخصية تلقى انتقادات واسعة في تونس

تونس – باتت عريضة سحب الثقة من رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي في مراحلها الأخيرة، مع تجميع غالبية الإمضاءات المطلوبة  لضمان حصول اللائحة على أغلبية الأصوات بالبرلمان.

وقال النائب زهير المغزاوي أمين عام حزب حركة الشعب وعضو الكتلة الديمقراطية في البرلمان التي تضم أطيافا من المعارضة، إن جمع الإمضاءات يسير بثبات وسيجري إيداع العريضة قريبا بمكتب المجلس.

وفي حين يتطلب إيداع العريضة إمضاءات ثلث نواب البرلمان أي 73 نائبا فإن الأحزاب الداعمة لتنحي زعيم حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي من منصبه تريد ضمان 109 أصوات، وهي الأغلبية المطلقة التي تحتاجها عند التصويت لسحب الثقة من رئيس البرلمان.

وفشلت المعارضة في محاولة سابقة في سحب الثقة من زعيم حركة النهضة، لأنها لم تتوصل إلى تحصيل الأغلبية المطلقة في التصويت الذي جرى في جلسة عامة في يوليو عام 2020.

لكن شخصيات سياسية معارضة للنهضة، ترى أن العريضة الجديدة لها حظوظ أوفر في النجاح في إسقاطه من رئاسة البرلمان، الذي يشهد أزمات متواصلة منذ انتخابات 2019 التي أفرزت مشهدا سياسيا منقسما.

وقال المغزاوي “لا نريد خوض معركة خاسرة، نريدها أن تكون معركة رابحة وأن نضع ضمانات لنتفادى ما حصل في المرة الماضية عندما حصلت ضغوط وتراجع نواب في التصويت”.

وتتهم الأحزاب الداعمة للعريضة الغنوشي (79 عاما) بالفشل في إدارة الجلسات في ظل التوتر المستمر بين الكتل البرلمانية، ولاسيما الصراعات المتكررة بين حزبه حركة النهضة وحليفه “ائتلاف الكرامة” من جهة، والحزب الدستوري الحر من جهة ثانية.

وتسبب ذلك في تعطيل متواتر للجلسات العامة وعمل اللجان.

وقال المغزاوي “سحب الثقة ليس نكاية في الغنوشي ولكنه فشل في إدارة المجلس. ليست لدينا شروط للشخصية المعوضة ولكن نسعى لأن تكون شخصية توافقية قادرة على تسيير البرلمان”.

وأشار النائب هشام العجبوني عن حزب التيار الديمقراطي العضو في الكتلة الديمقراطية، إلى أن عريضة سحب الثقة بلغت مراحلها النهائية قبل إيداعها بمكتب مجلس البرلمان، مع جمع 104 إمضاءات حتى الخميس.

وتقول حركة النهضة إنه في حال تم سحب الثقة من الغنوشي سترشّح شخصية أخرى من الحركة لرئاسة المجلس.

وزعم النائب عن حركة النهضة ماهر مذيوب أن المحاولة الثانية لسحب الثقة من الغنوشي ستفشل، مستندا في ذلك إلى تصريحات قال إن النائب عن الكتلة الديمقراطية زهير المغزاوي أدلى بها منذ أسبوع ودعا فيها إلى عقد حوار وطني.

كما قلل مذيوب من أهمية تحركات المعارضة للإطاحة بالغنوشي، ملمحا إلى أن إسقاط الأخير لا يعني فقدان الحركة لمنصب رئيس البرلمان.

وقال إن "سحب الثقة.. ليس نهاية العالم.. المرشح القادم موجود والغنوشي يعود إلى مكانه في كتلة النهضة".

وكان عضو مجلس نواب الشعب العياشي زمال رجح إمكانية تقديم لائحة سحب الثقة الأسبوع المقبل، مؤكدا أن راشد الغنوشي يملك الفرصة لتقديم خدمة مهمة لتونس بتقديم استقالته من رئاسة البرلمان.