تحركات سعودية – فرنسية تعبد طريق بعبدا أمام قائد الجيش اللبناني

سليمان فرنجية ينسحب من السباق الرئاسي ويعلن دعمه للعماد جوزيف عون.
الخميس 2025/01/09
ضوء أخضر

بيروت - نشطت في الساعات القليلة الماضية اتصالات سعودية – فرنسية مع مختلف الكتل النيابية في لبنان من أجل الدفع لانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية.

وبات لبنان الخميس أقرب من أي وقت مضى لانتخاب رئيس جديد بعد أكثر من عامين على الشغور منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في أكتوبر 2022.

وتقول مصادر مطلعة إن تحركات الموفد السعودي يزيد بن فرحان، والمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، الأربعاء أفضت إلى تحقيق اختراق كبير في جدار الأزمة الرئاسية وأنه من المرجح أن يجري انتخاب عون الخميس رئيسا للبلاد.

وكان الموفد الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين أجرى الثلاثاء لقاءات مماثلة مع نوّاب وشخصيات سياسية مختلفة.

ونقل نوّاب التقوا به انطباعا واضحا بأن واشنطن تعمل على أن يفوز عون بالرئاسة. وذكرت وسائل إعلام لبنانية عدّة أن هوكستين أكّد خلال لقاء حصل في منزل النائب فؤاد مخزومي أن “العماد جوزيف عون لديه مواصفات رئيس الجمهورية، وإن كان ليس الوحيد.”

وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، الأربعاء، أنه للمرة الأولى سيكون لدى لبنان غدا رئيس جديد للجمهورية.

كريم بيطار: الحرب مع إسرائيل غيّرت المعادلات السياسية في لبنان
كريم بيطار: الحرب مع إسرائيل غيّرت المعادلات السياسية في لبنان

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن ميقاتي قوله، خلال رعايته إطلاق الإستراتيجية الوطنية للإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة التي وافق مجلس الوزراء عليها، “اليوم وللمرة الأولى، منذ الفراغ في سدة الرئاسة، أشعر بالسرور لأنه بإذن الله سيكون لدينا غدا رئيس جديد للجمهورية.”

من جهته عبر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في تصريحات لإذاعة فرانس إنتر عن أمله في أن تكون هذه الانتخابات “شرطا أساسيا لاستمرار حركة السلام” ولتعافي لبنان اقتصاديا واجتماعيا.

وحرص الثنائي الشيعي على إضفاء نوع من الغموض على موقفهما بشأن دعم عون، الأربعاء، وإن أكدا على استعدادهما لدعم أي مرشح يتفق حوله اللبنانيون.

وتعتقد المصادر أن الموقف الذي أبداه الثنائي الشيعي إيجابيا، لناحية انتخاب قائد الجيش رئيسا للبلاد، لافتين إلى أن قرار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بالانسحاب من السباق الرئيسي وإعلان دعمه للعماد جوزيف عون يؤكد أن الثنائي لا يمانع وصول الأخير إلى قصر بعبدا.

ويرى مراقبون أن التحول الجاري في موقف الثنائي الشيعي يعكس حالة الضعف التي يعاني منها حزب الله، وأن اختيار قائد الجيش بالنسبة إليه هو أفضل المتاح في ظل مخاوف من ضغوط إقليمية ودولية تدعم ترشيح زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

وكان حزب الله صرح في وقت سابق أن لا فيتو لديه على قائد الجيش وإن الفيتو الوحيد هو على جعجع.

ويمثل انتخاب رئيس للبنان أول اختبار لتوازن القوى في لبنان منذ الضربات الشديدة التي تعرض لها حزب الله المدعوم من إيران في الحرب مع إسرائيل. وكانت الجماعة الشيعية هي القوة المحركة التي دفعت بميشال عون، حليفها آنذاك، إلى سدة الرئاسة في عام 2016.

الثنائي الشيعي حرصا على إضفاء نوع من الغموض على موقفهما بشأن دعم عون، وإن أكدا على استعدادهما لدعم أي مرشح يتفق حوله اللبنانيون

وتجري الجلسة النيابية لانتخاب الرئيس الخميس على خلفية تغيير تاريخي في منطقة الشرق الأوسط حيث ظلت سوريا بقيادة بشار الأسد تمارس نفوذا على لبنان لعقود سواء بشكل مباشر أو من خلال حلفائها مثل حزب الله، قبل أن تجري الإطاحة بالأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، على يد هيئة تحرير الشام.

وعبر رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد في لقائه الأربعاء مع الموفد الفرنسي عن أن حزب الله لن يقف عائقاً أمام إجماع اللبنانيين على إسم رئيس للجمهورية.

وكان رعد التقى لودريان بحضور مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله عمار الموسوي، وذلك في إطار جولة لودريان على القوى السياسية اللبنانية.

وفي منشور على منصة “إكس”، قال النائب المعارض ميشال معوض عقب لقاء جمعه وأربعة نواب آخرين مع لودريان، إن هناك توجّها لديهم لدعم قائد الجيش.

ونقلت صحيفة “الأخبار” المقربة من حزب الله، أن السعودية التي عاد موفدها يزيد بن فرحان الأربعاء إلى بيروت بعد زيارة أولى قام بها الأسبوع الماضي، تواصل مع فرنسا والولايات المتحدة ومصر، ضمن “محاولات إقناع الكتل المترددة بحسم موقفها لمصلحة عون.”

ويشدّد الموفدون الدوليون خلال لقاءاتهم في بيروت، وفق مسؤولين لبنانيين، على ضرورة انتخاب رئيس، كمدخل لاستعاد ثقة المجتمع الدولي.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن لودريان أصرّ خلال لقاءاته على “ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، كخطوة أولى على طريق عودة المؤسسات اللبنانية إلى العمل.”

ويرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القديس يوسف في بيروت كريم بيطار أن الحرب التي خاضها حزب الله وإسرائيل على مدى سنة وانتهت بقبول حزب الله باتفاق لوقف إطلاق النار ينص على انسحابه من المنطقة الحدودية ونزع سلاحه، “غيّرت بالتأكيد المعادلات السياسية في لبنان،” إذ أن حزب الله لم يعد “قادرا على فرض شخصية قريبة جدا من معسكره بعد سقوط النظام السوري وإضعاف الحرب له.”

2