تحذير أوروبي بعد خفض طهران التزاماتها النووية

الاتحاد الأوروبي يعرب عن "أسفه العميق" لإعلان إيران الأخير بشأن التزاماتها النووية.
الاثنين 2020/01/06
خطوة استفزازية جديدة لإيران

بروكسل - عبّر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين عن "أسفه العميق" لإعلان إيران الأخير بشأن تخلّيها عن كل القيود المتعلّقة بتخصيب اليورانيوم.

وكتب بوريل في تغريدة أن "التطبيق الكامل للاتفاق حول النووي من قبل الجميع يعد اليوم أهمّ من أي وقت مضى، من أجل الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي".

وقال إنه "يعمل مع كل المشاركين (في الاتفاق) على المسار الذي يجب سلوكه".

وأشار بوريل إلى أن الاتحاد الأوروبي سيعتمد على عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقييم العواقب.

وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم بوريل، أثناء مؤتمر صحافي يومي "يجب أن نثق" بهذه الوكالة وانتظار ما ستقوله بشأن "الوقائع على الأرض".

ودعا بوريل الأحد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بروكسل وحضّ مرة جديدة على "خفض التصعيد" في الشرق الأوسط.

وأضاف ستانو "هناك تفاهم متبادل على وجوب تواصل الالتزام لكن على الإيرانيين أن يعلموننا كيف يريدون المضي قدماً".

وأشار المتحدث أيضاً إلى أن "هناك الكثير من النشاط والكثير من المكالمات الهاتفية".

من جهتها، دعت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، الأحد، إيران إلى التخلي عن الإجراءات التي تتعارض مع الاتفاق النووي لعام 2005، في حين كانت طهران كشفت في وقت سابق "المرحلة الخامسة والأخيرة" من برنامجها القاضي بخفض التزاماتها الدولية التي نص عليها الاتفاق، مؤكدة التخلّي عن "كل القيود المتعلّقة بعدد أجهزة الطرد المركزي".

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الاثنين إن إعلان إيران أنها ستتخلى عن القيود المفروضة على نشاط تخصيب اليورانيوم يمكن أن يكون الخطوة الأولى نحو إنهاء الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 مع القوى العالمية الست.

وقال ماس لإذاعة دويتشلاند فونك "بالتأكيد سنتحدث مرة أخرى مع إيران. غير أن ما تم إعلانه لا يتسق مع الاتفاق". وأضاف أن مسؤولين من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا سيبحثون الوضع الاثنين.

وتابع أن الوضع "لم يصبح أسهل، وقد تكون هذه الخطوة الأولى لإنهاء هذا الاتفاق وهو ما سيشكل خسارة كبيرة لذلك سنبحث هذا الأمر بمسؤولية شديدة الآن".

وطالبت المستشارة الألمانية آنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إيران، في بيان مشترك بـ "العدول عن أي أعمال عنف أو أنشطة نووية أو التراجع عن أي إجراءات لا تمتثل لبنود الاتفاق النووي"، حسب موقع "دويتشه فيله" الألماني.

كما تطرق المسؤولون الأوروبيون الثلاثة في بيانهم إلى التوترات المتزايدة في أعقاب الضربة الجوية الأميركية، التي أدت إلى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني والمسؤول العراقي الموالي لإيران أبو مهدي المهندس الجمعة في بغداد.

تحذير أوروبي ثلاثي لطهران
تحذير أوروبي ثلاثي لطهران

وفي هذا السياق، دعوا إيران التي كانت توعدت بالانتقام، إلى الامتناع عن القيام "بأعمال عنيفة جديدة أو دعم أعمال كهذه"، مشددين على ضرورة "وقف الدائرة الحالية من العنف في العراق".

وأعلنت إيران، الأحد، تعليق جميع تعهداتها في إطار الاتفاق النووي، الموقع بينها ومجموعة (5+1). وذكرت الحكومة الإيرانية، في بيان، أنها علقت جميع تعهداتها ضمن الاتفاق النووي، ولن تلتزم بها من الآن فصاعدا.

وأكد البيان، أن "طهران لن تلتزم بالتعهدات المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، وتخزينه، والبحث والتطوير". وأضاف "لن نفرض قيودا فيما يخص أعداد أجهزة الطرد المركزي، وسننفذ البرنامج النووي وفقا لاحتياجاتنا التقنية".

وأكد مواصلة إيران، التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واستعدادها للعودة للاتفاق في حالة رفع العقوبات وتأمين مصالحها في إطاره.

يأتي هذا، ردا على قتل واشنطن لقائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني، فجر الجمعة الماضي، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، و8 أشخاص كانوا برفقتهما، إثر قصف جوي أميركي استهدفت سيارتين على طريق مطار بغداد.

وفي مايو 2018، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، الموقع في 2015، بين إيران ومجموعة (5+1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، وفرضت على طهران عقوبات اقتصادية.

وينص الاتفاق على التزام طهران بالتخلي، لمدة لا تقل عن 10 سنوات، عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي، وتقييده بشكل كبير، بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات عنها.

واتفاق فيينا مهدد بالانهيار منذ أن انسحبت الولايات المتحدة منه أحاديا في عام 2018، وأعادت فرض عقوبات على طهران، ما أغرق الاقتصاد الإيراني في حالة انكماش حاد.

ويعقد حلف شمال الأطلسي اجتماعا استثنائيا بعد ظهر الاثنين على مستوى السفراء لمناقشة الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران.