تحذيرات من خطورة ترك الأطفال في سيارات مغلقة عند اشتداد حرارة الطقس

درجة حرارة الأطفال ترتفع بشكل أسرع بكثير من حرارة جسم الشخص البالغ مما يعرضهم بسهولة إلى الاختناق أحيانا.
الخميس 2024/07/18
خطر يمكن أن يؤدي إلى الهلاك

تونس - يعد ترك الطفل في سيارة مغلقة تحت أشعة الشمس الحارقة أمرا خطيرا على صحة الطفل يصل حد وفاته، في بعض الحالات.

وحذر المختص في طب الأطفال، وليد سلامة، من خطورة ترك الأطفال في سيارات مغلقة عند اشتداد حرارة الطقس ولو لبضع دقائق مشددا أن ذلك قد يعرضهم للموت نتيجة الاختناق. وأوضح سلامة، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، “أن درجة حرارة الأطفال ترتفع بشكل أسرع بكثير من حرارة جسم الشخص البالغ مما يعرضهم بسهولة إلى الاختناق“.

وقال “إن العديد من الأولياء يضطرون إلى ترك أطفالهم في السيارات وغلق أبوابها ونوافذها، خوفا عليهم، من أجل قضاء بعض الشؤون التي لا تستغرق وقتا طويلا، إلا أنهم يجهلون أنهم بهذا السلوك يعرضون حياة أطفالهم للخطر“. وبين أن تواجد الطفل في مكان تكون حرارته مرتفعة يجعله يفقد كثيرا من السوائل الموجودة في جسمه بسرعة عن طريق التعرق مما يعرضه إلى الجفاف القاتل.

وأكد من جهة أخرى أن الأطفال معرضون خلال فصل الصيف للجفاف أكثر بكثير من الشخص البالغ وهو ما يستدعي أخذ الاحتياطات اللازمة لوقايتهم من هذا الخطر عن طريق الحرص على تزويدهم بالكميات الكافية من الماء أو الحليب بالنسبة للرضع، وعدم تعريضهم للشمس ورش أطرافهم بالماء، وتبريد الغرف أو الفضاءات التي يتواجدون فيها.

ترك أطفال أو حيوانات داخل سيارة متوقفة تحت أشعة الشمس يمكن أن يكون أمرا خطيرا وحتى إذا تركت النوافذ مفتوحة بعض الشيء فهذا لا يقلل من خطورة الأمر

ولفت إلى أن ارتفاع درجات الحرارة بطريقة وقتية وكثرة البكاء ووالوهن وقلة الحركة، من بين العلامات الأولى التي تشير إلى أن الطفل بصدد التعرض إلى المراحل الأولى من الجفاف والتي تزداد خطورة عند معاناة الطفل من الإسهال أو التقيؤ لسبب من الأسباب. وكثيرا ما نسمع عن وفاة أطفال داخل سيارات أغلقها أصحابها وتركوها تحت أشعة الشمس. وتتكرر المأساة كل عام.

وفي ألمانيا حذر الخبراء أصحاب السيارات من ترك الأطفال والحيوانات في السيارة ولو حتى لفترة قصيرة، إذ يمكن أن ترتفع درجات الحرارة سريعا داخل السيارة لتصل إلى 60 درجة مئوية.

ما يعني أن ترك أطفال أو حيوانات داخل سيارة متوقفة تحت أشعة الشمس يمكن أن يكون أمرا خطيرا وحتى إذا تركت النوافذ مفتوحة بعض الشيء فهذا لا يقلل من خطورة الأمر.

وفي تجربة قام بها نادي السيارات في ألمانيا، سرعان ما ارتفعت درجات الحرارة إلى مستويات لا يمكن تحملها. حيث وصلت درجات الحرارة داخل سيارتين متطابقتين في التصميم ومختلفتين في درجة فتح زجاج النوافذ إلى نفس القيم المهددة للأرواح عندما كانت درجة الحرارة خارج السيارة تبلغ 28 درجة مئوية، بحسب ما نقلت صحيفة “جنرال أنتسايغر” الألمانية في عددها الأسبوعي.

ونصح الخبراء، في حالة الطوارئ، بمحاولة كسر زجاج النافذ، لأن الخطر بات وشيكا والطفل داخل السيارة بدأ في الانهيار، يجب على الشخص المنقذ قبلها الاتصال بالشرطة أو رجال الإطفاء. ويُنصح أيضًا بالتقاط صورة بالهاتف المحمول كدليل على الموقف، وإلا فهناك مخاطر من الدخول في نزاع مع صاحب السيارة، الذي قد يطالب بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بسيارته.

15