تحذيرات من تداعيات خطيرة لزيارة بن غفير الأقصى للمرة الثانية

القدس – زار وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير الأحد باحة المسجد الأقصى، بحسب ما أعلنت الشرطة الإسرائيلية في خطوة مثيرة للجدل تعزز التوتر في القدس الشرقية المحتلة، حيث حذرت الفصائل الفلسطينية من تداعيات استمرار المساس بالمقدسات على المنطقة.
وقالت الشرطة في بيان إن بن غفير زار الموقع "هذا الصباح (...) ولم تقع حوادث خلال الزيارة".
وتعد الزيارة التي قام بها بن غفير، الثانية من نوعها منذ تعيينه وزيرا للأمن القومي بالحكومة الإسرائيلية، في خطوة من المرجح أن تثير إدانات من الفلسطينيين وأماكن أخرى في العالم الإسلامي.
ونشر بن غفير صورة له في الموقع عبر تيلغرام قائلا "القدس روحنا".
وأضاف بن غفير أن "تهديدات حماس لن تردعنا. ذهبت إلى جبل الهيكل!".
والمسجد الأقصى في صلب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وتسيطر القوات الإسرائيلية على مداخل الموقع الذي تتولى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن.
والمسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. ويقول اليهود إنه "جبل الهيكل" ويعتبرونه أقدس الأماكن الدينية لديهم.
وتعقيبا على زيارة بن غفير للمسجد الأقصى، أكدت الرئاسة الفلسطينية، الأحد، أن المساس بالأقصى "لعب بالنار" يدفع المنطقة إلى "حرب دينية"، داعية إلى تدخل "فوري" من المجتمع الدولي والإدارة الأميركية.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة في تصريح نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، "المساس بالمسجد الاقصى لعب بالنار وسيدفع المنطقة إلى حرب دينية لا تُحمد عقباها، ستطال الجميع".
وأضاف "ما جرى اليوم خطير ويستدعي من المجتمع الدولي وتحديدا الإدارة الأميركية التي تطالب بالحفاظ على الوضع القائم في القدس، التحرك الفوري".
وتابع أبوردينة أن اقتحام بن غفير لساحات المسجد الأقصى "اعتداء سافر على المسجد الأقصى، وستكون له تداعيات خطيرة".
وأضاف "محاولات بن غفير وأمثاله من المتطرفين لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى مدانة ومرفوضة وستبوء بالفشل، وشعبنا الفلسطيني سيكون لها بالمرصاد".
واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، أن دخول بن غفير "في ساعة مبكرة مثل اللصوص إلى ساحة المسجد الأقصى لن يغير من الواقع ولن يفرض سيادة إسرائيلية عليه".
وحملت حركة حماس، إسرائيل "مسؤولية الاقتحامات الهمجية لوزرائها ومستوطنيها" للمسجد الأقصى الذي يتعرض إلى "خطر محدق".
وقالت الحركة، في بيان، إن ما يجرى في المسجد الأقصى "إمعانا في العدوان"، مضيفة أن "الشعب الفلسطيني لديه من الإصرار ما هو أكبر وأطول نفسا من الاحتلال ولن يترك الأقصى وحيدا".
وبدورها، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، بأشد العبارات إقدام بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، صباح الأحد، وتحت حراسة وحماية القوات الإسرائيلية.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي إن "قيام وزير الأمن القومي الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته هي خطوة استفزازية مدانة، وتصعيد خطيرٌ ومرفوضٌ ويمثل خرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها". وفق وكالة الأنباء الأردنية ( بترا).
وأكد أن "الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وبالتزامن مع استمرار الإجراءات الأحادية من توسع استيطاني واقتحامات متواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة تنذر بالمزيد من التصعيد، وتمثل اتجاهاً خطيراً يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فوراً".
وشدد على أنّ "المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القُدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأنّ إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة جميع شؤون الحرم القدسي الشريف وتنظيم الدخول إليه".
وطالب المجالي "إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف الفوري عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، واحترام حرمته"، مشدداً على "ضرورة وقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم وفرض التقسيم الزماني والمكاني، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك".
وكان بن غفير زار الأقصى في يناير الماضي ما أثار تنديدا عربيا وإسلاميا.
وفي شبابه وُجّه الاّتهام لبن غفير أكثر من خمسين مرّة بالحضّ على العنف أو باعتماد خطاب الكراهية. وادين عام 2007 بدعم جماعة إرهابية والتحريض على العنصرية.
وانتشرت عناصر الشرطة الإسرائيلية في ساحات الأقصى، وأبعدوا المصلين عن مسار اقتحامات بن غفير والمستوطنين للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وفق شهود عيان.
وتشهد القدس الشرقية توترا شديدا إثر سماح الحكومة الإسرائيلية، الخميس، لـ"مسيرة الأعلام" بالمرور من باب العامود والحي الإسلامي في البلدة القديمة وسط هتافات مسيئة ومعادية ضد الفلسطينيين والعرب.
ونظم مستوطنون في البلدة القديمة وعند باب العامود رقصات مع التلويح بالأعلام الإسرائيلية، ونفذوا اعتداءات على الفلسطينيين، بحسب شهود عيان.
وتزامنت المسيرة مع احتفال إسرائيل بالذكرى السنوية الـ56 لاحتلالها القدس الشرقية، وفق التقويم العبري.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.