تحذيرات من تحول لبنان إلى غزة أخرى

الرئيس الأميركي جو بايدن يرسل المبعوث الخاص إلى لبنان آموس هوكشتاين في جولة دبلوماسية جديدة.
السبت 2024/06/22
طبول الحرب تدق في لبنان

نيويورك - أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة عن قلقه البالغ إزاء تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، والذي يخشى من تحوله إلى مواجهة شاملة.

وقال غوتيريش للصحافيين “خطوة متهورة واحدة أو تقدير خاطئ واحد يمكن أن يؤدي إلى كارثة تتجاوز الحدود بكثير، وبصراحة تفوق الخيال”.

وأضاف “دعونا نكون واضحين: شعوب المنطقة وشعوب العالم لا تستطيع أن تتحمل أن يصبح لبنان غزة أخرى”.

وباتت سُحب الدخان الناجمة عن اعتراض الصواريخ فوق شمال إسرائيل والحرائق الناتجة عن الغارات الجوية على جنوب لبنان إشارات واضحة على أن رقعة الحرب الدائرة في قطاع غزة قد تتسع إلى صراع أشمل.

وبالتوازي مع ذلك تصاعدت حدة الحرب الكلامية بين الطرفين مع التهديدات القوية من الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأربعاء التي قال خلالها إنه في حال اندلاع الحرب “لن يكون هناك مكان في الكيان (إسرائيل) بمنأى عن صواريخنا ومسيراتنا”، وإن قبرص وأماكن أخرى بمنطقة البحر المتوسط ستكون أيضا في خطر.

وخوفا من اتساع رقعة الصراع في المنطقة، أرسل الرئيس الأميركي جو بايدن المبعوث الخاص إلى لبنان آموس هوكشتاين في جولة دبلوماسية جديدة هذا الأسبوع، كما أبلغ وزير الخارجية أنتوني بلينكن المسؤولين الإسرائيليين بضرورة تجنب المزيد من التصعيد.

أنطونيو غوتيريش: التهدئة الفورية ليست ممكنة فحسب، بل ضرورية أيضا
أنطونيو غوتيريش: التهدئة الفورية ليست ممكنة فحسب، بل ضرورية أيضا

وبدأ اللبنانيون، في ضوء التصعيد الجاري، يتهيؤون فعلا لحرب واسعة.  

وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة الجمعة إن حزب الله قادر على الدفاع عن نفسه وعن لبنان ضد إسرائيل، مشيرة إلى أنه “ربما حان وقت الإبادة الذاتية لهذا النظام غير الشرعي“.

وأضافت البعثة في منشور على منصة إكس “أي قرار متهور يتخذه النظام الإسرائيلي المحتل لإنقاذ نفسه قد يغرق المنطقة في حرب جديدة“.

ويطلق حزب الله المدعوم من إيران صواريخ على إسرائيل تضامنا مع حركة حماس منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر، مما أجبر عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم في إسرائيل حيث تتزايد الضغوط السياسية لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة.

كما فر عشرات الآلاف من اللبنانيين من منازلهم بعد شن غارات إسرائيلية على جنوب لبنان.

وتتمركز قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) إلى جانب هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (يونتسو) في جنوب لبنان منذ فترة طويلة لمراقبة الأعمال القتالية على طول الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل، المعروف باسم الخط الأزرق.

وقال غوتيريش “قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة موجودة على الأرض وتعمل على تهدئة التوتر والمساعدة في منع التقديرات الخاطئة“.

وأضاف “يجب على العالم أن يعلنها صريحة مدوية: التهدئة الفورية ليست ممكنة فحسب، بل ضرورية أيضا… لا يوجد حل عسكري“.

2