تحذيرات من انتقال العنف إلى المدن الإسرائيلية المختلطة

المخابرات العسكرية حذرت من أن الاحتكاك في الأقصى يوحد جبهات مختلفة ويزيد من تأثير التحريض ضد إسرائيل.
الجمعة 2023/04/14
مخاوف من التصعيد

القدس - يرى مسؤولون في الشرطة الإسرائيلية أن الاشتباكات داخل المسجد الأقصى خلال العشر الأواخر من شهر رمضان من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع أعمال عنف بالمدن المختلطة.

وذكرت أخبار القناة 12 نقلا عن مصادر في الشرطة لم تسمها، أن التقييم الأمني توصل إلى أن الاضطرابات في المسجد الأقصى ستؤدي على الأرجح إلى أعمال عنف في ما يسمى بالمدن المختلطة التي تضم عددا كبيرا من السكان اليهود والعرب.

وشهد المسجد الأقصى صدامات عنيفة بين مصلين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية وتوعدت في أعقابها فصائل فلسطينية بشن هجمات انتقامية، مما جعل الشرطة تقرر منع غير المسلمين من زيارة الحرم القدسي خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان.

وبشكل منفصل، أفاد موقع “والا” الإخباري أن المخابرات العسكرية أخبرت القادة السياسيين مؤخرا أن احتمال وقوع حرب أكبر من استعادة الهدوء.

من شأن شرارة في أي مكان في الأراضي الفلسطينية أن تطلق تفاعلاً متسلسلاً في سائر أنحاء إسرائيل

ويشير التقييم الاستخباراتي إلى أنه من المتوقع أن تستمر التوترات مع انتهاء شهر رمضان خلال وقت لاحق من أبريل، وأنه يجب على إسرائيل التوقف في الوقت الحالي عن الرد على الهجمات الأخيرة التي شنتها حماس وحزب الله اللبناني ووكلاء إيران في سوريا.

وقال التقرير أيضا إن المخابرات العسكرية حذرت من أن الاحتكاك المحيط بالمسجد الأقصى يوحد جبهات مختلفة ويزيد من تأثير التحريض على الإنترنت ضد إسرائيل.

وفي عام 2021، شهدت مدن إسرائيلية مختلطة أعمال شغب واشتباكات بعد جولة قتال بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة والتي اندلعت خلال شهر رمضان في أعقاب التوترات بالقدس.

ويُطلق المسلمون على الموقع اسم الحرم القدسي الشريف، ويؤمنون بأنه المكان الذي شهد صعود النبي محمد إلى السماء على ظهر البراق.

وأما اليهود، فيعتقدون بأنه بني فوق موقع معبد يهودي (الهيكل) دمره الرومان سنة 70 ميلادية ولم يبق من آثاره سوى الحائط الغربي المعروف بحائط “المبكى” بالنسبة إلى اليهود أو حائط البراق بالنسبة إلى المسلمين. ويطلق اليهود على باحة المسجد الأقصى اسم “جبل الهيكل” ويعتبر أكثر المواقع قداسة لديهم.

وتصاعدت التوترات على مدى الأشهر القليلة الماضية، مدفوعة بمزيج من العوامل، من بينها الغارات العسكرية الإسرائيلية المُهلكة في التجمعات السكنية الفلسطينية في الضفة الغربية؛ ومقتل إسرائيليين على أيدي أفراد فلسطينيين والبيانات التحريضية من قبل أعضاء حكومة أقصى اليمين الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو وأعضاء في الكنيست ووجود حماس القلقة والقوية عسكرياً في قطاع غزة؛ ووجود سلطة فلسطينية فقدت شرعيتها في نظر الكثير من الفلسطينيين وظهور علامات على تفكك أجهزتها الأمنية.

ومن شأن شرارة في أي مكان في الأراضي الفلسطينية أن تطلق تفاعلاً متسلسلاً في سائر أنحاء إسرائيل.

yy

ومؤخرا، أبرزت زيارة استفزازية قام بها أحد أعضاء الحكومة الإسرائيلية إلى الحرم الشريف مرة أخرى الحساسيات الموجودة في الأماكن المقدسة في المدينة. ودون اتخاذ خطوات للمحافظة على الهدوء النسبي، يمكن أن تزداد حدة المواجهات بسرعة.

ويتمثل العامل الرئيسي في التوترات المتصاعدة في الأفعال الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، التي أصبحت أكثر تواتراً وعدوانية على مدى العامين ونصف العام الماضيين، مع انخراط إسرائيل في عمليات استباقية وعقابية على حد سواء.

وكانت إحدى العلامات البارزة في هذا السياق عملية كاسر الأمواج في مارس 2022 التي تضمنت غارات عسكرية متكررة شُنت رداً على هجمات “ذئاب منفردة” قام بها فلسطينيون في إسرائيل على جنود ومستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية.

طالما ظل احتلال إسرائيل وصراعها مع الفلسطينيين قائماً، سيكون من المستحيل منع جميع أشكال العنف في القدس الشرقية أو في أي مكان آخر

وشهد عام 2022 سقوط أكبر عدد من الضحايا الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية قبل عقدين من الزمن، ويندفع عام 2023 على مسار أكثر دموية، إذ يرد أفراد المجموعات المسلحة الفلسطينية على التوغلات بمقاومة أشد ويتم استهدافهم على نحو متزايد وقتلهم.

والهجمات التي يقوم بها أفراد فلسطينيون على الإسرائيليين، والتي كان يفترض بغارات الجيش أن تحد منها، ارتفعت وتيرتها بدلاً من أن تنخفض.

وتصاعدت حملة إسرائيل في الضفة الغربية بشكل دراماتيكي مع تنصيب حكومتها التي تنتمي إلى أقصى اليمين في مطلع يناير. وفي الثالث والعشرين فبراير، شنت القوات الإسرائيلية غارة نادرة في وضح النهار في مركز مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، فقتلت أحد عشر فلسطينياً وجرحت أكثر من مئة آخرين.

وأثارت هذه العملية، التي تقول إسرائيل إنها أحبطت هجوماً، إضرابات واحتجاجات في سائر أنحاء فلسطين. ويذكّر ازدياد المواجهات في أحياء القدس الشرقية بتلك التي سبقت أحداث عام 2021، التي كان مركزها الحرم الشريف لكن التي شملت جميع المناطق بعد ذلك.

ويرى مراقبون أنه طالما ظل احتلال إسرائيل وصراعها مع الفلسطينيين قائماً، سيكون من المستحيل منع جميع أشكال العنف في القدس الشرقية أو في أي مكان آخر، إلا أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تجعل وضعاً سيئاً أكثر سوءاً.

2