تحذيرات من استخدام أنقرة الاحتياطات النقدية الليبية لفك أزمتها المالية

الصديق الكبير يتجاهل تقارير تطالب بنقل الاحتياطات النقدية الليبية من العملة الأجنبية الموجودة كأرصدة في البنوك التركية.
الثلاثاء 2020/11/17
أموال الشعب الليبي في البنوك التركية

طرابلس - أكد رمزي رجب الأغا رئيس لجنة أزمة السيولة بمصرف ليبيا المركزي البيضاء أن الصديق الكبير محافظ المصرف المركزي المُقال من مجلس النواب يتجاهل تقريرا مهما ينبه إلى ضرورة نقل الاحتياطات النقدية الليبية من العملة الأجنبية الموجودة كأرصدة في البنوك التركية.

وحذر الأغا من لجوء تركيا لاستخدام الاحتياطيات النقدية الليبية لعلاج أزمتها الاقتصادية، لا سيما في ظل انهيار الليرة أمام الدولار وخسارتها لأكثر من 30 بالمئة من قيمتها.

وقال الآغا في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "تقرير على مكتب الصديق الكبير ينبه فيه بضرورة نقل الاحتياطات النقدية من العملة الأجنبية الموجودة كأرصدة في البنوك التركية خوفا من تأثير الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الدولة التركية والتي قد يستعملها البنك المركزي التركي في معالجاته للازمة. مما يجعل البنوك التركية عاجزة عن تنفيذ تعليمات مصرف ليبيا المركزي بالتصرف في أمواله الموجودة لدى البنوك التركية".

وأضاف الآغا "للأسف التقرير موجود منذ أكثر من شهر والكبير يتجاهله كما تجاهل تقرير سابق على الأرصدة الموجودة في البنوك القطرية منذ أكثر من عامين".

وأشار الآغا إلى أن تجاهل الكبير للتقرير يفسر امتناعه عن فتح أرباب الأسر والحوالات الشخصية بالرغم من استئناف عمليات تصدير النفط وتجاوزه المليون برميل في اليوم، والاكتفاء بفتح الاعتمادات المستندية عبر البنوك التركية والتي معظمها استيراد لسلع تركية.

ويعتبر الصديق الكبير رجل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا، وهو معروف بأنه يقضي معظم وقته في تركيا، وتعتمد عليه أنقرة في تحقيق مصالحها في ليبيا.

والكبير المقرب من جماعة الإخوان يحظى بدعم ليس من تركيا فحسب بل أيضا من القوى الدولية، وقد دخل في صدامات عدة مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج الذي سبق وأن اتهمه بالسيطرة على السياسة النقدية للبلاد وإيقاف منظومات المقاصة والتحويلات وتدخله في سياسات الدولة الاقتصادية والمالية.

ويرأس الكبير، الذي يوصف بحاكم ليبيا ذي الصلاحيات المطلقة، المصرف المركزي الليبي ويتمترس في المنصب رغم إقالته من مجلس النواب لانتهاء ولايته.

وينسب للرجل الاقتصادي أنه صاحب قرار سحب الأموال الليبية من البنوك الأوروبية وتحويلها للمركزي التركي في محاولة لدعم الاقتصاد التركي والليرة التركية، التي تتعرض لانهيارات بفعل السياسات الخارجية لأنقرة.

وكان الآغا قد كشف في فبراير الماضي،  قيام المركزي الليبي بطرابلس بتحويل 4 مليارات دولار من احتياطاته النقدية إلى المصرف المركزي التركي كوديعة دون الحصول على عائد عليها.

وأوضح أن الوديعة ستزيد من احتياطات المصرف المركزي التركي من العملة الأجنبية، وستتحول إلى مستحقات ستدفعها ليبيا كفواتير للحرب التي خاضتها أنقرة ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وكشفت تقارير ليبية عن إيداع طرابلس لنحو 8 مليارات دولار في البنوك التركية، تحت مسمى الودائع الصفرية، بغية إنقاذ الليرة التركية، رغم أن ليبيا التي تعاني عجزا في الموازنة بحسب تصريحات الكبير نفسه.  

وذكرت وكالة "بلومبرغ" الأميركية في وقت سابق، أن تركيا استولت على 22 طنا من الذهب الليبي الموجود في المصرف المركزي بطرابلس كاشفة عن أن أنقرة باعت نحو 22.3 طن ذهب في الربع الثالث من 2020، للمرة الأولى في 13 عاما.

أكد ذلك حساب "شؤون تركية" على "تويتر"، مشيرا إلى أن المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض فائق أوزتراك يقول بسبب تدهور الليرة، الأتراك يشترون عملات أجنبية وذهبا كثير للحفاظ على أموالهم، لكنه كشف أن أردوغان أخذ ذهبًا من ليبيا بقيمة 567 مليون دولار خلال العام الجاري 2020.

وفي وقت سابق أكد على طرفاية الكاتب المتخصص في الشأن الليبي لقناة "إكسترا نيوز"، أن حكومة الوفاق تورطت في سرقة أموال الشعب الليبي لصالح تركيا، حيث يتم ذلك من خلال اعتمادات بنكية وهمية، يتم من خلالها استيراد سلع معينة وتكون هذه السلع أيضا وهمية، بجانب تورطهم في تسريب أموال النفط داخل البنك المركزي الليبي وإرسالها إلى النظام التركي.