تحذيرات من اختلال توازن أسواق النفط بحلول 2024

باريس - حذّرت وكالة الطاقة الدولية الخميس من إمكانية أن تشهد أسواق النفط العالمية انكماشا في المعروض بشكل كبير خلال الأشهر المقبلة، حيث تحد تخفيضات أوبك+ للإنتاج من زيادة الإمدادات.
ورجحت الوكالة أن يرتفع الطلب على النفط إلى مستوى قياسي هذا العام مع قلة المعروض. وفي ظل الظروف الاقتصادية المعاكسة ورفع أسعار الفائدة، ستكون الزيادة أقل بقليل من المتوقع.
إلا أن الوكالة، ومقرها في باريس، ترجّح أن يزيد نمو حجم الطلب العام المقبل بأكثر من المتوقع على الرغم من أن الزيادة ستكون أقل من نصف زيادة هذا العام.
وذكرت في تقريرها الشهري عن النفط أن “الطلب العالمي على النفط يتعرض لضغوط من البيئة الاقتصادية الصعبة الناتجة عن أسباب، منها التشديد النقدي على وجه الخصوص في العديد من الدول المتقدمة والنامية”.
220
ألف برميل مقدار انخفاض المعروض اليومي الذي تتوقعه وكالة الطاقة الدولية لبقية 2023
وتزامن صدور التقرير مع ارتفاع العقود الآجلة للنفط الخام فوق 80 دولارا للبرميل، للمرة الأولى منذ شهرين، ويرجع ذلك جزئيا إلى مؤشرات على أن تباطؤ التضخم قد يساعد في إنهاء دورة ارتفاع أسعار الفائدة.
وعلى الرغم من توقّع وصول الطلب إلى 102.1 مليون برميل يوميا، خفضت الوكالة توقعاتها للنمو لأول مرة هذا العام بمقدار 220 ألف برميل يوميا إلى 2.2 مليون برميل يوميا.
ورجحت الوكالة أن يكون المعروض قليلا في سوق النفط مع تجاوز حجم الطلب الإمدادات لبقية عام 2023.
ويأتي أكثر من ثلثي نمو الطلب هذا العام من الصين حيث من المقرر أن تزداد وتيرة الانتعاش الاقتصادي بعد جائحة كورونا، خاصة في وقت لاحق من العام الجاري، لكن تعافي ثاني أكبر اقتصاد في العالم ينطلق بوتيرة بطيئة حتى الآن.
وقالت الوكالة “إعادة الفتح المتوقعة على نطاق واسع في الصين فشلت في أن تمتد إلى قطاعات أخرى بخلاف السفر والخدمات، إذ يفقد التعافي الاقتصادي زخمه بعد انتعاشه في وقت سابق من العام”.
ويأتي ذلك بينما لا يزال الطلب في البلدان المتقدمة وخاصة أوروبا ضعيفا مع تراجع نشاط التصنيع.
وتتجه الدول المتقدمة الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لتسجيل انكماش في الطلب لأربعة أرباع متتالية حتى الربع الأخير من 2023.
وتعتقد الوكالة أن نمو الطلب على النفط سيتجه إلى الانخفاض بواقع النصف في العام المقبل إلى 1.1 مليون برميل يوميا، مما يعكس التوجه إلى تصنيع السيارات الكهربائية وترشيد الطاقة، رغم أنها رفعت تقديراتها بزيادة تبلغ 860 ألف برميل يوميا توقعتها الشهر الماضي.
وساعدت التوقعات القوية للاقتصاد العالمي في العام المقبل وزيادة منتظرة في استخدام زيت الغاز في الصين في رفع توقعات الوكالة.
وزادت الوكالة “شهدت الأسواق زيادة جزئية في المعروض خلال الربع الماضي، مع وصول المخزونات إلى أعلى مستوى لها منذ عامين تقريبا”.
وأوضحت أن القيود المفروضة على الإمدادات من قبل السعوديين وتحالف أوبك+ تم تعويضها من قبل منتجين آخرين، مثل إيران والولايات المتحدة.