تحذيرات مخابراتية غربية من تهديد إرهابي وشيك قرب مطار كابول

مداخل مطار كابول تشهد ازدحاما بشكل كبير وحشودا ضخمة تواصل التوافد على بوابات المطار رغم تحذيرات من هجمات محتملة قد يشنها داعش.
الخميس 2021/08/26
على أمل الفرار

كابول - شهد مطار كابول الخميس توافد حشود ضخمة على بوابات المطار، رغم تحذيرات الولايات المتحدة وحلفائها من هجمات محتملة قد يشنها تنظيم الدولة الإسلامية.

وكانت تقارير مخابراتية غربية تحدثت عن تهديد وشيك من داعش لا يمكن تجاهله، في وقت لا يزال الآلاف من الأشخاص محتشدين عند مداخل المطار على أمل الفرار من أفغانستان، بعد سيطرة طالبان على البلد.

وقال دبلوماسي غربي في مطار كابول إن ما يقدر بنحو 1500 يحملون جواز سفر أو تأشيرة الولايات المتحدة، يحاولون دخول المطار.

ودعت الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا رعاياها إلى الابتعاد بأسرع ما يمكن عن مطار كابول بسبب مخاطر "إرهابية"، وأعلنت الخارجية الأميركية أن الأشخاص "الموجودين حاليا عند مداخل آبي والشرقي والشمالي عليهم المغادرة فورا"، محذرة من "أخطار أمنية".

وحذرت وزارة الخارجية الأسترالية من "خطر كبير جدا بوقوع اعتداء إرهابي".

وأصدرت لندن تحذيرا مماثلا مضيفة "إذا كنتم في منطقة المطار، غادروها إلى مكان آمن وانتظروا تعليمات جديدة. وإذا كنتم على وشك مغادرة أفغانستان بشكل آمن بوسائل أخرى، افعلوا ذلك على الفور".

وقال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي الخميس إن هناك معلومات مخابرات "ذات مصداقية كبيرة"، تفيد بأن مسلحين يخططون لشن هجوم وشيك على المحتشدين بمطار كابول في محاولة للفرار من أفغانستان.

وأضاف هيبي لراديو هيئة الإذاعة البريطانية "توجد حاليا تقارير ذات مصداقية كبيرة عن هجوم وشيك، ولهذا السبب تم تغيير نصيحة وزارة الخارجية الليلة الماضية، بأنه ينبغي على الناس عدم القدوم إلى مطار كابول وبأن عليهم الانتقال إلى مكان آمن وانتظار المزيد من التعليمات".

وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي: هناك معلومات مخابرات "ذات مصداقية كبيرة" تفيد بأن مسلحين يخططون لشن هجوم وشيك على المحتشدين بمطار كابول في محاولة للفرار من أفغانستان

وقال "لا يسعني إلا أن أقول إن التهديد خطير. وسنبذل قصارى جهدنا لحماية الموجودين هناك. هناك فرصة كبيرة لتغيير النصيحة مع ورود المزيد من التقارير... لكن لا يوجد ضمان لذلك".

ووردت هذه التحذيرات بعيد تأكيد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن طالبان تعهدت بالسماح للأميركيين والمواطنين الأفغان المعرّضين للخطر بالمغادرة بعد انسحاب القوات الأميركية في الحادي والثلاثين من أغسطس، لكنه لم يوضح كيف سيتم تنظيم رحيلهم في وقت تعتزم القوات الأميركية استكمال انسحابها من أفغانستان بحلول نهاية الشهر، في مهلة أكدها الرئيس جو بايدن مجددا الثلاثاء.

وأكدت ألمانيا الأربعاء أنها تلقت تأكيدات من طالبان بأنه سيكون بإمكان الأفغان الذين يحملون وثائق "قانونية" مغادرة البلد في رحلات تجارية، بعد الانسحاب النهائي للقوات الأميركية.

وأفاد الدبلوماسي الألماني المكلف بالتفاوض مع طالبان ماركوس بوتزل في تغريدة بعد لقاء في قطر، بأن نائب رئيس المكتب السياسي للحركة في قطر شير محمد عباس ستانيكزاي "أكد لي أنه ستبقى لدى الأفغان الحاملين وثائق قانونية فرصة السفر في رحلات تجارية بعد الحادي والثلاثين من أغسطس".

أما بلجيكا فأعلنت أن عمليات إجلاء رعاياها والأفغان الذين تؤمن لهم الحماية توقفت مساء الأربعاء، فيما حذرت فرنسا من أن الجسر الجوي سيتوقف اعتبارا من مساء الخميس في حال التمسك بمهلة الحادي والثلاثين من أغسطس.

وأعلنت تركيا سحب قواتها التي كانت تشارك في حراسة مطار كابول، متخلية عن هدفها بضمان أمن المطار بعد انسحاب القوات الأميركية.

وكان بايدن أعلن تمسكه بتاريخ الحادي والثلاثين من أغسطس خلال قمة لمجموعة السبع عبر الإنترنت، مشيرا إلى "خطر حاد ومتزايد" بشن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما على المطار.

واتهم الناطق باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد الغرب الثلاثاء بإفراغ البلاد من قواها الحية بإجلاء "خبراء" أفغان تعاملوا معهم.

ويخشى الكثير من الأفغان المثقفين أن تقيم طالبان النظام الأصولي نفسه الذي اعتمدته حين تولت السلطة بين 1996 و2001، وتبدي النساء والأقليات الإثنية بصورة خاصة مخاوف على المستقبل.

ولم تشكل طالبان حكومة بعد، موضحة أنها تنتظر رحيل آخر جندي أجنبي قبل القيام بذلك، وتحاول الحركة المتشددة تقديم نفسها على أنها أكثر اعتدالا لكن دون جدوى.

وقال مصرفي شاب في كابول "إنه حكم الخوف. لا يملكون جيشا للسيطرة على الناس، لكن الخوف يسيطر على الجميع".

ولفت إلى أن اسم "طالبان" يغطي مجموعات مختلفة جدا في ما بينها، موضحا أن "بعضهم يتصرفون بشكل جيد مع السكان"، في حين أن البعض الآخر يفعلون ما يحلو لهم كأن يأكلوا في المطاعم دون أن يدفعوا الفاتورة.

والحركة على يقين بأنه يتحتم عليها الاستناد إلى الهيئات الإدارية القائمة، إذ لا تملك في صفوفها الخبرات الضرورية لتحكم البلاد بمفردها وتنهض باقتصاد أنهكته الحرب ويعوّل إلى حد بعيد على المساعدة الدولية.