تحذيرات كردية من مساعي إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق

أربيل – حذّر نائب رئيس حكومة إقليم كردستان العراق قوباد الطالباني، اليوم الأحد، من مساعي إنهاء دور التحالف الدولي في البلاد، مؤكدا ضرورة بقائه في المرحلة الحالية، على اعتبار أن تنظيم داعش، "ما زال يشكل خطراً" على الإقليم والعراق كافة.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من انطلاق أولى جولات الحوار الثنائي بين بغداد وواشنطن، بشأن إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، إذ تم الاتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة مهمة التحالف وإنهائها والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية.
وقال طالباني خلال استضافته في جلسة حوارية على هامش المؤتمر السنوي الثالث لممثليات حكومة اقليم كردستان المنعقد في مدينة أربيل والذي تستمر أعماله لمدة خمسة أيام "أنا أرى أننا لسنا في مرحلة ما بعد داعش والتنظيم باق ويشكل تهديدا، وأغلب البلدان التي تمتلك تمثيلا في العراق وإقليم كردستان يوجد هذا الاعتقاد لديها".
وشدد على أن "داعش خطر حي يهدد العراق وإقليم كردستان، وأن هذا الأمر هو السبب في تواجد الدول التي لديها تمثيل عسكري في الإقليم والعراق، مؤكدا أنه من النقاط الرئيسية في بقاء قوات التحالف الدولي خلال المرحلة الحالية هو من اجل مواجهة الإرهاب في الدرجة الأساس".
وأضاف طالباني أن "حوارا جديا بدأ بالفعل بين الحكومة الاتحادية والولايات المتحدة الأميركية حول التواجد العسكري الأجنبي في البلاد" مستدركا "إن هناك حقيقة أخرى يتعين أن نضعها نصب أعيننا هي أن تنظيم داعش لم ينته بعد وباق ويشكل تهديدا وخطرا على العراق وإقليم كردستان".
ولا تتطابق وجهات نظر الأطراف السياسية العراقية بشأن بقاء التحالف الدولي أو عدمه، إذ تسعى قوى الإطار التنسيقي القريبة من إيران الى إنهاء مهامه، في وقت تعرب قوى كردية وعربية سنية عن مخاوفها مما تصفه بـ"انسحاب سريع" و"غير مدروس" بسبب الوضع السياسي المضطرب.
وأعلن العراق والولايات المتحدة الخميس عن مباحثات مقبلة حول مستقبل التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وأكدت واشنطن الخميس تشكيل مجموعات عمل مكونة من "متخصصين عسكريين ودفاعيين"، في إطار "اللجنة العسكرية العليا" المشتركة مع بغداد.
وتأتي هذه المبادرة في سياق إقليمي شديد التوتر، حيث يشهد العراق، وهو من الدول القليلة التي تعد حليفة لكل من طهران وواشنطن، تصاعدا في الهجمات المتبادلة بين فصائل مسلحة والقوات الأميركية منذ اندلاع الحرب في غزة، إذ تسعى الفصائل إلى الضغط على الولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل.
فمنذ منتصف أكتوبر استهدفت أكثر من 150 ضربة بطائرات مسيّرة وصواريخ القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق وسوريا، في انعكاس مباشر للحرب في غزة بين إسرائيل حليفة واشنطن، وحركة حماس الفلسطينية المدعومة من طهران.
وعلى الرغم من الاعلان عن المباحثات بين بغداد وواشنطن، تعهدت "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي ائتلاف من الفصائل المسلحة الموالية لإيران، الجمعة مواصلة هجماتها ضد التحالف الدولي.
ويوجد في العراق نحو 2500 جندي أميركي بينما ينتشر في سوريا زهاء 900 جندي أميركي، في إطار عمل التحالف الدولي الذي أطلقته واشنطن عام 2014.
ويأمل مسؤولون عراقيون وأميركيون أن يسهم بدء المحادثات رسميا في تخفيف الضغط السياسي على حكومة السوداني وربما تقليل الهجمات على القوات الأميركية.