تحدي القراءة يكشف عن مكانة الثقافة العربية في جيبوتي

نجاد أحمد علي أربط تتوج بطلةً لتحدي القراءة العربي في جيبوتي.
الأربعاء 2022/06/22
العربية تتطور في جيبوتي

“القارئ العربي يقرأ ست دقائق فقط في السنة”، هو رقم من ضمن أرقام أخرى يتم الاستمرار في اجترارها دون أن يكون لها سند أو مصدر علمي. وقد أثبتت الكثير من التظاهرات التي تهتم بالقراءة عدم صحته؛ ومن أهم هذه التظاهرات تحدي القراءة العربي الذي نجح خلال السنوات الأخيرة في خلق حركية كبرى على مستوى القراءة، وترسيخها فعلا أساسيا منذ النشأة، في مختلف الأقطار العربية وآخرها جيبوتي الدولة الغائبة نسبيا عن المشهد الثقافي العربي.

دبي- توّج تحدّي القراءة العربي في دورته السادسة الطالبة نجاد أحمد علي أربط بالصف الحادي عشر في مدرسة المعهد الإسلامي بطلةً على مستوى
دولة جيبوتي من بين 1.189 طالب وطالبة شاركوا في التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها عالمياً باللغة العربية.

وتم إعلان اسم الفائزة خلال فعالية الحفل الختامي لتحدي القراءة العربي، التي أقيمت برعاية المدرسة السعودية في جيبوتي، الدولة العربية التي لا تحظى بالمتابعة الكافية لعناصر ثقافتها العربية.

منافسة قرائية

سارة النعيمي: اللغة العربية لغة رسمية في دولة جيبوتي الشقيقة التي تشهد اهتماماً كبيراً وتطوراً نوعياً في تعزيز حضور اللغة العربية

تأهل وفق برنامج المسابقة إلى التصفيات النهائية على مستوى جيبوتي عشرة أوائل، اختارت منهم لجان التحكيم بطل التحدي على المستوى الوطني لدورة هذا العام.

وضمت قائمة العشرة الأوائل الذين تميزوا في تحدي القراءة العربي في دورته السادسة على مستوى الدولة كلاً من الطالبة بالصف الحادي عشر في المدرسة السعودية زينب حمدو عبدالله، والطالب بالصف السادس في نفس المدرسة نجم الدين باسل البازلي، وعبدالرازق حسن عبدالله بالصف العاشر في مدرسة مجمع الرحمة، وعبدالغني أحمد العلي الطالب بالصف الثاني عشر في المعهد الإسلامي، والطالبة بالصف الحادي عشر في المدرسة السعودية آلاء حلمي السعيد، والطالبة بالصف التاسع في نفس المدرسة مالكة بشير عبدي، وحنين قمر الدولة الطالبة بالصف الحادي عشر في مدرسة الإرشاد النموذجية، وأبوبكر عطاوي وعيس الطالب في الصف العاشر في المدرسة اليمنية، وخديجة حمد محمد الطالبة في الصف الحادي عشر في مدرسة الإرشاد النموذجية.

وتعتبر هذه هي الدورة الأكبر حتى الآن من حيث عدد المشاركين. وتعد الدورة السادسة من تحدي القراءة العربي الأكبر من نوعها في تاريخ الفعالية القرائية العربية حيث شارك فيها 22.27 مليون طالب وطالبة من 44 دولة في العالم طالعوا ولخّصوا الكتب باللغة العربية.

واعتمد الطلبة على التكنولوجيا والأدوات الرقمية بشكل ذكي، حيث وفّر التحدي آليات تلخيص الكتب التي طالعها المشاركون عبر ملفات إلكترونية، فيما تم توفير المواد القرائية للطلبة ورقياً ورقمياً.

وأكد محمد بن عليان الحربي، مدير المدرسة السعودية في جيبوتي، أن اللغة العربية مكوّن رئيسي في ثقافة المجتمع الجيبوتي وتاريخه، لافتاً إلى وجود إقبال كبير فيه على المشاركة في المبادرات الهادفة التي تعزز مكانة المحتوى العربي القيّم وترسخ الموقع الحيوي للغة العربية كإحدى اللغات العالمية المعتمدة.

وتقدم بالتهنئة إلى جميع المشاركين والفائزين في تحدي القراءة العربي من الطلاب والطالبات في جيبوتي، مشيداً بجهود مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في نشر العلم والمعرفة ودعم موقع اللغة العربية كلغة للتواصل الثقافي والحضاري والإنتاج العلمي والفكري.

ورغم أن جيبوتي شبه غائبة عن الحراك الثقافي العربي فإن مثل هذه التحديات تساهم في الكشف عن مشهد ثقافي جيبوتي سيكون فاعلا على مستوى الدول العربية، وهو ما يتأكد من الطلاب الذين ينبئون -بمستوياتهم المميزة في العربية- بمستقبل كبير لهذه اللغة التي تتجاور مع الفرنسية كلغة رسمية في البلاد.

تطور مكانة العربية

قالت سارة النعيمي، مديرة مكتب مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، إن اللغة العربية لغة رسمية في دولة جيبوتي الشقيقة التي تشهد اهتماماً كبيراً وتطوراً نوعياً في
تعزيز حضور اللغة العربية، ووزارة التعليم فيها تدرج مادة اللغة العربية ضمن المنهاج التعليمي ابتداءً من المرحلة الابتدائية، وفي جامعاتها ومعاهدها أيضا، وحرص طلابها على المشاركة في تحدي القراءة العربي يؤكد على هذا التطور المستمر لمكانة لغة الضاد بدعم من قيادة الدولة ومؤسساتها ومجتمعها الحريص على المعرفة والعلم.

وهنّأت النعيمي أبطال تحدي القراءة العربي في جيبوتي وكل الداعمين له في الدولة، مشيدة بدور وزارة التربية والتعليم والمناطق التعليمية وإدارات المدارس والمشرفين، وأكدت تطلع مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية إلى المزيد من التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

◙ التحدي يهدف إلى إنتاج حراك قرائي ومعرفي شامل يرسخ قيم التواصل والتعارف والحوار والانفتاح على الثقافات المختلفة

ويهدف تحدي القراءة العربي -الذي تنظمه مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للدورة السادسة على التوالي- إلى إنتاج حراك قرائي ومعرفي شامل، يرسخ قيم التواصل والتعارف والحوار والانفتاح على الثقافات المختلفة، ويكرّس القراءة والمطالعة والتحصيل العلمي والمعرفي ثقافة يومية في حياة الطلبة، ويحصّن اللغة العربية، ويعزز دورها كوعاء لنقل وإنتاج ونشر المعرفة والمشاركة في إثراء التقدم البشري ورفد الحضارة الإنسانية واستئناف مساهمة المنطقة فيها.

كما يهدف هذا التحدي إلى غرس حب القراءة في نفوس الصغار، وهو غرس لأسس التقدم والتفوق لبلداننا. ويسعى إلى إحداث نهضة في القراءة عبر وصول مشروع تحدي القراءة العربيّ إلى جميع الطلبة في مدارس وجامعات الوطن العربي، شاملا أبناء الجاليات العربيّة في الدول الأجنبية ومتعلمي اللغة العربية من الناطقين بغيرها.

12