تحدي العجز يحوّل طفلا مغربيا إلى نجم في الطبخ

الرباط - أصبح الصبي المغربي عمر عرشان (13 عاما) نجما في وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن حققت فيديوهاته، وهو يجهز وجبات طعام لذيذة ويقدم وصفاته للجمهور، مئات الآلاف من المشاهدات.
وعلى الرغم من أن وصفات الطاهي الصغير تسعد نحو 150 ألفا من متابعيه على فيسبوك إضافة إلى آلاف آخرين على يوتيوب وإنستغرام، فإن نشاطه هذا هو سبيله الوحيد لمكافحة مرض الاعتلال العضلي المُبتلى به.
وشُخّصت إصابة الطاهي الصغير بهذا المرض النادر عند مولده، وبالتالي فإن قدرته على استخدام أطرافه محدودة بسبب تصلّب في ألياف العضلات. وأوصى أطباؤه بضرورة أن ينخرط عمر في أنشطة بدنيه لتدريب أصابعه.
وقالت لبنى لشقر، والدة عمر، “حتى لا أكذب على الناس كان لا بد من أن نعيش الحزن والبكاء، وفي وقت محدد كان من اللازم أن نسأل أنفسنا ماذا نفعل وإلى أين نتجه؟ منذ تلك اللحظة بدأت القصة مع عمر. كنت أقول له دائما أي شيء ليس جيدا يجب أن تراه جيدا وفي داخل نفسي لم أكن متأكدة مما أقول، هل أنا على حق أم لا؟ مع الوقت أصبح عمر يبيّن لي كل شيء على حق، يعني أن أي شيء في المجتمع ليس جيدا، نحن سببه وأي شيء جيد في المجتمع نحن سببه.. إذن الأشياء السلبية يجب أن نراها إيجابية حتى نستطيع أن نكمل حياتنا بطريقة جيدة”.
وعندما سألت الأُم الأطباء أي نوع من الأنشطة يمكن لعمر ممارسته، أجابوا بأنه يمكن أن يساعدها في المطبخ. وألهم الاقتراح الأُم للبدء في تعليم طفلها، وفي البداية أعطته بعض العجين ليجعل منه خبزا، وتدريجيا بدأ عمر يعطي أمه نصائح الطهي.
وبدأ عمر، وهو طفل وحيد لأبويه، نشاطه على الإنترنت عندما كان في السابعة من عمره، وفي البداية نشر فيديوهاته على صفحته الشخصية على فيسبوك قبل أن يُنشئ الصفحة الخاصة به عام 2015. وتم التحقق من صفحته هذا الأسبوع.
وقال عمر “بدأت الطهي لأني طاه، بدأت في الخامسة من عمري. وأطلقت قناتي على فيسبوك وعلى يوتيوب وأنا في السابعة”، مفسّرا ذلك بأنه كان عليه استخدام ذراعيه لأنه لا يستطيع المشي. ويشير عمر “أنا مصاب بمرض يسمى الاعتلال العضلي وبالتالي ليس لدي الكثير من العضلات”.
ونظرا لحالته الصحية رفضت مدارس كثيرة الحاقه، لكنه قُبل مؤخرا بمدرسة أميركية يقود فيها حصص الطهي لزملائه.
وعلى الرغم من المصاعب التي يعاني منها ينصح عمر الجميع بعدم التخلي عن الابتسامة، ويقول “نصيحتي هي الاحتفاظ بالابتسامة في القلب وليس على الشفاه فقط، والشيء الثاني أن تبقى إيجابيا وأن ترى كل شيء لطيفا وليس سيئا، أما الثالث فأن يكون لديك أمل. لأنك إذا أردت القيام بشيء ما سيكون عليك أن تجرّبه ثم تعيده وتعيده حتى تحقق مبتغاك”.
وحصل عمر على جوائز عديدة بينها شخصية العام من موركوز ويب أواردز.