#تحدي_مومو.. خدعة نشر الخوف

شبكة الإنترنت تحولت من صانعة لفرص التعلم إلى خطر يهدد الأطفال في ظل تحذيرات على مواقع التواصل الاجتماعي من لعبة "مومو" .
السبت 2019/03/02
الأطفال يكبرون في عالم رقمي

الحديث عن لعبة مخيفة اسمها “مومو”، يُزعم أنها تشجع الأطفال على الانتحار أو تهددهم بالقتل إن أخبروا أحدا، أثار حالة من الهلع لدى الكثيرين في بلاد عدة.

واشنطن – تداول مستخدمون على صفحات فيسبوك تحذيرات من صورة تظهر شخصية ذات عيون جاحظة وابتسامة مخيفة، يُقال إنها تظهر على بعض وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدا على يوتيوب بين مقاطع برامج مخصصة للأطفال، وتطلب منهم القيام بتصرفات مؤذية.

كما جرى تداول رواية خاطئة زعمت أن “مومو” تظهر على تطبيق واتساب عبر حساب يطلب من الأطفال حفظ الشخصية ضمن قائمة الأسماء، لتتواصل معهم في ما بعد وتطلب منهم القيام بالتحديات.

وخلال الأيام الماضية، حذرت بعض المدارس في بريطانيا الأهالي من “تحدي مومو”.

ونشرت إحدى الأمهات على مجموعة “الغربتليات (المغتربات) السوريات في بريطانيا” صورة لرسالة قالت إن إدارة مدرسة ابنها في بريطانيا أرسلتها للعائلة، وجاء فيها أن إحدى الطالبات الصغيرات (في الصف الأول) قالت إنها كانت تلعب بهاتف أمها المحمول وتشاهد موقع يوتيوب فظهر لها وجه مخيف، فضغطت عليه. كما أن أطفالا آخرين اشتكوا من طلاب أكبر كانوا يخيفونهم بقصص عن شخصية مخيفة شاهدوها على الإنترنت.

ورغم أن لعبة “مومو” المفترضة تتكلم الإنكليزية، كما ظهرت بفيديو، إلا أن الخوف وصل إلى الكثير من الأهالي في بلاد عربية.

وانتشر هاشتاغ تحدي_مومو على الشبكات الاجتماعية.

ولم يتجاهل موقع يوتيوب الموضوع، وعلّق في تغريدة على حسابه على تويتر “لم نعثر على أي دليل حاليا بخصوص مقاطع فيديو تروّج لتحدي مومو. هذا ضد سياستنا”.

ووفقا لعدد من الجمعيات البريطانية مثل جمعية مركز الإنترنت الآمن في بريطانيا (The UK Safer Internet Centre)، كما نقلت صحيفة الغارديان، بعد هذه السلسلة من القصص المخيفة، تبين أن الأمر لا يعدو مجرد خدعة.

وأوضحت مديرة المحتوى الضار بالمركز كات تريملت أن “ترويج هذا الأمر حتى لو بأفضل النوايا، سيزيد فقط من فضول الناشئة”.

رغم أن لعبة "مومو" المفترضة تتكلم الإنكليزية، كما ظهرت بمقطع فيديو، إلا أن الخوف وصل إلى الدول العربية
رغم أن لعبة "مومو" المفترضة تتكلم الإنكليزية، كما ظهرت بمقطع فيديو، إلا أن الخوف وصل إلى الدول العربية

ويقول عدد من الجمعيات في بريطانيا إنه لم يرد أي بلاغ عن أشخاص استلموا مثل هذه الرسائل أو أضروا بأنفسهم نتيجة لذلك. وحذرت هذه الجمعيات من أن التغطية الإعلامية لهذه القصة عززت من مشاعر الخوف.

وقال جيم واترسون المحرر الإعلامي لصحيفة الغارديان “إن التغطية الإخبارية لتحدي مومو دفعت المدارس والشرطة للتحذير من المخاطر المفترضة لهذا التحدي، الأمر الذي أدى بدوره إلى نشر المزيد من الأخبار التي تحذر من هذا التحدي”.

حتى أن جمعية المجتمع الوطني لحماية الأطفال من العنف (NSPCC) البريطانية قالت لصحيفة الغارديان إنها تلقت اتصالات من صحافيين أكثر من آباء قلقين للاستفسار عن هذا الموضوع.  كما أن الشرطة البريطانية أكدت أنها لم تتلق أي بلاغ عن أطفال أذوا أنفسهم بسبب تحدي_مومو.

ويعتقد أن صورة “مومو” ظهرت عام 2016 وهي صورة لمنحوتة صممتها شركة يابانية.

وكانت منظمة اليونيسف حذرت من تزايد إقبال الأطفال على الإنترنت في عدد من الدول، وقالت إنهم معرضون للخطر، ضمن تقرير “يكبرون في عالم رقمي”، الذي قال إن “الكثير من الأطفال لديهم بصمة رقمية قبل أن يتمكنوا من المشي أو الكلام”. وناقش التقرير كيف أن شبكة الإنترنت تحولت من صانعة لفرص التعلم إلى خطر يهدد الأطفال.

ومع ذلك هناك حوالي 346 مليون شاب حول العالم لا يتوفرون على التكنولوجيا الرقمية، وحوالي ثلاثة من أصل خمسة شبان في أفريقيا مثلا لا يتوفرون على إنترنت مقارنة بواحد من أصل 25 في أوروبا.

وتقول المنظمة “ومع التطور السريع للتقنية الرقمية، تتطور أيضا المخاطر التي يواجهها الأطفال على الإنترنت من التنمر إلى إساءة استخدام معلوماتهم الخاصة والإساءة إليهم واستغلالهم جنسيّا عبر الإنترنت”.

ودعا التقرير الأسر إلى تعليم أطفالها ما أسمته بـ”فكر قبل أن تنقر”، وهي مجموعة من التدابير التي على الأطفال اتخاذها أثناء الإبحار في الشبكة.

وقال التقرير إنه في الوقت الذي تغيب فيه تكنولوجيا قادرة على حماية الأطفال من خطر الإنترنت، على الأطفال تجنب المحتوى الخطير المنتشر في الشبكة، مشددة “إذا كانت الرسالة مؤلمة، لا ترسلها. إذا كانت ستضعك أو أصدقاءك أو أحبابك في خطر، لا ترسلها”.

وطالبت المنظمة الأطفال بتجنب قبول الغرباء في حساباتهم، كما طالبتهم أيضا بتجنب تبادل معلوماتهم الشخصية أو معلومات أسرهم أو مواقع تواجدهم، مضيفة أن الآباء عليهم أن يتحققوا من إعدادات الخصوصية الخاصة بأطفالهم.

وحسب إحصائيات المنظمة، فالإناث هن الأكثر عرضة للعنف بنسبة قدرت بـ27 بالمئة مقارنة بـ20 بالمئة للذكور. كما أن الأطفال في دول العالم الثالث هم الأكثر عرضة للتحرش الجنسي.

19