تحديث الفنادق يعطي دفعة قوية لقطاع الضيافة المغربي

الحكومة المغربية تقرر تقديم قروض للفنادق تصل قيمتها إلى 10 ملايين دولار.
الجمعة 2024/06/28
نقدم لكم فن إغراء الزائر

أعطى المغرب دفعة قوية لقطاع الضيافة المهم لتحفيز صناعة السياحة باعتماد خطة تستهدف القيام بتحديث شامل للفنادق، وهي خطوة تنسجم مع الاستعداد لتنظيم أهم حدث رياضي على الإطلاق بعد ست سنوات، وبما يتيح تحقيق إيرادات أكبر وفق المخطط له.

الرباط - قطعت السلطات المغربية خطوة مهمة نحو تجسيد خططها بتحفيز السياحة عبر إطلاق برنامج لتحديث القطاع الفندقي استعدادا لكأس أفريقيا لكرة القدم 2025 ومونديال 2030.

وقرّرت الحكومة وضع برنامج خاص لتحسين جودة الإيواء السياحي، من خلال اتفاقيات موقعة بين وزارة السياحة والوزارة المكلفة بالميزانية، بالإضافة إلى صندوق محمد السادس للاستثمار والشركة المغربية للهندسة السياحية حيث يقدم آلية دعم وتمويل جديدة.

ويقوم برنامج “كاب هوسبيتالتي”، الذي تم الإعلان عنه الأربعاء الماضي، على تقديم قروض للفنادق تصل قيمتها إلى 10 ملايين دولار مع فترة سداد تصل إلى 12 سنة، وتتحمل الدولة جميع فوائدها، بحسب بيان لوزارة السياحة.

وتستهدف الخطة التي تستمر حتى نهاية 2025 كافة المؤسسات الفندقية المصنفة التي لم يتم تجديدها خلال السنوات الخمس الماضية، ويغطي مجموعة واسعة من الخدمات، بما في ذلك أشغال التجديد والتأهيل وشراء الأثاث والمعدات وأيضا تطوير كفاءة الطاقة.

فاطمة الزهراء عمور: المبادرة فرصة لتطوير الخدمات ودمج التقنية المتقدمة
فاطمة الزهراء عمور: المبادرة فرصة لتطوير الخدمات ودمج التقنية المتقدمة

ومن المتوقع حسب الخطة الحكومية تجديد 25 ألف غرفة فندقية باستثمارات تقديرية تفوق 4 مليارات درهم (400 مليون دولار).

ويقدم المغرب نفسه كوجهة مستقرة، سواء من الناحية السياسية أو الاجتماعية مقارنة بالبلدان الأخرى في المنطقة، ولذلك يعول على قطاع السياحة كثيرا كأحد أبرز الموارد الرئيسية للعملة الصعبة إلى جانب الصادرات والصناعة والاستثمار المباشر.

وتأتي هذه الخطوة، وفقا للبيان، “استعدادا للتظاهرات الرياضية الدولية الكبرى التي سيستضيفها المغرب، مثل كأس أمم أفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، وذلك في إطار تنفيذ خارطة طريق السياحة 2023 و2026”.

ويُعتبر البرنامج، بحسب البيان، “خطوة نحو تحديث طاقة الإيواء استجابة للزيادة المستمرة في عدد الوافدين، وفي ظل التحضيرات لاحتضان التظاهرات الرياضية القادمة، حيث يطمح المغرب إلى تقديم استضافة عالية الجودة”.

وشددت وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور خلال الإعلان عن البرنامج على ضرورة تسريع الاستثمارات في الإيواء السياحي.

ونسبت وكالة الأنباء المغربية الرسمية إلى عمور قولها إن “المبادرة تشكل فرصة فريدة لتحديث المرافق وتحسين الخدمات، وإدماج التكنولوجيات المتقدمة لتقديم تجارب لا تنسى للسياح”.

ويضم المغرب أكثر من 150 علامة تجارية فندقية بعد كل من جنوب أفريقيا بنحو 430 علامة تجارية فندقية، ومصر بعدد يبلغ 300 علامة تجارية فندقية. وتُقدر حاجة السوق إلى ما بين 20 ألف و30 ألف غرفة جديدة لتلبية الطلب المتزايد على السياحة.

ورغم فترة الوباء التي كانت قاسية على القطاع، شهد عدد الغرف الفندقية المصنفة بالبلاد خلال الفترة بين 2012 و2022 قفزة كبيرة من 64.4 ألف إلى 121 ألف غرفة.

وأكد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية فوزي لقجع على أهمية الإعداد والاستثمار في البنيات التحتية، بما في ذلك تحسين القدرات الفندقية اللازمة لتلبية احتياجات كأس العالم 2030.

وأظهرت أرقام نشرتها مديرية الدراسات والتوقعات المالية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية قبل أيام بأن حجم ليالي المبيت بالفنادق المصنفة ارتفع بنسبة 6.8 في المئة إلى أكثر من 7.8 مليون ليلة خلال الثلث الأول من هذا العام على أساس سنوي.

ويواصل قطاع السياحة، الذي يسهم بسبعة في المئة إلى الناتج المحلي الإجمالي، تحقيق تطور مستمر، خاصة بعدما حطمت عائدات القطاع لأول مرة حاجز العشرة مليارات دولار في عام 2023، إثر استقبال 14.5 مليون سائح.

ويراهن المغرب على استقطاب نحو 17.5 مليون سائح بحلول العام 2026 خاصة أنه مقبل على تنظيم تظاهرات رياضية ومؤتمرات دولية كبيرة.

وسلط الوزير المكلف بالاستثمار محسن الجزولي أثناء إطلاق “كاب هوسبيتالتي” الضوء على أهمية السياحة في تحقيق الأهداف، بما في ذلك استثمار 53.7 مليار دولار وتوفير نصف مليون فرصة عمل بحلول 2026، في إطار تفعيل ميثاق الاستثمار الجديد.

400

مليون دولار الاستثمار المخصص لبرنامج "كاب هوسبيتالتي" لتجديد 25 ألف غرفة

وتشهد مناطق في البلاد إنجاز العديد من المشاريع المتعلقة بقطاع الضيافة، فقد تم تدشين أول وحدة فندقية تتكون من 54 غرفة في إقليم وازن في شمال غرب البلاد خلال الشهر الماضي.

وتضمّ الوحدة مجموعة متنوعة من المرافق، بما في ذلك قاعة متعددة التخصصات وحديقة مائية وقرية للصناعات التقليدية وسلسلة من المطاعم.

ومطلع هذا العام، كشفت تقارير أن مجموعات فندقية إسبانية كبرى تعمل على تعزيز حضورها بالمغرب للاستفادة من الطفرة السياحية التي تشهدها البلاد والتي حطمت أرقاما قياسية سنة 2023.

وتدرس شركات بارسيلو وريو وإيبير وستار وميليا والتي تمتلك بالفعل 18 مؤسسة فندقية في السوق المغربية توسيع أنشطتها والاستفادة من نمو النشاط السياحي بالمغرب.

كما تعتزم المجموعة الإسبانية هوتوسا بناء ثلاثة فنادق جديدة في المغرب بحلول العام 2026. وينتظر افتتاح أول هذه الفنادق في القطب الجديد للدار البيضاء تحت اسم “يوروستارز كازا أنفا” الخريف المقبل.

وسيتم افتتاح الوحدتين الأخريين “يوروستارز كاليفورني” و”إكس زرقطوني” خلال الفترة بين نهاية العام الحالي ومنتصف السنة المقبلة.

وتتكون هذه الفنادق الثلاثة من 251 غرفة، وهو ما سيعزز بشكل كبير العرض السياحي في المنطقة، التي تعدّ من أفضل المواقع التي يتوافد عليها الزوار وخاصة الأجانب.

وإلى جانب ذلك، تستعد المجموعة الأميركية العملاقة راديسون لتوسيع استثماراتها السياحية في المغرب، مستهدفة الوصول إلى 25 فندقا بحلول العام 2030.

11