تحديثات غوغل تحاصر الإعلام المستقل في تركيا

تغيير غوغل للخوارزميات منذ نهاية يناير أدى إلى وقف معظم زيارات القراء للمواقع الإلكترونية.
السبت 2025/03/15
التغيير منع وصول الجمهور إلى الأخبار

إسطنبول - قالت عدة وسائل إعلام مستقلة في تركيا ضمن بيان مشترك إنها تواجه خطر الإغلاق المحتمل بعد تغيير شركة غوغل للخوارزميات، وهو ما أدى إلى انخفاض كبير في مرور القراء على المواقع الإلكترونية، بينما تصب هذه الخطوة في مصلحة السلطات التي لطالما سعت للحد من تأثير الصحافة المستقلة في البلاد.

وذكر بيان وسائل الإعلام الخميس أن تغيير غوغل للخوارزميات منذ نهاية يناير أدى إلى وقف معظم زيارات القراء للمواقع الإلكترونية، والتي كانت تُوجه في السابق من خلال أداة غوغل “ديسكافر” وأيضا “نيوز”، وإلى الإضرار بمواردها المالية.

وقالت مواقع إخبارية مستقلة، من بينها “تي 24″ و”ميديا سكوب” و”ديكن وبيرجون”، إن التغيير منع أيضا وصول الجمهور إلى الأخبار، مضيفة أنها ستتخذ إجراءات قانونية حيال ذلك.

وتابعت “باعتبارنا منظومات إعلامية مستقلة تعمل في تركيا، نعلن أننا سندافع عن حقوق مؤسساتنا وعمل موظفينا ودعم قرائنا، الذين سرقتهم (شركة) غوغل بتصرفاتها، على كل منصة.” وأضافت أنها ستلجأ إلى الجهات القانونية المحلية والدولية، ولاسيما هيئة حماية المنافسة التركية.

في المقابل أفاد متحدث باسم غوغل ، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن التغيير لا يستهدف المواقع الإلكترونية الفردية، بل يهدف إلى تحسين إمكانية البحث بشكل عام.

تعديلات غوغل تصب في مصلحة السلطات التركية التي لطالما سعت للحد من تأثير الصحافة المستقلة في البلاد

وأضاف المتحدث “لم ولن نتلاعب أبدا بنتائج البحث أو نغير منتجاتنا أو نفرض سياساتنا للترويج لأي وجهة نظر بعينها أو الإضرار بها.”

وفي عام 2024 حلت تركيا في المرتبة 158 من بين 180 دولة على مؤشر منظمة “مراسلون بلا حدود” لحرية الصحافة.

وذكرت المنظمة، التي تدافع عن حرية التعبير، في تقرير أنه مع خضوع حوالي 90 في المئة من وسائل الإعلام التركية لسيطرة الحكومة، لجأ الأتراك في الآونة الأخيرة إلى وسائل إعلام مستقلة أو منتقدة للحصول على الأخبار المحلية.

وتعتمد وسائل الإعلام المستقلة في تركيا بشكل كبير على الإيرادات من غوغل مع تردد الشركات الخاصة في الإعلان على المواقع الإلكترونية المستقلة.

وأعلن موقع “جازيت دوار” الأربعاء أنه سيغلق، وأرجع ذلك إلى خسائر في الإيرادات بسبب تغيير غوغل للخوارزميات والظروف الاقتصادية الناجمة عن التضخم.

وكانت الحكومة التركية قد عمدت إلى تضييق الخناق على وسائل الإعلام المستقلة التي تتلقى تمويلا من الخارج بإدخال لائحة جديدة لما يسمى بالأخبار المزيفة والأخبار “الممولة من الخارج” في تركيا.

وعبّرت منظمات دولية ومحلية لحرية الصحافة تعمل في تركيا عن قلقها من”إجراءات تقييد التمويل الأجنبي أو تصوير متلقيه على أنهم دعاة أجانب”، مشيرة إلى “أن ذلك خطوة واضحة لشيطنة الإعلام الحر، وستزيد الضغط على المنافذ المستقلة القليلة المتبقية.”

وأكدت المنظمات أن استهداف المسؤولين للعديد من وسائل الإعلام الناقدة والمستقلة لتأمين الأموال في الخارج هو خطوة واضحة لخنق وسائل الإعلام الحرة في تركيا من خلال التحكم في المحتوى.

5