تحديات كثيرة تنتظر كريم خان على رأس المحكمة الجنائية الدولية

ملفات ضخمة وقضايا معقدة تنتظر خليفة فاتو بنسودا بما فيها التحقيق في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
الأربعاء 2021/06/16
مهمة معقدة

لاهاي - تولى المحامي البريطاني كريم خان مهامه مدعيا عاما للمحكمة الجنائية الدولية، ليبدأ مهمة معقدة في خضم تحديات كثيرة وضغوط سياسية تتعرض لها المحكمة الدائمة لجرائم الحرب.

ويشغل كريم خان المنصب خلفا للغامبية فاتو بنسودا التي انتهت مدة ولايتها البالغة تسع سنوات ولقيت إشادة لتوسيع نطاق عمل المحكمة الجنائية الدولية، رغم أنها واجهت إخفاقات أيضا مثل قضية الرئيس السابق لساحل العاج لوران غباغبو.

وأدى خان (51 عاما) اليمين الأربعاء لتولي منصبه رسميا، وهو ثالث شخص يتولى المنصب وكان يشغل منصب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، وكُلِّف بقيادة تحقيق الأمم المتحدة الخاص في جرائم تنظيم الدولة الإسلامية.

وتدخل في الدفاع عن شخصيات عديدة أمام الجنائية الدولية، لاسيما سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وتنتظر خان ملفات ضخمة وقضايا معقدة بما في ذلك التحقيق في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وطلب موافقة على تحقيق في الحرب على المخدرات في الفلبين أعلن عنه الاثنين، والتحقيق في جرائم الحرب في أفغانستان.

ويواجه المدعي العام الجديد أيضا معارضة قوى كبرى رفضت الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والصين.

وقال كارستن شتان، أستاذ القانون الجنائي الدولي في جامعة ليدن بهولندا، إن "المحكمة الجنائية الدولية في مرحلة حاسمة" بعد أن تعرضت لانتقادات كثيرة، لأنها لم تكن "على درجة الفاعلية التي كانت ترغب فيها الدول الأطراف".

وأشار إلى أن وصول خان قد يمثل "فرصة لإصلاح المحكمة" التي تواجه انتقادات باستمرار، بسبب الرواتب المرتفعة لقضاتها وبطء إجراءاتها.

وأضاف أن التحقيق في الملف الإسرائيلي - الفلسطيني خصوصا "مشحون سياسيا"، فقد عارضت بريطانيا العضو في المحكمة، التحقيق في هذه القضية.

وأوضح أنه "يمكن النظر إلى المحكمة الجنائية الدولية على أنها جهة فاعلة غير محايدة بالكامل، والدول الموقعة لديها أولويات مختلفة حول ما يجب أن تفعله المحكمة في هذا السياق"، متوقعا أن "يكون من الصعب جدا إدارة التوقعات المختلفة".

وقال ماثيو كانوك، مدير مركز القضاء الدولي في منظمة العفو الدولية، لوكالة فرانس برس "سيتعرض لضغوط، ونأمل أن يتصرف مثل فاتو بنسودا بشكل مستقل من دون خوف أو محاباة".

ويمكن أن يستفيد كريم خان من إدارة أميركية أقل صدامية، بينما فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عقوبات على فاتو بنسودا.

وتترك بنسودا وراءها سجلا متناقضا في ما يتعلّق بأدائها، فعلى الرغم من توسيعها عمل المحكمة، إلا أنه خلال ولايتها تمّت تبرئة لوران غباغبو من تهمة ارتكاب جرائم حرب في ساحل العاج، وتبرئة الرئيس الكونغولي السابق جان بيار بيمبا في الاستئناف، وأسقطت التهم الموجهة إلى الرئيس الكيني أوهورو كينياتا.

وفي عهد ترامب عارضت واشنطن بنسودا، عندما قررت النظر في مزاعم ارتكاب جرائم حرب في أفغانستان، بما في ذلك اتهامات موجهة للقوات الأميركية، وجرائم قيل إنها وقعت في الأراضي الفلسطينية.

وأُسقطت العقوبات، لكن المعارضة الأميركية والإسرائيلية للمحكمة لا تزال قائمة.