تحديات جسيمة تنتظر رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لايين

ملفات عديدة من ضمنها ملف تعديل اتفاقيات اللجوء والهجرة على طاولة المفوضة الجديدة.
الاثنين 2019/12/02
شخصية توافقية

بروكسل – تولت الألمانية أورسولا فون دير لايين رئاسة المفوضية الأوروبية بعد أن تسلمتها من الرئيس السابق جون كلود يونكر.

وتعد أورسولا فون دير لايين من المقربين المخلصين للمستشارة أنجيلا ميركل التي خدمت في حكومتها وزيرةً للدفاع مدة ست سنوات مليئة بالصعاب.

وستكون على طاولة المفوضة الجديدة عدة ملفات على غرار ملف تعديل اتفاقيات اللجوء والهجرة.

واعتبرت الطبيبة والأم لسبعة أبناء لفترة طويلة خليفة محتملة لميركل لكن نجمها بدأ يخبو في ألمانيا خلال السنوات الماضية.

واستلمت فون دير لايين البالغة من العمر 61 عاما رئاسة المفوضية، الذراع التنفيذية النافذة التي تطبق إرادة الدول الأعضاء المنقسمين غالبا.

واختيرت السياسية الألمانية للمنصب في يونيو الفائت، إذ حصلت على منصبها بأكثرية ضئيلة في البرلمان الأوروبي بعد أنّ برزت كفائز مفاجئ عقب أسابيع من المفاوضات المغلقة وتوازنات القوى في التكتل.

فون دير لايين حازت دعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يقدر جهودها لتعزيز التعاون في مجال الدفاع بين البلدين

وحازت فون دير لايين دعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يقدر جهودها لتعزيز التعاون في مجال الدفاع بين البلدين، خصوصا في وقت تعمقت فيه الخلافات بين برلين وباريس. ولكن هذا الرابط مع ماكرون، القيادي المثير للانقسام حاليا في أوروبا، أضرها حين رفض البرلمان الأوروبي بشكل غير مسبوق ثلاثة من مرشحيها للانضمام إلى فريق عملها في المفوضية، ما عطّل بداية عهدها.

ولدت فون دير لايين في بروكسل وقضت مراهقتها فيها، وهي تتقن الإنكليزية والفرنسية، وحازت شهادة من مدرسة لندن للاقتصاد، وهي عوامل جعلتها تحظى بشبكة علاقات في أوروبا وعبر الأطلسي.

وتعد فون دير لايين مدافعة قوية عن انخراط ألماني أكبر على الصعيد الدوليّ واندماج أوروبي أوثق، وروّجت سابقا لفكرة “الولايات المتحدة الأوروبية”.

وفي بلد تجد فيه المرأة صعوبة في التوفيق بين عملها المهني والاهتمام بعائلتها، لا تتردد فون دير لايين التي درست الطب في إبراز دورها العائلي وتتصدر صورها مع أبنائها أغلفة المجلات.

ورئيسة المفوضية الجديدة هي الوزيرة الوحيدة في حكومة ميركل التي بقت معها منذ بداية عهدها في عام 2005، فاستلمت أولا وزارة شؤون الأسرة ثم وزارة العمل.

وفي عام 2013، باتت فون دير لايين المرأة الأولى التي تتسلم وزارة الدفاع في ألمانيا، وحرصت على أن تترك أثرا عبر عملها على إدخال تغييرات في المؤسسة العسكرية.

وفرضت التوقف عن التكريم التقليدي لعدد من كبار جنرالات الجيش الذين خدموا خلال فترة حكم هتلر، على غرار الجنرال أروين رومل المعروف بـ”ثعلب الصحراء” الذي شارك في الحرب العالمية الثانية في شمال أفريقيا بشكل خاص.

وخلال توليها وزارة الدفاع، نشرت ألمانيا قوات عسكرية في بعثات عبر العالم من أفغانستان إلى مالي، بينما زارت فون دير لايين مرارا الجنود الألمان المنتشرين في أفغانستان والعراق.

وواجهت انتقادات مستمرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن ما يعتبره الإنفاق الدفاعي الألماني غير الكافي.

وغضب عليها عدد من كبار المسؤولين في الجيش عندما نددت بـ”نقاط ضعف” داخل المؤسسة العسكرية إثر اعتقال ضابط عام 2017 يشتبه في إعداده لاعتداء يستهدف أجانب، كما شهد عهدها العديد من الفضائح المتعلقة بعقود مثيرة للجدل مع شركات استشارية بما في ذلك تجديد بارجة حربية.

وأُطلق عليها لقب “العازف المنفرد” بسبب أسلوبها المنفرد، وأظهر استطلاع رأي نشرته صحيفة “بيلد أم سونتاغ” أنها ثاني أقل الوزراء شعبية في حكومة ميركل.

من المقربين المخلصين للمستشارة أنجيلا ميركل
من المقربين المخلصين للمستشارة أنجيلا ميركل

ولدت أورسولا غيرترود البرخت في 8 أكتوبر 1958 في بروكسل، حيث كان والدها إرنست البرخت مسؤولًا كبيرًا في المفوضية الأوروبية وعاشت هناك حتى بلغت 13 عاما.

وباعتبارها ابنة البرخت، الذي أصبح رئيس وزراء ولاية سكسونيا السفلى لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ، أمضت سنواتها المراهقة المتأخرة تحت حماية الشرطة في وقت كان المتطرفون اليساريون يستهدفون الشخصيات السياسية والتجارية. وأجبرها التهديد على الانتقال إلى لندن للعيش في شقة عمها تحت اسم مستعار “روز لادسون”.

وكشخصية محبة للتعليم والدراسة، درست أولا الاقتصاد ثم الطب الذي مارسته في عيادة للنساء. لكنّها قطعت حياتها المهنية لتصبح ربة منزل عندما فاز زوجها أستاذ الطب بمنحة دراسية لمتابعة دراسته في جامعة ستانفورد ذائعة الصيت.

وفي سن الثانية والثلاثين، انضمت إلى الاتحاد الديمقراطي المسيحي ودخلت برلمان ساكسونيا السفلى، حيث فازت بأول مقعد لها في البوندستاغ في عام 2009.

ولكن فون دير لايين ظلت دخيلة على حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ تقليديا والذي يهيمن عليه الذكور.

وفي مقامرة سياسية نادرة، عارضت قيادة هذا الحزب في الكثير من الملفات، وطالبت على سبيل المثال بحصة للنساء داخل إدارة كبرى الشركات.

وكعدد من السياسيين الألمان الآخرين، دارت شكوك عام 2015 حول إمكان أن تكون قد اقتبست أفكارا في رسالتها للدكتوراه من مرجع آخر، وهو أمر حساس في ألمانيا تسبب سابقا في سقوط عدد من المسؤولين السياسيين. لكنّها نجت سياسيا بعدما لم يتم إثبات أي سوء سلوك ضدها في القضية.

5