تحديات تنتظر تسلا مع تدشين مبيعاتها في السوق السعودية

إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية في السعودية بلغ ألفي سيارة فقط العام الماضي، وهو عدد أقل مما تبيعه تسلا في يوم عادي.
الخميس 2025/04/10
سوق واعدة

الرياض – تبدأ تسلا الخميس بيع سياراتها في السعودية وهو البلد الذي لا توجد به أي محطة شحن على امتداد 900 كيلومتر من الطريق السريع الرئيسي الممتد من الشرق إلى الغرب والذي يربط العاصمة الرياض بمدينة مكة المكرمة.

وأكد سام أبوالصامد المحلل لدى تيليمتري أن إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية في السعودية بلغ ألفي سيارة فقط العام الماضي، وهو عدد أقل مما تبيعه تسلا في يوم عادي.

لكن السعودية تضع خططا ضخمة للسيارات الكهربائية لم يتسن لتسلا أن تكون جزءا منها، وهو ما يعود إلى أسباب منها الخلاف بين الرئيس التنفيذي الملياردير إيلون ماسك وصندوق الثروة، الذي يعود تاريخه إلى 2018.

ولكن المشهد السياسي الجديد أتاح لماسك فرصة لتغيير ذلك، فقد تحسنت العلاقات بين الرياض وماسك منذ توليه دورا بارزا في الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ثم منصبا رفيعا في إدارته بهدف تقليص البيروقراطية في الحكومة الاتحادية.

سام أبوالصامد: المبيعات في السعودية أقل مما تبيعه تسلا في يوم
سام أبوالصامد: المبيعات في السعودية أقل مما تبيعه تسلا في يوم

وفي خطوة مهمة بالنسبة للرياض، من المقرر أن يزور ترامب السعودية خلال الأسابيع المقبلة في أولى رحلاته الخارجية بعد أن طلب من السعودية في يناير إنفاق ما يزيد عن تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي على مدى أربع سنوات، ما يشمل مشتريات عسكرية.

وقال روبرت موجيلنيكي كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربية في واشنطن “يفكر الكثير من رجال الأعمال في كيفية الحصول على موطئ قدم لشركاتهم في ضوء الزيارة المتوقعة للرئيس ترامب لمنطقة الخليج.”

وأضاف لوكالة رويترز “أظن أن تسلا تريد تثبيت أقدامها بقوة في السوق السعودية قبل زيارة الرئيس ترامب ثم محاولة الاستفادة من الزخم بعد ذلك.”

ويحتاج ماسك إلى دفعة، فقد أعلنت تسلا هذا الشهر أن مبيعاتها تراجعت 13 في المئة في الربع الأول من 2025، وهو أضعف أداء لها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، والذي جاء مدفوعا بردود فعل سلبية على سياسات ماسك، إلى جانب تنامي المنافسة وتأخيرات في تحديث طرازها واي.

لكن ماسك يتعين عليه بذل مجهود في السعودية بعد خلافه العلني مع محافظ صندوق الثروة السعودي ياسر الرميان.

وبدأ الخلاف عندما قال ماسك في تغريدة عام 2018 إنه “حصل على تمويل” لتحويل تسلا إلى شركة خاصة بعد اجتماع مع صندوق الاستثمارات العامة.

وفي الدعوى القضائية التي رفعها مستثمرون بعد الفشل في تحقيق ذلك، تم الكشف عن رسائل نصية بين ماسك والرميان أشارت إلى وجود توتر. وفي السنوات التالية، ضاعت على ماسك فرصة الاستفادة من مليارات ضختها الرياض في برنامج رؤية 2030 لتنويع موارد الاقتصاد بعيدا عن النفط.

وتشير التقديرات في تقرير صادر عن شركة الاستشارات برايس ووترهاوس كوبرز في 2024 إلى أن السعودية تستثمر 39 مليار دولار في تطوير قطاع السيارات الكهربائية. كما أن تدشين مبيعات تسلا في السعودية متأخر عن إطلاق بي.واي.دي الصينية العملاقة التي افتتحت صالة عرض بالرياض في مايو 2024.

وينتظر تسلا الآن عند وصولها إلى السعودية عدد من التحديات، حتى وإن لم يكن من ضمنها الاحتجاجات الغاضبة ضد سياسات ماسك التي أثرت على عمليات الشركة بأوروبا والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة.

روبرت موجيلنيكي: الشركات تفكر في الحصول على موطئ قدم بالبلاد
روبرت موجيلنيكي: الشركات تفكر في الحصول على موطئ قدم بالبلاد

وتشمل التحديات ندرة محطات الشحن ودرجات الحرارة في فصل الصيف التي قد تتجاوز 50 درجة مئوية، وهو ما يجعل استنزاف شحنات بطاريات السيارات الكهربائية أسرع.

وتظهر أرقام من ستاتيستا تستند إلى بيانات من إلكترومابس أنه حتى 2024، لم يكن لدى السعودية سوى 101 محطة لشحن السيارات الكهربائية، مقارنة مع 261 محطة في الإمارات المجاورة التي يبلغ عدد سكانها ثلث عدد سكان جارتها. ومعظم هذه المحطات في المدن الكبرى، مما يجعل الرحلات الطويلة عبر الطرق الصحراوية السريعة غير ممكنة.

وقال كارلوس مونتنجرو مدير عام بي.واي.دي في السعودية “أعتقد أن الشحن ربما من أكبر مصادر القلق، إن لم يكن أكبرها”، مضيفا أن السعوديين كل عام يقطعون كيلومترات أكثر بكثير مقارنة بأسواق أخرى.

وأكد مونتنجرو أن نحو 70 في المئة من السيارات التي تبيعها بي.واي.دي في السعودية هجينة وليست كهربائية بالكامل.

وبينما كان يتجول بين السيارات في صالة عرض بي.واي.دي بالرياض، أكد المواطن السعودي فهد عبدالرحمن لرويترز أن ما يهمه في الأساس عند شراء سيارة كهربائية هو المسافة التي يمكن للسيارة قطعها في الشحنة الواحدة.

وقال “أقود كثيرا.. أقطع في المتوسط أكثر من 50 ألف كيلومتر سنويا. أخشى ألا تفي السيارة الكهربائية بهذا الغرض.” غير أن الرياض لديها خطط تطوير ضخمة تتضمن هدفا بأن تكون 30 في المئة من السيارات كهربائية بحلول نهاية العقد الحالي.

وأسست الحكومة شركة البنية التحتية للمركبات الكهربائية التي تهدف إلى زيادة عدد منافذ الشحن إلى خمسة آلاف بحلول 2030، أي ما يعادل نحو 50 مثل العدد الحالي.

وقال سيث غولدشتاين محلل الأسهم لدى مورننغ ستار “سيظل عدد السيارات الكهربائية (في السعودية) على الأرجح أقل منها في دول رائدة مثل الصين، لكنه قد يشهد نموا في السنوات المقبلة.”

وتوقع تنامي الطلب على السيارات الكهربائية مع بناء المزيد من منافذ الشحن السريع ودخول سيارات كهربائية طويلة المدى بأسعار معقولة إلى السوق.

11