تحديات تعترض العراق لتطوير شبكة السكك الحديدية

بغداد - تعترض التحديات خطط العراق الطموحة لتطوير الشبكة المحلية للسكك الحديدية حيث تريد الحكومة استعادة مكانة هذا القطاع في عمليات النقل والخدمات اللوجستية عبر برنامج لتحديث الخطوط الحالية وإنشاء مسارات جديدة وإيجاد تمويلات لمخططاتها.
وحددت الشركة العامة لسكك الحديد الحكومية البعض من أسباب ضعف النقل عبر السكك الحديدية وعزوف المواطنين عن استخدام وسائلها، فيما يؤكد خبراء أنه يعود إلى عوامل تتعلق بالحرب والفساد المشتري في مفاصل الدولة.

طالب الحسيني: نحتاج إلى دعم حكومي حتى ينهض القطاع سريعا
والشركة من الكيانات المملوكة للدولة التي تكبدت خسائر هائلة منذ الغزو الأميركي للبلاد في 2003، والتي عزا مديرها طالب جواد الحسيني أسباب ذلك إلى غياب الدعم الحكومي وعزوف الناس والشركات عن استخدام قطارات الركوب والشحن لوجود بدائل عملية وأسرع بالنسبة إليهم.
ونسبت وكالة الأنباء العراقية الرسمية إلى الحسيني قوله إن “الشركة تحتاج إلى دعم حكومي حتى تنهض بمستوى خدماتها”.
وأوضح أن التجار وأصحاب البضائع يستخدمون النقل البري باعتباره وسيلة أرخص قياسا بالشحن عبر القطارات.
ولفت الحسيني إلى أن القطاع الخاص يمتلك صلاحيات أكبر في مجال النقل، فيما يفتقر القطاع العام إلى تنسيق حكومي ما بين الوزارات والمديريات والمديرين العامين.
وتضرر جزء كبير من البنى التحتية للشبكة الحديدية المستخدمة لأغراض تجارية ومدنية التي تعاني في الأساس من التقادم منذ الغزو.
وقد بدت معالم دمار الشبكة واضحة في مدينة الموصل التابعة لمحافظة نينوى بعد سيطرة تنظيم داعش المتطرف عليها قبل طرده منها في العام 2017.
وفي العام الذي سبق تفشي الوباء، أعلنت الحكومة أنها تقترب من إنجاز جزء كبير من شبكة السكك الحديدية، بعد أن تعرض قسم كبير منها للتدمير والإهمال جراء الحروب المتعاقبة والحصار على مدى عقود.
وقال الحسيني الأسبوع الماضي إن “الشركة لديها تنسيق عال مع المحافظين لإعادة تأهيل الجسور المدمرة من الحرب على داعش في المحافظات الشمالية والغربية”.
وأشار إلى أن نسبة الدمار في الجسور وصلت في بعض المحافظات المحررة إلى 90 في المئة.
أما في البصرة فتعمل الشركة على تطوير البنية التحتية للشبكة وتقوم بإعداد دراسات وتصاميم لميناء الفاو باعتبار أن أكثر من 33 في المئة من نشاطه يعتمد على خطوط السكك الحديدية.
ولدى بغداد طموحات لربط الشبكة مع ثلاث دول هي تركيا وإيران والأردن لإيجاد منافذ اقتصادية جديدة، بما يعزز من معدلات التبادل التجاري التي تراجعت كثيرا في السنوات الماضية.
وقدرت مصادر عراقية احتياجات الشركة الحكومية بحوالي 60 مليار دولار لتنفيذ ربط البلد النفطي العضو في منظمة أوبك بدول الجوار عبر شبكة السكك الحديدية.
وتعاقدت الشركة مؤخرا مع إحدى الشركات الإيطالية لإعداد دراسات وتصاميم وبطول 1300 كيلومتر لربط ميناء الفاو الكبير بتركيا.
وتقول بغداد إن الميناء سيكون واحدا من المشاريع المهمة التي تحقق قفزة نوعية عبر رفع ودعم الاقتصاد المحلي نتيجة استحصال مبالغ بواسطة معاليم الترانزيت.
وتم تأهيل خط الموصل - بغداد ليتم ربطه بتركيا خلال المرحلة المقبلة وإصلاح خط بغداد – القائم في محافظة الأنبار غربي البلاد لربطه مع الأردن.
ووقع العراق والأردن عام 2012 مذكرة تفاهم تضمنت إنشاء خط السكك الحديدية بين العقبة وبغداد، لكن بغداد لم تستطع تأمين التمويل اللازم لبدء تنفيذ المشروع بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها البلاد.
وكانت بغداد قد أبرمت مع طهران في أبريل 2015 اتفاقا للربط بين البلدين عبر خطوط السكك الحديدية بهدف تسهيل نقل البضائع والأشخاص، لكنه لم ينفذ حتى الآن.
وتقول الحكومة إن المشروع يتحمل تكلفته الجانب العراقي باستثناء الجسر الثابت الذي من المقرر أن يمر فوق شط العرب ضمن تلك المسافة والذي سيتكفل الإيرانيون بتحمل تكلفة تشييده.