تحالف وسائل الإعلام الإخبارية ينتقد ميزة بحث غوغل بالذكاء الاصطناعي: سرقة

غوغل يوسع نطاق ميزة "وضع الذكاء الاصطناعي" ليشمل جميع المستخدمين في الولايات المتحدة.
الثلاثاء 2025/05/27
غوغل تفرط في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي

واشنطن - أثار التوسع الأخير لوضع الذكاء الاصطناعي في محرك بحث غوغل جدلاً حادا بين عملاق التكنولوجيا والناشرين في مجال الأخبار.

وتلقّت تجربة البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي AI Mode أو “وضع الذكاء الاصطناعي”، بيانًا نقديًا من تحالف وسائل الإعلام الإخبارية، حيث أصدرت هذه الجمعية التجارية الأميركية غير الربحية بيانًا رسميًا ينتقد ميزة “وضع الذكاء الاصطناعي”، واصفة إياها بـ”السرقة”.

جاء ذلك بعد يوم واحد فقط من إعلان غوغل عن توسيع نطاق ميزة “وضع الذكاء الاصطناعي” لتشمل جميع المستخدمين في الولايات المتحدة خلال مؤتمر غوغل السنوي للمطورين، ووفقًا لتقرير لا تؤيد الشركة أيضًا السماح للناشرين بإلغاء الاشتراك في ميزة “وضع الذكاء الاصطناعي”.

وأصدرت دانييل كوفي، الرئيسة والمديرة التنفيذية لتحالف الأخبار/الإعلام (News/Media Alliance)، البيان قائلةً “كانت الروابط آخر صفة إيجابية في البحث، وهي التي كانت تمنح الناشرين زيارات وإيرادات. أما الآن فتنتزع شركة غوغل المحتوى بالقوة وتستخدمه دون أي مقابل، وهذا ما يُسمى بالسرقة،” كما حثّت كوفي وزارة العدل الأميركية على معالجة مخاوف الجمعية لمنع “استمرار سيطرة شركة واحدة على الإنترنت.”

شركة غوغل تدرج "خطًا أحمر صارمًا" يُلزم الناشرين الراغبين في الظهور في ترتيب بحثها التقليدي بتقديم محتواهم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي

وأعربت الجمعية عن مخاوفها من أن وضع الذكاء الاصطناعي سيُقدّم للمستخدمين معلومات وإجابات عن استفساراتهم دون قائمة عناوين URL الموجودة في بحث غوغل التقليدي، وقد يؤدي ذلك إلى حرمان الناشرين من حركة المرور والإيرادات.

يُذكر أن تحالف الأخبار، الذي يُمثّل ناشرين رئيسيين مثل “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” و”كوندي ناست” و”فوكس ميديا” ​​وغيرها، ينتقد بشدة شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي، في صفحة مبادئ الذكاء الاصطناعي الخاصة به، حيث نصّت الجمعية على أن مُستخدمي تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي يجب أن يحترموا حقوق المُبدعين في محتواهم، وأن يتحلوا بالشفافية تجاه الناشرين.

ووفقًا لتقرير بلومبيرغ درست شركة غوغل “خطًا أحمر صارمًا” يُلزم الناشرين الراغبين في الظهور في ترتيب بحثها التقليدي بتقديم محتواهم أيضًا لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، نقلاً عن وثيقة داخلية كُشف عنها خلال محاكمة غوغل لمكافحة الاحتكار. وزعمت الصحيفة أن الشركة قررت “تحديثًا سريًا” لسياستها المتعلقة بكيفية استخدامها لبيانات الناشرين دون “إعلان عام”.

وصرحت ليز ريد، رئيسة قسم بحث غوغل، خلال شهادتها أن السماح للناشرين بإلغاء الاشتراك في ميزات فردية سيضيف “تعقيدًا هائلاً”، وفقًا لبلومبيرغ. وأضافت ريد “بقول الناشر إنه قد يقول: ‘أريد أن أكون في هذه الميزة وليس تلك،’ فهذا غير مجدٍ. لأنه عندئذ سنضطر إلى القول إن كل ميزة على الصفحة تحتاج إلى نموذج مختلف.”

جدير بالذكر أن شركة غوغل لا تزال تستحوذ على ما يقارب 90 في المئة من سوق البحث، وفقًا لتقرير “ستاتيستا”. وبالتالي لا يمكن للناشرين إزالة أنفسهم من قائمتها دون التعرض لخسائر كبيرة في حركة المرور والإيرادات. ومع ذلك، ونظرًا لرفض الشركة منح الناشرين أي سيطرة على محتواهم طالما استمر إدراجهم، سيعرض وضع الذكاء الاصطناعي المعلومات مع الحد الأدنى من الإسناد، ومن المرجح أن يكون هناك قدر ضئيل جدًا من حركة المرور المعاد توجيهها.

وهذه ليست المرة الأولى التي يُتهم فيها تحالف الأخبار والإعلام الذكاء الاصطناعي بـ”السرقة”. فقد أطلق مئات الناشرين، بما في ذلك “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” و”الغارديان”، حملة إعلانية في أبريل بعنوان “دعم الذكاء الاصطناعي المسؤول”. وجاء في الحملة الإعلانية حرفيًا “أوقفوا سرقة الذكاء الاصطناعي.”

رمزية مريبة

وأضافت الحملة “السرقة ليست من سمات الولايات المتحدة. طالبوا واشنطن بإجبار شركات التكنولوجيا الكبرى على دفع ثمن المحتوى الذي تستولي عليه.”

وفي الوقت نفسه طلبت شركتا أوبن أي إيه وغوغل من الحكومة السماح لنماذج الذكاء الاصطناعي التابعة لها بالتدريب على المحتوى المحمي بحقوق الطبع والنشر.

ويحتوي كل إعلان أيضًا على رابط ورمز استجابة سريعة (QR) يؤديان إلى صفحة “دعم الذكاء الاصطناعي المسؤول”، حيث يُطالب المستخدمون بالتواصل مع ممثليهم المحليين بشأن إلزام شركات التكنولوجيا الكبرى بتعويض الكُتّاب والفنانين والصحافيين عن أعمالهم بشكل عادل.

وتدعو الصفحة الحكومة إلى فرض إلزامية الإسناد إلى المصدر في المحتوى المُنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي أيضًا.

وقالت كوفي “في الوقت الحالي تستخدم شركات التكنولوجيا الكبرى وشركات الذكاء الاصطناعي محتوى الناشرين ضدها، وتأخذه دون إذن أو تعويض لتشغيل منتجات الذكاء الاصطناعي التي تسحب عائدات الإعلانات والاشتراكات من المنشئين الأصليين لهذا المحتوى.”

وأضافت “صناعة الإعلام الإخباري ليست معادية للذكاء الاصطناعي؛ فالعديد من الشركات والمبدعين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في عملهم. بل نسعى إلى نظام بيئي متوازن يُبنى فيه الذكاء الاصطناعي بمسؤولية.”

وفي فبراير الماضي أطلقت كبرى الصحف البريطانية حملة مماثلة. وقد لصقت الكثير منها على أغلفة صحفها عبارة “اجعلها عادلة” كجزء من مبادرة طالبت القراء بالمساعدة في منع الذكاء الاصطناعي من التدريب على المحتوى المحمي بحقوق الطبع والنشر.

5