تحالف "من أجل الشعب" نواة لمعارضة افتقدها العراق في البرلمان

بغداد - أعلنت حركتا امتداد والجيل الجديد إضافة إلى عدد من المستقلين الأربعاء عن تشكيل تحالف “من أجل الشعب”، يمثل صوت المعارضة داخل البرلمان العراقي المقبل.
وأتى الإعلان عن التحالف الوليد الذي يضم ثمانية وعشرين نائبا بعد أسابيع من المباحثات بين قياداته، وسط إمكانية أن ينضاف نواب جدد للتحالف الذي يأمل النشطاء العراقيون في أن يجسد نواة معارضة حقيقية عابرة للمكونات والطوائف في العراق.
وأكد تحالف “من أجل الشعب” في مؤتمر صحافي عقد بفندق شيراتون بالعاصمة بغداد أنه لن يكون جزءا من “حكومة المحاصصة”، متعهدا بـ”معارضة قوية وبناءة” داخل مجلس النواب المقبل.
وأوضح التحالف أنه “سيعمل على مراقبة ومساءلة الحكومة وتقوية مؤسسات الدولة ودعم استقلالية القضاء والهيئات المستقلة والإعلام ومنظمات المجتمع المدني”. وأضاف أنه سيكون “الرقيب على الحكومة بغية محاربة الفساد وتقوية مؤسسات البلد وخدمة المواطنين”.
وحضر الإعلان عن التحالف كل من رئيس حركة الجيل الجديد شاسوار عبدالواحد ورئيس حركة امتداد علاء الركابي إلى جانب عدد من قيادات الحركتين والمستقلين.
وقال عبدالواحد إن “هناك عددا من المستقلين سينضمون إلى التحالف الناشئ، حيث نقترب من 40 نائبا”.
وأوضح رئيس حركة الجيل الجديد في كلمة له في المؤتمر “لسنا مقيدين بأيديولوجيا محددة، ونؤمن بحرية المواطن العراقي، ونعمل على ترسيخ دولة المواطنة”.
وأضاف “لدينا برنامج سياسي وانتخابي هدفه جعل المواطن العراقي هو المحور الأساس لعملنا”، مشددا “نحن حراك معارض مدني نعمل على خدمة المواطن”.

شاسوار عبدالواحد: نحن حراك معارض مدني نعمل على خدمة المواطن
وقال رئيس حركة امتداد “نعد كل أبناء بلدنا بأن تكون هذه الكتلة الصوت المدوي في المرحلة القادمة وفي هذه الدورة النيابية”. وأكد الركابي “سنقدم نموذجا مختلفا في العمل النيابي، ولن نُشترك في أي حكومة محاصصة”، موضحا “نعمل على مبدأ ترسيخ الديمقراطية الحقيقية في هذا البلد، وكلنا أمل وكلنا فخر بوضع أيدينا بيد أخوتنا في الوطن”.
وكان من المفترض أن تنضم إلى التحالف الكتلة الشعبية المستقلة التي تضم ستة نواب فائزين في الانتخابات التشريعية الأخيرة، بيد أنها تراجعت في اللحظات الأخيرة.
وقال المتحدث باسم الكتلة سجاد سالم، في وقت سابق لوسائل إعلام محلية، إنّ كتلته قررت عدم الانخراط أو دعم التحالف الناشئ.
وأوضح “في البداية تمت دعوتنا لهذا المؤتمر، وأجرينا سلسلة لقاءات مع حركة امتداد وحراك الجيل الجديد لتشكيل تحالف معارض قائم على ثلاثة أركان، هي الكتلة الشعبية المستقلة والجيل الجديد وامتداد، وساهمنا في إعداد الوثائق والنظام الداخلي، وتحمّلنا الجزء الأكبر من كتابة الرؤية والوثيقة الخاصة بالتحالف ومبادئه وأهدافه وهيكليته”.
ولفت سالم إلى أنه “تم إبلاغ الكتلة لاحقا أنّ إحدى الجهات ترفض مشاركتنا في مؤتمر إعلان التحالف المعارض، وهذا التطور منحنا إشارة واضحة حول الجدوى من التحالف الذي يبدو أقرب إلى محاولة استعراض عددي أكثر من تحقيق نجاح عملي، بدلالة عدم مناقشة أوراق التحالف بجدية رغم إصرارنا على أن يكون التحالف راسخا ومتماسكا”.
وترى أوساط سياسية عراقية أن انسحاب الكتلة الشعبية مؤشر سيء، لكن ذلك لا يحول دون الشعور بقدر من التفاؤل في بناء معارضة نيابية حقيقية لطالما افتقدها العراق، وهو ما ترجم في ردود الأفعال المسجلة لدى الإعلان عن التحالف.
ويذكر أن حركة امتداد ولدت من رحم احتجاجات أكتوبر 2019، وهي متقاربة إلى حد كبير مع أطروحات الجيل الجديد، التي تقوم على هدف قيام دولة المواطنة كبديل عن دولة الطوائف التي يسكنها العراقيون.