تحالف معارض في موريتانيا يطالب بانتخابات تشريعية مبكرة

التحالف الداعم لترشيح المعارض بيرام الداه اعبيد يشترط حل لجنة الانتخابات وإعادة النظر في النظام الانتخابي.
الاثنين 2024/07/22
حل ثانيا في انتخابات رئاسية لم يعترف بنتائجها

نواكشوط - طالب التحالف الداعم لترشيح السياسي المعارض بيرام الداه اعبيد الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية الموريتانية إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة من بين شروط يضعها لحل الأزمة السياسية الناجمة عن ما وصفها "تزوير الانتخابات" الرئاسية.
وأوضح إنهم يشترطون أيضا حل لجنة الانتخابات وإعادة النظر في النظام الانتخابي بما يحول دون تزوير الانتخابات.
كما طالب التحالف المعارض بفتح تحقيق شفاف ونزيه في مقتل متظاهرين كانوا يحتجون على تزوير الانتخابات ومعاقبة المتورطين في قتلهم، حسب قوله.
وقال في مهرجان جماهيري عقده مساء يوم الأحد بالعاصمة نواكشوط إنه لا يزال يرفض الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 29 يونيو الماضي وأفضت إلى إعادة انتخاب الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني.
وأوضح أن النظام هو المسؤول عن الأزمة السياسية التي نتجت عن تزوير الانتخابات وهو المطالب بالحوار لحلها مضيفا أن من الشروط كذلك انتخاب أعضاء أكفاء للمجلس الدستوري وعودة شبكة الإنترنت وإنهاء حالة الطوارئ غير المعلنة من طرف النظام، وسحب جميع القوات المسلحة من المدن والشوارع.
كما تضمنت المطالب المعلنة من التحالف ترخيص الأحزاب السياسية ومراجعة قانونها.
وياتي موقف بيرام الداه اعبيد مخالفا لمواقف بعض القوى السياسية المعارضة الأخرى حيث اعترف أحد زعماء المعارضة وهو حمادي ولد سيد المختار، بنتائج اللجنة الوطنية للانتخابات الرئاسية، قائلا إنها "متطابقة" مع المعطيات التي جمعتها حملته، وأعلن حزبه التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل"، دعم الرئيس في ولايته القادمة. وحل سيد المختار ثالثا في الانتخابات الرئاسية الموريتانية والتي جرت نهاية الشهر الماضي.
وشارك في الانتخابات الرئاسية في موريتانيا 55 بالمئة من الناخبين، وهي ثامن انتخابات رئاسية في تاريخ موريتانيا. وفي بيانات سابقة، أبدت أحزاب معارضة خشيتها من عدم قدرة اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بتركيبتها الحالية على تنظيم انتخابات نزيهة.
من جهتها، أعلنت البعثة الإفريقية لمراقبة الانتخابات الرئاسية الموريتانية، أن استحقاقات الـ29 يونيو 2024 "جرت في مناخ اجتماعي وسياسي سلمي بشكل عام، ودون وقوع أحداث كبيرة لاحظتها البعثة في جميع أنحاء التراب الوطني".
وأوضحت البعثة التي يرأسها رئيس بوروندي الأسبق دوميتيان نداييزي، في إعلان صادر عنها أن مراكز الاقتراع التي زارها أعضاؤها "فتحت أبوابها عند الساعة السابعة صباحا، وبشكل عام كان هناك إقبال أكبر في الصباح وفي المساء، وتمت تعبئة الشباب والنساء بطرق مختلفة في المناطق التي تمت تغطيتها".
وأشارت البعثة المكونة من 27 مراقبا ينحدرون من 16 بلدا عضوا في الاتحاد الإفريقي، إلى أن ممثلي المترشحين "تمكنوا من أداء التفويض المخول لهم يوم التصويت في أغلب الحالات، وكان هناك في المتوسط 3 إلى 4 وكلاء، بما في ذلك وكلاء الرئيس المترشح ومنافسيه بيرام وتواصل، بالإضافة إلى أحد المترشحين الآخرين في بعض الأحيان".
وأشادت البعثة التي تنتهي مهمتها الأربعاء بـ"نضج الشعب الموريتاني وطبقته السياسية، لأنهما وجدا الآليات اللازمة لتنظيم المجال السياسي بطريقة توافقية".
وأوصت البعثة الحكومة الموريتانية بـ"مواصلة جهودها لبناء الثقة بين أطراف العملية الانتخابية"، مع "إعطاء الأولوية باستمرار للإصلاحات التوافقية والموحدة والشاملة"، و"تحسين الوصول إلى التمويل العام للمترشحين والأحزاب والائتلافات المتنافسة".
كما حثت المترشحين على "ضبط النفس في جميع الظروف، واللجوء إلى الطرق القانونية في حالة حدوث نزاعات محتملة"، وكذلك "مواصلة تعزيز الحوار والبحث عن التوافق بهدف تعزيز السلام والأمن في البلاد".
وكان حزب الإنصاف الحاكم فاز بأغلبية كبيرة في الانتخابات التشريعية التي جرت قبل نحو عام، وأثارت نتائجها احتجاجات من قبل عدد من الأحزاب التي طالبت بإلغائها وإعادة الاقتراع.
وشهدت موريتانيا انقلابات عديدة بين عامي 1978 و2008، وسجلت في 2019 أول انتقال للحكم بين رئيسين منتخبين منذ الاستقلال عن فرنسا في 1960.