تحالف مار مخايل أمام اختبار الصمود

ميقاتي يدعو إلى جلسة جديدة لمجلس الوزراء اللبناني متحديا تحذيرات باسيل.
الجمعة 2023/01/13
تحالف قابل للتفكك

مع دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي لعقد جلسة وزارية عاجلة للنظر في ملف نقص الكهرباء، يتساءل مراقبون عن مشاركة حزب الله فيها من عدمها، إذ أن مشاركته من شأنها توسيع هوة الخلاف مع حليفة التيار الوطني الحر ما يضع تحالف مار مخايل أمام اختبار الصمود.

بيروت - تضع دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إلى عقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء تحالف مار مخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله أمام اختبار الصمود، إذ تعني مشاركة حزب الله في الجلسة الوزارية توسع هوة الخلافات بين الحليفين لاسيما وأن التيار لوح بنقض التحالف بعد مشاركة الحزب في اجتماع لمجلس الوزراء قبل أسابيع.

ووجّهت الأمانة العامة لمجلس الوزراء بعد ظهر الأربعاء كتابا إلى الوزراء لاطلاعهم على مشروع جدول أعمال الجلسة المقبلة للحكومة، قبل تحديد موعد الجلسة، وذلك “بناء لطلب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وتطبيقا للمادتين 62 و64 من الدستور”. وستخصص الجلسة الحكومية لملف الكهرباء وفق ما أعلنت رئاسة الحكومة.

ويصر ميقاتي على انعقاد جلسة لمجلس الوزراء كشرط لإصدار المرسوم الذي يسمح بفتح اعتماد مما تبقّى من احتياط لدى مصرف لبنان لشراء الفيول لزيادة التغذية بالتيار الكهربائي، خصوصا أن البواخر المحملة بهذه المادة تنتظر في عرض البحر مقابل الشاطئ اللبناني لإفراغ حمولتها فور تأمين الاعتماد المالي المطلوب.

وفي المقابل، يرفض الوزراء المحسوبون على رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل حضور الجلسة التي قد يقتصر جدول أعمالها على بند وحيد يتعلق بالكهرباء، ويصرون على الاستعاضة عنها بمرسوم جوال يوقعه جميع أعضاء الحكومة، وهذا ما يرفضه ميقاتي.

وكشفت مصادر لبنانية أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يدعم دعوة ميقاتي لعقد الجلسة، وقالت إن الموقف نفسه ينسحب على الوزراء الذين كانوا شاركوا في الجلسة الأولى للحكومة التي عُقدت في أعقاب انتهاء الولاية الرئاسية لميشال عون.‎

الحديث يكثر عن إمكان إعلان وفاة تحالف مار مخايل إذا ما شارك حزب الله في جلسة جديدة لمجلس الوزراء

ولفتت المصادر إلى أن حزب الله لا يمانع عقد جلسة طارئة، لكنه طلب من ميقاتي التروي ريثما يتم التشاور مع حليفه التيار الوطني لأن مشاركة الحزب في الجلسة الأولى أدت إلى توتر الأجواء بين الحليفين، وأن الاتصالات جارية لاستيعاب أجواء التوتر بينهما في ضوء اتهام باسيل لحليفه بأنه أخلّ بالمشاركة بحضوره للجلسة.

وأكدت المصادر أنه إذا ما اختار حزب الله المشاركة في الجلسة الوزارية المرتقبة التي يدعمها رئيس مجلس النواب سيؤدي إلى رفع حدود التوتر عاليا جدا بين التيار وحزب الله الذي ساير ميقاتي وحضر الجلسة الوزارية السابقة.

وعلى الرغم من بقاء التوتر، واعلاء رئيس التيار النائب جبران باسيل الصوت لجهة التهديد والوعيد في حال تكرر الأمر، والمحاولات التي تجرى لرأب الصدع وإبقاء تحالف مار مخايل حيا واحتواء التصدع ، تمهد دعوة ميقاتي الطريق أمام توسع الهوة بين الحليفين الإستراتيجيين.

وهذه المرّة ستكون أكثر تعقيدا بالنسبة إلى التيار الوطني الحر ووضعه مع حزب الله، حيث يكثر الحديث عن إمكان إعلان وفاة التحالف إذا ما سارت الأمور باتجاه جلسة جديدة للمجلس.

وعلى الرغم من كل التأكيدات التي تجزم بأنّ التحالف لن يموت مع الاعتراف بأنّه بات بحاجة إلى إصلاح نتيجة السنوات وتآكله بفعل التطورات والأحداث المتسارعة فإن أي شرخ جديد بين التيار والحزب يعني اتساع الهوّة وقد لا ينفع مداواة الجراح بعد الوقوع فيها لترتفع حظوظ الفراق.

وتقول مصادر سياسية إنه بعد الأزمة التي برزت بعد جلسة مجلس الوزراء بات من الصعب تصور التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر. وتشير المصادر إلى أن هذا الواقع يعطي حزب الله أيضا القدرة على الذهاب إلى خيارات بديلة بعيدا عن التيار الوطني الحر.

ويدرك رئيس التيار أنّ قطع العلاقة مع الحزب تنعكس عليه، في الشق الداخلي، خسارة أكبر مما سيتكبده الحزب الذي سيعاني من خسارة أكبر خارجيّة بفعل فقدانه للغطاء المسيحي الوحيد الذي يتمتع به، وستزيد من عزلته اللبنانيّة التي يعمل جاهدا لتخفيفها قدر الإمكان، لأنها ستصب في خانة ميقاتي الذي سيكسب مجالا كبيرا من الراحة في التعاطي مع الأحداث وتحطيم كل ما شيّده باسيل من حصون سياسية على مدى سنوات.

2