تحالف عربي يفتح أبواب تنمية الطاقة البديلة في أفريقيا

القاهرة - أتمت إنفنيتي باور، الشركة المشتركة بين أبوظبي لطاقة المستقبل الإماراتية (مصدر) وإنفنيتي المصرية، الاثنين الاستحواذ على شركة ليكيلا باور، وهي الصفقة التي تجعل من التحالف العربي أكبر شركة للطاقة المتجددة في قارة أفريقيا.
وقالت الشركة في بيان إن “مساهمي إنفنيتي باور مولوا عملية الشراء، من خلال قروض من بنك أي.بي.أس.أي وبنك موريشيوس التجاري (أم.سي.بي)”. وبلغت قيمة الاستحواذ أكثر من مليار دولار.
وشهدت الصفقة التي تم الكشف عنها لأول مرة الصيف الماضي منافسة من صندوق سي.أن.آي.سي الحكومي الصيني وشركة الطاقة جلوبليك التي تركز على أفريقيا والمملوكة بنسبة 70 في المئة لمجموعة سي.دي.سي غروب البريطانية.
كما نافست شركة النفط الصينية العملاقة سينوبك وشركة الفحم الجنوب أفريقية إكسارو وآخرين بهدف الاستحواذ على ليكيلا، ومقرها جنوب أفريقيا، والتي تعد أكبر منصة مستقلة لتوليد الطاقة من الرياح في القارة.
وتمتلك أكتيس، مجموعة الاستثمار العالمية المتخصصة في مشاريع البنية التحتية المستدامة، 60 في المئة من أسهم ليكيلا باور التي أنشأت في 2015، بينما يحوز تحالف تقوده شركة مينستريم القابضة المحدودة للطاقة المتجددة النسبة المتبقية.
وتدير ليكيلا باور حاليا مشاريع لطاقة الرياح تصل قدراتها الإجمالية إلى واحد غيغاواط في كل من جنوب أفريقيا ومصر والسنغال، ولديها مشاريع قيد التطوير بقدرات إجمالية تصل إلى 1.8 غيغاواط في مراحل تطوير مختلفة.
وقال محمد إسماعيل منصور رئيس مجلس إدارة إنفنيتي باور، التي تتخذ من القاهرة مقرا لها، إنه “بعد نجاحنا في إتمام الصفقة ستتمكن إنفنيتي باور من تحقيق هدفها الطموح”.
وأضاف “يؤكد إتمام هذه الصفقة أننا قد أوفينا بوعدنا خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 27) بأن نصبح أسرع شركات الطاقة المتجددة نموا في أفريقيا”.
وتتطلع الشركة الإماراتية – المصرية إلى إقامة وتشغيل مشاريع جديدة للطاقة المتجددة بقدرات إجمالية تصل إلى اثنين غيغاواط بحلول عام 2025.
وتتخصص الشركة التي تأسست عام 2020 في إقامة مشاريع توليد وتوزيع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على مستوى البنية التحتية في كل من مصر وأفريقيا.
ويصل إجمالي قدرات مشاريعها إلى 1.3 غيغاواط، وهو ما يعادل خفض الانبعاثات الكربونية بأكثر من 3 ملايين طن سنويا اعتمادا على أساليب توليد الطاقة التقليدية، بينما تصل القدرات الإجمالية للمشاريع قيد التنفيذ إلى 8.13 غيغاواط في مراحل تطوير مختلفة.
وأكد منصور أن إنفنيتي باور ستواصل جهودها في الحد من الانبعاثات الكربونية وزيادة إنتاج الطاقة من مصادر متجددة وتطوير حلول فعالة للطاقة في المنطقة بأكملها.
1.3
غيغاواط، إجمالي قدرات مشاريعها وهو ما يعادل خفض الانبعاثات الكربونية بأكثر من 3 ملايين طن سنويا
وأضاف “نسعى من وراء ذلك إلى تحقيق رؤيتنا المتمثلة في إمداد المواطنين في المجتمعات الأكثر احتياجاً إلى الكهرباء في أفريقيا بالطاقة النظيفة التي يمكن الاعتماد عليها وبأسعار منخفضة”.
ومن المتوقع أن تمنح الصفقة شركة مصدر المملوكة لمبادلة، وهي شركة استثمارات سيادية إماراتية، أول موطئ قدم لها في جنوب القارة الأفريقية. ويرجح محللون ومصرفيون أن تكون المركز الرئيسي التالي لتطوير مصادر الطاقة المتجددة بعد آسيا نظرا إلى ساعات سطوع الشمس الطويلة بها، حتى في فصل الشتاء.
وأكد محمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لشركة مصدر على أهمية عملية الاستحواذ هذه التي تمثل استثمارا إستراتيجيا مهما بالنسبة إلى انفنيتي باور.
ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى الرمحي قوله “ستسهم الصفقة في ترسيخ مكانة انفنيتي باور كشركة رائدة في أفريقيا، إلى جانب الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة الوفيرة التي تنعم بها القارة”.
وأشار إلى أن انتشار تقنيات الطاقة النظيفة في الدول الأفريقية سيسهم بشكل فاعل في تطوير اقتصاداتها على نحو مستدام مع تلبية أهدافها المناخية بما يتماشى مع هدف مؤتمر كوب 28 في تحقيق تقدم مناخي شامل.
وطبقا لمؤشرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، من المتوقع نمو إجمالي القدرات الإنتاجية الإجمالية للطاقة المتجددة في أفريقيا من 54 غيغاواط في 2020 إلى أكثر من 530 غيغاواط بحلول عام 2040.