تحالف رينو – نيسان يسعى للحاق بركب طفرة المركبات الخضراء

باريس/طوكيو- يسعى تحالف شركات رينو ونيسان وميتسوبيشي للحاق بركب طفرة ابتكار المركبات الخضراء أسوة بالعديد من المنافسين في سوق السيارات عبر ضخ المليارات من الدولارات خلال السنوات العشر المقبلة.

وكشف شخصان مطلعان على الخطة لرويترز الاثنين أن التحالف يعتزم مضاعفة استثماراتهما ثلاث مرات لتطوير سيارات كهربائية بشكل مشترك.

ونظرا لأن الشركات الراسخة في القطاع تواجه ضغوطا من المنافسين الجدد والتحول المتوقع في الطلب نحو المركبات الكهربائية، فإن التحالف الفرنسي الياباني لديه استراتيجية للتحول إلى السيارات الخضراء.

وقالت المصادر إنه من المتوقع أن تعلن الشركات الثلاث الخميس عن خطة لاستثمار أكثر من 20 مليار يورو (23 مليار دولار) على مدى السنوات الخمس المقبلة في تطوير السيارات الكهربائية.

وكان من المقرر أن يعلن التحالف عن مشروعه المستقبلي خلال الخريف الماضي أثناء حدث في اليابان لكن تم تأجيله بسبب انتشار فايروس كورونا هناك.

وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يتوصل التحالف بحلول عام 2030 إلى أكثر من 30 بطارية كهربائية جديدة تدعمها خمس منصات مشتركة. وهذا بالإضافة إلى عشرة مليارات يورو (11.5 مليار دولار) أنفقتها المجموعة بالفعل على التحول للسيارات الكهربائية.

وقام التحالف بتطوير 4 منصات مشتركة للمركبات الكهربائية إحداها يدعم السيارات الكهربائية مثل أريا القادم من نيسان ورينو ميغان إي.في، والأخرى تدعم السيارات الخالية من الرتوش بأسعار معقولة من نيسان وشريكها في السوق الصيني دونغ فين، وكذلك لعلامة رينو داسيا التجارية.

والاثنان الآخران عبارة عن منصات للمركبات الصغيرة، تسمى “سياراتكي” في اليابان، والمركبات التجارية الخفيفة. وأكدت المصادر، رفضت الكشف عن هويتها لرويترز، أن التحالف يهدف بحلول منتصف العقد إلى نشر منصة خامسة مشتركة للسيارات الكهربائية المدمجة التي صممتها رينو.

وكانت شركة نيسان قد قررت بالفعل استخدام هذه منصة سي.أم.أف.بي – إي.في ومكونات قياسية أخرى لتزويد سيارتها ميكرا المدمجة بالكهرباء في حين تأتي رينو بسيارة كهربائية مماثلة تعتمد على نفس المنصة حيث كان يفترض إصدارها في منتصف 2020.

ويأمل التحالف الذي مر بعدة مطبات في السنوات الأخيرة بعد ملاحقة عرابه كارلوس غصن في عام 2018 بشبهة اختلاسات خلال فترة ترؤسه لمجلس إدارة الشركات الثلاث.

ومن المتوقع أن تستخدم رينو ونيسان وميتسوبيشي بطاريات مشتركة ومكونات رئيسية أخرى. وقالت المصادر إن التحالف يخطط للاستثمار المشترك في القدرة على الإنتاج في فرنسا وبريطانيا والصين واليابان ما مجموعه 220 غيغاواط/ساعة من سعة البطارية بحلول عام 2030 بموجب الخطة.

ويطمح التحالف من خلال توحيد البطاريات ومشاركتها إلى خفض تكاليف تصنيع البطاريات إلى النصف. كما سيتقاسم التحالف تقنية بطاريات الليثيوم أيون الصلبة، التي تعمل نيسان على تطويرها.

وتمتلك جميع شركات صناعة السيارات الثلاث تقنياتها الهجينة الخاصة بها مع القليل من الأجزاء والأنظمة الرئيسية المشتركة.

وقال أحد المصادر لرويترز إن “التعاون المحدود في التوريد والتنمية أثار مخاوف داخل المجموعة بشأن القدرة على تحقيق وفورات في التكاليف”، رغم أنه لم يتضح بعد ما إذا كان قادة التحالف سيناقشون الهجينة كجزء من خطتهم لعام 2030.

وكانت شركة نيسان قد أعلنت في نوفمبر الماضي أنها تخطط لإنفاق حوالي 18 مليار دولار على مدى خمس سنوات لتسريع كهربة المركبات، وإطلاق 23 سيارة كهربائية بما في ذلك السيارات الهجينة التي تعمل بالبنزين والكهرباء بحلول عام 2030.

وقبل ذلك قالت رينو إن علامتها التجارية ستكون كهربائية بالكامل في أوروبا بنهاية العقد الحالي، لكن مسؤولي الشركة قالوا لرويترز إن الهدف لا ينطبق على الأسواق خارج أوروبا والعلامات التجارية الأخرى للمجموعة، مثل داسيا.

وفرضت التحديات على التحالف وضع خطة لإعادة هيكلة المجموعة بشكل جذري بعد أن عانت من ويلات فضيحة رئيس مجلس إدارتها السابق غصن وعمقتها أزمة كورونا.

وأعلنت الشركتان في مايو 2020 أنهما ستعيدان هيكلة تحالفهما على أسس مستدامة، مما يعكس رغبتهما في بلورة خطة استراتيجية تضمن استمرارية المجموعة على قواعد تشاركية متينة للحد من آثار انهيار الطلب العالمي.

وسيركز التحالف الذي جرت إعادة صياغته على قطاعات أكثر منهجية في العمل حيث سينصب تركيز واحدة من الشركات الشريكة على نوع معين من السيارات والنطاق الجغرافي فيما ستحذو الشركتان الأخريان حذوها.