تحالف خليجي يؤسس أكبر شركة أبراج للاتصالات

الكويت/الدوحة - دخل قطاع الاتصالات في المنطقة العربية مرحلة جديدة مع ولادة منافس جديد سيتولى إدارة وتشغيل الآلاف من الأبراج في العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن محفظة واحدة.
وأعلن تحالف خليجي يضم شركة زين للاتصالات ومجموعة أوريدو وشركة تاسك القابضة الإماراتية الثلاثاء عن تأسيس أكبر شركة للأبراج في منطقة الشرق الأوسط، في ظل تنامي الاهتمام بهذا القطاع مع اتساع طفرة التكنولوجيا.
وجاء إتمام الصفقة بعد أشهر من المفاوضات التي أفضت إلى تحديد أوجه الاستثمار في قطاع الأبراج ورفع كفاءته بشكل أكبر خاصة مع تنامي المنافسة في هذا المجال الحيوي.
ويعد توقيع الصفقة إنجازا كبيرا على طريق تحقيق الجوانب الرئيسية لإستراتيجيات زين وأوريدو والتي تركز على مواصلة التطوير لتصبحا شركتي اتصالات ذكية، وإنشاء محفظة تركز على القيمة. كما تؤكد التزام التحالف بتحقيق النمو والقيمة للمساهمين.
وأكدت زين وأورديو أن اتفاقيات “نهائية تم توقيعها لتأسيس شركة أبراج جديدة مشتركة تقدر قيمتها بنحو 2.2 مليار دولار، من خلال حصص نقدية وأسهم”.
2.2
مليار دولار قيمة الشركة الجديدة من دمج أصول أبراج زين وأوريدو وتاسكا
وقالت شركة زين في إفصاح لبورصة الكويت إن الخطوة تمت “عبر عملية معادلة للأصول والنقد بين مجموعة زين ومجموعة أوريدو”. وأدت “هذه العملية إلى امتلاك كل مجموعة حصصا متساوية تبلغ نسبتها 49.3 في المئة لكل منهما في الشركة الجديدة”.
وستحتفظ تاسك القابضة بالحصة المتبقية عبر ذراعها شركة أصول البنيات التحتيات الرقمية، والتي ستقوم مع بقية الشركاء بإدارة عمليات الشركة الجديدة.
وتشمل الاتفاقيات جمع 30 ألف برج لمجموعتي زين وأوريدو في كل من الكويت وقطر والعراق وتونس والجزائر والأردن، لكن شبكة أبراج أوريدو في سلطنة عُمان ستتبع إجراءات مستقلة.
وقالت زين إن “الجدول الزمني لإتمام الصفقة سيمتد إلى عامين، مع توقعات بإغلاق أولى هذه الاتفاقيات في 2024″، مشيرة إلى أن التنفيذ المرحلي المخصص لكل سوق سيكون خاضعا للموافقات التنظيمية “لضمان الانتقال السلس للعمليات”.
ومن المتوقع أن تحقق شركة الأبراج المعادة هيكلتها إيرادات معدل التشغيل تصل إلى نصف مليار دولار مع أرباح قبل اقتطاع الفائدة والضريبة والاستهلاك وإطفاء الدين بعد الإيجار تزيد على 200 مليون دولار.
توقيع الصفقة يعد إنجازا كبيرا على طريق تحقيق الجوانب الرئيسية لإستراتيجيات زين وأوريدو والتي تركز على مواصلة التطوير لتصبحا شركتي اتصالات ذكية
وسيتحقق ذلك بعد استكمال متطلبات إغلاق الصفقة في جميع الدول، وتدعم هذا الوضع المالي الآفاق الواعدة والربحية لشركة الأبراج المعادة هيكلتها.
وستكون رئاسة مجلس إدارة شركة الأبراج بالمداورة بين أوريدو وزين تبدأ ببدر ناصر الخرافي رئيسا لمجلس الإدارة وعزيز العثمان فخرو نائبا للرئيس.
ويتوقع الخرافي نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لزين تحقيق آثار إيجابية واسعة النطاق لأسواق المنطقة تشمل تعزيز خطط النمو، وتسريع مشاريع تحديث الاتصالات وما يتعلق به من تطورات تقنية، والتي تزداد أهميتها على الصعيد العالمي.
وقال فخرو العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأوريديو إن “الاتفاقية تعد نقطة انطلاق مشتركة لمرحلة مميزة لعملياتنا، حيث ستسهم في تأسيس أكبر شركة أبراج مستقلة في المنطقة”.
وأضاف “سترسخ الصفقة موضع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على خارطة أبراج الاتصالات في العالم وستجعل من المنطقة لاعبا أساسيا في قطاع الاتصالات العالمي”.
وبصفتها شركة أبراج مستقلة تستفيد من الأصول المشتركة لكل من زين وأوريدو، فإن تاسكا ستوفر بنية تحتية خاملة مقدمة للخدمة تحت مظلة نموذج شراكة.
ويتيح هذ الأمر فرصا غير مسبوقة لجميع مشغلي شبكات الجوال ويوفر لهم بديلا يتسم بكفاءة رأس المال لبناء وإدارة البنى التحتية الخاملة الخاصة بهما وبطريقة منخفضة الكلفة وصديقة للبيئة.
الاتفاقيات تشمل جمع 30 ألف برج لمجموعتي زين وأوريدو في كل من الكويت وقطر والعراق وتونس والجزائر والأردن
وسيكون التنفيذ المرحلي المخصص لكل سوق خاضعا للموافقات التنظيمية لضمان الانتقال السلس للعمليات، مع توقعات بإغلاق أولى هذه الاتفاقيات في العام 2024.
وعملت شركات اتصالات خليجية على تصفية استثماراتها من الأبراج لتقليل تكاليف البنية التحتية والتركيز على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث تجذب مثل هذه الصفقات الشركات المتخصصة في تشغيل الأبراج التي تتطلع إلى دخول أسواق جديدة عالية النمو.
وتحركت زين السعودية العام الماضي لبيع 8069 برجا إلى صندوق الثروة السعودي مقابل 800 مليون دولار. كما باعت عمانتل 2890 برجا في 2021 إلى هيليوس تاورز مقابل 575 مليون دولار.
وأسست شركة الاتصالات السعودية شركة فرعية أسمتها توال في 2019 ونقلت إليها ملكية أبراجها، التي يتجاوز عددها 15 ألفا.
كما باعت زين 1620 برجا لصالح شركة أي.إتش.أس القابضة مقابل 130 مليون دولار في 2020.
وتؤدي زيادة انتشار الأجهزة المحمولة والتقدم التكنولوجي، مثل الخدمات المستندة إلى السحابة لتقديم وصول أفضل لخدمات الشبكة، إلى نمو سوق مشغلي الشبكات الافتراضية للهاتف المحمول في المنطقة.
ويدخل مشغلو الشبكات الافتراضية المتنقلة في الاقتصاديات النامية بما فيها بلدان المنطقة العربية، بسبب انخفاض المنافسين وزيادة المبادرات الحكومية وارتفاع معدل تبني الخدمات السحابية من قبل مؤسسات الأعمال.
وتوقعت ريسيرش آند ماركتز في تقريرها، الذي أصدرته الخميس أن يصل حجم السوق إلى أكثر من 2.2 مليار دولار بحلول 2026، مسجلة معدل نمو سنوي مركب قدره 5.3 في المئة خلال الفترة الفاصلة بين عامي 2021 و2026.
وتشير إحصائيات شركة الأبحاث إلى أن مجال الشبكات الافتراضية، والذي يعتبر أحد محاور نشاط شركات الاتصالات في الوقت الحالي، بلغ قيمته في العام 2020 حوالي 1.63 مليار دولار.
وامتلكت دول الخليج العربي البعض من الأسواق الأكثر انتشارا للاتصالات المتنقلة في العالم بنسبة 70 في المئة أو أكثر بنهاية 2019، وذلك بالمقارنة مع المتوسط العالمي البالغ 66 في المئة.