تحالف أوروبي للّحاق بركب طفرة الذكاء الاصطناعي

المبادرة تهدف إلى تسريع زخم الذكاء الاصطناعي في أوروبا من خلال تنسيق الإجراءات في مجال التكنولوجيا والصناعة ورأس المال والسياسات العامة.
الثلاثاء 2025/02/11
من بمقدوره مقاومة هذه التكنولوجيا

باريس - أعلنت أكثر من 60 شركة كبيرة الاثنين على هامش قمة باريس للذكاء الاصطناعي، التي بدأت الاثنين، إطلاق تحالف يهدف إلى جعل أوروبا “رائدة عالميا” في التقنيات المتقدمة وتبسيط الإطار التنظيمي الأوروبي “بشكل كبير”.

وقدّم التحالف الذي أطلق عليه اسم “مبادرة أبطال الاتحاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي” نفسه الاثنين في قصر الإليزيه إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و15 رئيس دولة وحكومة أوروبيين آخرين ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.

وتهدف المبادرة التي تضم مجموعات صناعية كبيرة، مثل أيرباص ولوريال ومرسيدس وسيمنز ومجموعات تكنولوجية مثل سبوتيفاي وميسترال للذكاء الاصطناعي، إلى “تسريع زخم الذكاء الاصطناعي في أوروبا من خلال تنسيق الإجراءات في مجال التكنولوجيا والصناعة ورأس المال والسياسات العامة.”

أيمن عزت: غياب المعايير العالمية لتنظيم القطاع كان كابوسا
أيمن عزت: غياب المعايير العالمية لتنظيم القطاع كان كابوسا

وبحسب المروّجين له، سيتيح هذا التحالف لـ”أوروبا إطلاق إمكاناتها الكاملة” في مجال الذكاء الاصطناعي، خصوصا عبر تبسيط الإطار التنظيمي حول هذه التكنولوجيا الجديدة.

وقال التحالف في بيان إنه “يهدف إلى الانخراط في تبادل تعاوني وبنّاء مع المفوضية الأوروبية وحكومات الدول الأعضاء لإنشاء إطار تنظيمي مبسط بشكل كبير.”

وأشار إلى أن المناقشات الأولى بين القادة الأوروبيين والرؤساء التنفيذيين للتحالف ستعقد “فورا” بعد تقديمه الاثنين في قمة باريس.

وقال الرئيس المؤسس لشركة ميسترال للذكاء الاصطناعي الفرنسية آرثر مينش في البيان “تأتي هذه المبادرة في لحظة حاسمة بالنسبة إلى قادة الشركات لوضع أوروبا في طليعة الذكاء الاصطناعي وتحويل اقتصادنا.”

وتعتزم ميسترال الفرنسية إنشاء أول مركز بيانات مخصص للذكاء الاصطناعي في فرنسا، وفق ما كشف عنه مينش خلال حديث إلى قناة “تي.أف 1” التلفزيونية الأحد، عشية افتتاح القمة الدولية حول الذكاء الاصطناعي في باريس.

وقال مينش الذي تحدث أيضا إلى صحيفة “لو باريزيان”، إنّ هذا المركز الذي خُصص له استثمار بـ”مليارات اليورو” سيتم إنشاؤه في جنوب باريس، في منطقة إيسون.

وأضاف المدير البالغ من العمر 32 عاما “اخترنا فرنسا بسبب كفاءتها في استخدام الطاقة وجودة مزيج الطاقة لديها من حيث انبعاثات الكربون.”

وأكد أن هذه البنية التحتية يُفترض أن تتيح للشركة “التحكم في السلسلة بأكملها، من الآلة إلى البرنامج.”

وفي خضم ذلك، ترى مجموعة كابجيميني الفرنسية للاستشارات في تكنولوجيا المعلومات أن الاتحاد الأوروبي ذهب بعيدًا جدًا في تنظيم الذكاء الاصطناعي، وهو ما يجعل من الصعب على الشركات العالمية نشر التكنولوجيا في المنطقة.

قانون الذكاء الاصطناعي هو القانون الأكثر شمولاً في العالم الذي يحكم استخدام الذكاء الاصطناعي

وقال أيمن عزت، الرئيس التنفيذي للمجموعة، في مقابلة مع رويترز الاثنين “في أوروبا ذهبنا بعيدًا جدًا وبسرعة كبيرة في تنظيم الذكاء الاصطناعي،” مضيفًا أن غياب المعايير العالمية لتنظيم الذكاء الاصطناعي كان “كابوسًا”.

وأوضح أنها “مسألة معقدة بالنسبة إلينا لأننا يجب أن ننظر إلى التنظيم في كل دولة نعمل فيها، وما يمكننا القيام به، وما لا يمكننا القيام به، وما هي مسؤوليتنا كمطورين.”

وتأتي تعليقات عزت وسط إحباط متزايد بسبب لوائح الاتحاد الأوروبي من قبل اللاعبين في القطاع الخاص ضمن مجال الذكاء الاصطناعي وبعد أن ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا لعام 2023 وقعه سلفه الرئيس جو بايدن والذي سعى إلى تقليل المخاطر التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على المستهلكين والعمال والأمن القومي.

ويقول الاتحاد الأوروبي إن قانون الذكاء الاصطناعي هو القانون الأكثر شمولاً في العالم الذي يحكم استخدام الذكاء الاصطناعي، لكن بعض الشركات انتقدته بسبب قمع الابتكار.

وتتمتع كابجيميني، وهي واحدة من أكبر شركات خدمات تكنولوجيا المعلومات في أوروبا، بشراكات مع شركات مثل مايكروسوفت وغوغل كلاود وأمازون ويب سيرفيسز (أي.دبليو.أس). ومن بين متعامليها مطار هيثرو ودويتشه تيليكوم.

ويتوقع عزت أن تحاول الهيئات التنظيمية والشركات المجتمعة في المؤتمر التوصل إلى بعض التوافق بشأن السياسة التي من المزمع انتهاجها.

وفي حين أن قانون الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي سيستغرق سنوات ليتم تنفيذه بالكامل، فإن سلطات حماية البيانات الأوروبية تشعر بالقلق من أن بعض الجهات الفاعلة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تنتهك قوانين الخصوصية.

11