تحالف أوبك+ يرتد على سياسة زيادة الإنتاج لإبقاء الأسعار مرتفعة

واشنطن تواصل الضغط من أجل زيادة المعروض في السوق حتى تنخفض الأسعار مما قد ينعكس على مساعي السيطرة على التضخم.
الجمعة 2022/09/30
باتجاه تغيير السياسات

فيينا- يتجه تحالف أوبك+ إلى تغيير سياساته التي اتبعها على مدار أشهر من بوابة زيادة الإنتاج لتعديل أسواق النفط ليسير في الاتجاه المعاكس بهدف الإبقاء على أسعار براميل الخام مرتفعة.

وذكرت مصادر لوكالة رويترز الخميس أن كبار المنتجين في أوبك+ بدأوا بالفعل مناقشات بشأن خفض إنتاج قبل الاجتماع المقرر للتحالف في الخامس من أكتوبر المقبل.

وقال مصدر في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) إن الخفض “متوقع بدرجة كبيرة”، بينما أكد المصدران الآخران في أوبك+ أن “كبار المنتجين تحدثوا بشأن الموضوع”.

ومطلع هذا الشهر فاجأ تحالف أوبك+ الأسواق بإقرار خفض في إنتاج النفط بمقدار مئة ألف برميل يوميا بداية من أكتوبر المقبل، في أول تقليص مبرمج منذ نحو عام.

المجموعة ستخفض الإنتاج وسط مقترح روسي يتضمن تقليصه بمقدار مليون برميل يوميا

ويأتي قرار أوبك بقيادة السعودية العضو الأبرز في المنظمة وحلفاؤها من خارجها بقيادة روسيا لدعم الأسعار في مواجهة المخاوف من حصول انكماش وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من سنة والاقتطاعات الكبرى التي تمت بسبب الأزمة الصحية.

وقال مصدر مطلع على الموقف الروسي، لم تذكر رويترز هويته، في وقت سابق من هذا الأسبوع إن موسكو “قد تقترح خفضا يصل إلى مليون برميل يوميا”.

وكانت السعودية، وهي أكبر منتج في أوبك، قد أشارت في أغسطس الماضي إلى إمكانية خفض الإنتاج لمواجهة تقلبات السوق، وهو ما قد يحبط منتجين آخرين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة.

وتضغط واشنطن منذ فترة من أجل زيادة المعروض في السوق حتى تنخفض الأسعار مما قد ينعكس على مساعي السيطرة على التضخم الذي كانت تكاليف الطاقة أحد الأسباب في صعود المؤشر إلى مستوى غير مسبوق.

وتشير أحدث التصريحات إلى أن كبار أعضاء أوبك بدأوا في التواصل بشأن الأمر، إلا أن حجم الخفض المحتمل لا يزال غير واضح.

ويأتي انعقاد اجتماع الأسبوع المقبل وسط تقلبات حادة في السوق وانخفاض كبير لأسعار النفط عن المستويات التي سجلتها في مارس وكانت الأعلى في عدة سنوات.

وتراجعت أسعار النفط الخام في تعاملات مع استمرار ضعف الطلب الناتج عن مؤشرات بدخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود معتدل.

وتعيش دول الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو والمملكة المتحدة أوضاعا اقتصادية متراجعة بسبب أزمات الطاقة وارتفاع التضخم، فيما لم تفلح زيادات أسعار الفائدة في عرقلة ارتفاع الأسعار.

كذلك، دفع ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي إلى قمة 21 عاما، أمام سلة من ست عملات منافسة، بالمزيد من الضغوط على أسواق النفط بسبب ارتفاع كلفة الشراء لبقية الاقتصادات.

وانحسرت أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم ديسمبر المقبل بنسبة 1.4 في المئة أي ما يعادل 1.2 دولار إلى 86.82 دولار للبرميل.

كما تراجعت أسعار العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط تسليم نوفمبر المقبل بنسبة 1.5 في المئة أي ما يعادل 1.24 دولار إلى 80.87 دولار للبرميل.

وتجاهلت الأسواق، ما نشرته وكالات أنباء عالمية الجمعة، بشأن احتمالية خفض إنتاج النفط من جانب أوبك+ قبل اجتماعها المقبل، إذ كانت التوقعات تشير إلى تحول الأسعار صعودا.

11