تحالف "أوبك بلاس" يتجاهل دعوات الغرب إلى زيادة ضخ النفط

دبي/لندن - اتفقت السعودية وروسيا وكبار منتجي النفط الآخرون الأربعاء على الالتزام بخطط زيادة الإنتاج المتواضعة المقررة سلفا في أبريل، في تجاهل لدعوات من الدول المستهلكة بضخ المزيد من الخام، وبالرغم من قفزة حادة في الأسعار وسط عقوبات على روسيا، بسبب غزوها لأوكرانيا.
وقرر اجتماع الدول الـ23 المنضوية في تحالف أوبك بلاس "إعادة تأكيد خطة تعديل الإنتاج (...) برفع الكمية الإجمالية للإنتاج بواقع 400 ألف برميل يوميا لشهر أبريل"، حسبما قالت المجموعة في بيان.
وتجاوز سعر النفط 110 دولارات هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى في ما يقارب الثماني سنوات، إذ ضيقت عقوبات غربية الخناق أكثر على موسكو بسبب غزو أوكرانيا، مما أدى إلى اضطراب الإمدادات من روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم.
كما تسببت الإجراءات التي اتخذها الغرب في مشاكل في الصادرات من كازاخستان، وهي أيضا عضو في أوبك بلاس، المكونة من دول منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وروسيا ودول حليفة منتجة للنفط.
وعمدت أوبك بلاس إلى زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل كل شهر منذ أغسطس الماضي، في إطار الرجوع عن تخفيضات الإنتاج التي قرروها بسبب انخفاض الطلب على النفط بفعل جائحة كوفيد - 19. وقاوم التكتل مطالب من الولايات المتحدة ودول مستهلكة أخرى بضخ المزيد من الإمدادات.
وقالت أربعة مصادر في أوبك بلاس إن الوزراء في التكتل وافقوا على الالتزام بخطط الإنتاج القائمة خلال اجتماع عبر الإنترنت دام أقل من ربع ساعة. وجاء ذلك أيضا بعد توصية بعدم تغيير الخطط القائمة في اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة.
وأفاد مصدر في وقت سابق، في إشارة إلى المحادثات التحضرية التي تمت في وقت سابق، بأن "السعودية رفضت أن يكون التوتر الجيوسياسي عاملا مؤثرا في الاجتماع، وأكدت الالتزام بالعوامل الأساسية".
ووصفت روسيا تحركاتها في أوكرانيا بأنها "عملية خاصة"، وقالت إنها لا تعتزم احتلالها.
ودعت الولايات المتحدة مرارا إلى زيادة إنتاج التكتل، ومع ذلك لا تملك سوى قلة قليلة من الدول قدرات إضافية لزيادة الإنتاج، ومن هذه الدول السعودية والإمارات.
وحتى الآن قاومت الرياض المطالب الأميركية بزيادة الإنتاج بوتيرة أسرع مما تمّ الاتفاق عليه بين أعضاء أوبك بلاس.
والتخفيضات السارية المتبقية لإنتاج أوبك بلاس بسبب الجائحة هي 2.6 مليون برميل يوميا، ومن المتوقع أن يسترجعها التكتل بحلول نهاية سبتمبر المقبل.
ومع تعافي الطلب بقوة بتراجع أثر الجائحة، قفزت أسعار النفط إلى مستويات ارتفاع حاد.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن مجلس الوزراء أكد الثلاثاء التزامه باتفاق أوبك بلاس.
والأحد، أكّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنّ بلاده ملتزمة باتفاق تحالف أوبك بلاس حول كميات إنتاج النفط.
وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي الثلاثاء.
وكانت الإمارات، وهي حليف وثيق للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، قد امتنعت عن التصويت على مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الخامس والعشرين من فبراير، يبدي الاستنكار للتحركات الروسية.