تجدد التلاسن بين باريس وروما على ليبيا يربك حسابات سلامة

المبعوث الأممي غسان سلامة يبحث مع المسؤولين الإيطاليين والفرنسيين مستجدات الأوضاع في ليبيا.
السبت 2019/01/26
سلامة يتحرك لاحتواء التصعيد

باريس - يربك الصراع الفرنسي الإيطالي المفتوح على ليبيا، حسابات المبعوث الأممي غسان سلامة الذي يخطط  لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بعد أشهر.

وعقب أيام من تجدد التلاسن الفرنسي الإيطالي على ليبيا، أجرى سلامة زيارتين خاطفتين لكل من روما وباريس. وقالت بعثة الأمم المتحدة إن سلامة التقى الجمعة وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان، حيث تبادلا الآراء حول الوضع في ليبيا.

والخميس، التقى المبعوث الأممي رئيس الحكومة الإيطالية بحسب ما ذكرت صفحة البعثة على تويتر. وجاء التصعيد الفرنسي الإيطالي في وقت يستعد فيه المبعوث الأممي لعقد المؤتمر الوطني الجامع، الذي يحضر له منذ أشهر.

والثلاثاء الماضي عبر وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني عن أمله في أن يتحرر الشعب الفرنسي قريبا من “رئيس بالغ السوء” وذلك غداة حرب كلامية بين البلدين، في سياق خلاف يعود إلى صراع على المصالح في ليبيا. وقال سالفيني إن فرنسا لا ترغب في تهدئة الأوضاع في ليبيا التي يمزقها العنف بسبب مصالحها في قطاع الطاقة.

وتم استدعاء السفيرة الإيطالية لدى فرنسا، الاثنين، إلى وزارة الخارجية الفرنسية بعد تصريحات دي مايو الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الحكومة واتهم فرنسا “بإفقار أفريقيا” ومفاقمة أزمة الهجرة.

وعبر دي مايو، الأحد، عن الأمل في أن يتخذ الاتحاد الأوروبي “عقوبات” ضد الدول التي تقف وراء مأساة المهاجرين في البحر المتوسط بدءا بفرنسا التي “تدفعهم للرحيل” من أفريقيا.

التصعيد الفرنسي الإيطالي يأتي في وقت يستعد فيه سلامة لعقد المؤتمر الوطني الجامع، الذي يحضر له منذ أشهر

وقال دي مايو وهو يتولى وزارة العمل والتنمية الاقتصادية “إذا كان الكثير من الناس يرحلون اليوم من أفريقيا فلأن بعض الدول الأوروبية، وفرنسا أولاها، لم تتوقف يوما عن استعمار العشرات من الدول الأفريقية”. ولم يعد الصراع الفرنسي الإيطالي على ليبيا سرا، منذ يوليو 2017، عندما استضافت باريس لقاء بين القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، وهو ما أغضب إيطاليا التي لوحت عقب ذلك اللقاء بتحريك بوارجها نحو شواطئ ليبيا.

لكن ذلك لم يوقف مساعي فرنسا للسيطرة على الملف الليبي حيث قامت في مايو الماضي بعقد لقاء دولي بشأن ليبيا، حضرته الأطراف الرئيسية الأربعة. وجرى الاتفاق خلال مؤتمر باريس على إجراء انتخابات في ديسمبر الماضي وهو ما لم يتحقق بسبب عراقيل قانونية وغياب مناخ أمني مشجع.

وردت إيطاليا على ذلك المؤتمر بعقد مؤتمر باليرمو في نوفمبر الماضي، الذي جرى خلاله الاتفاق على إجراء انتخابات خلال هذا العام وعقد المؤتمر الوطني الجامع.

واعتبرت التصريحات الإيطالية الأخيرة، رد فعل على العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر في الجنوب، لتطهيره من الإرهاب والعصابات الأجنبية المسلحة.

ويحظى حفتر بدعم قوي من باريس ولا يستبعد مراقبون أن يكون قد حظي بدعم فرنسي لإطلاق عملية تطهير الجنوب.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، أن “العملية العسكرية، التي أطلقتها قوات الجيش في مناطق الجنوب الغربي، تهدف إلى حماية وتأمين سكان مناطق الجنوب الغربي من الإرهابيين، سواء من تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة الإرهابي، أو العصابات الإجرامية المنتشرة في المناطق الجنوبية، والتي تمارس أبشع أنواع الجرائم من قتل وخطف وابتزاز وتهريب وتعمل مع دول أجنبية على تغيير طوبوغرافي كبير يهدد الهوية الليبية ومستقبل أبناء ليبيا”.

Thumbnail

وأضاف المسماري أن العملية العسكرية فى جنوب غرب البلاد، تهدف إلى المحافظة على وحدة ليبيا وسلامة ترابها، ومنع العابثين والمخربين من النيل من استقلال ليبيا وسلامة إقليمها الجغرافي وتأمين مقدرات الشعب الليبي من النفط والغاز، وحماية منظومة النهر الصناعي، التي تغذي كافة المناطق الليبية في الشمال وتقوم عليها مشاريع كبيرة لتنمية مناطق الجنوب، وإيصال الخدمات الضرورية للمواطن مثل الوقود والمواد الطبية والغذائية وفتح كافة الطرق الرابطة بين الجنوب والشمال وتأمينها.

ويعد الجنوب تاريخيا منطقة نفوذ فرنسية، لكن نظام العقيد الراحل معمر القذافي منح إيطاليا عقودا للتنقيب عن النفط في بعض حقوله من بينها حقل الشرارة النفطي.

ويبدو أن استفزاز عملية الجيش في الجنوب لإيطاليا، هي التي دفعت بعثة الأمم المتحدة لإصدار بيان رافض لتلك العملية، ما أوقعها في أزمة غير مسبوقة مع القيادة العامة للجيش.

وقال أحمد المسماري في مؤتمر صحافي الأربعاء، إن قواته تعتبر مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة خصما يساهم في الأزمة العنيفة التي تشهدها ليبيا. وأضاف “في الحقيقة سلامة تحول إلى معارض… وأصبح جزءا من الأزمة الليبية”، مضيفا أن انتشار القوات في مدينة سبها الجنوبية سيعزز الأمن للسكان وحقول النفط.

وتابع المسماري قائلا للصحافيين في مدينة بنغازي بشرق ليبيا “غسان سلامة يجب أن يتذكر أن هذا واجب وطني مقدس ولن نترك ليبيا مثل لبنان دولة ميليشيات وسلطات متعددة”. وغسان سلامة من لبنان.

4