تجارة دبي الخارجية تبلغ 354 مليار دولار

دبي – أظهرت بيانات رسمية أن تجارة دبي الخارجية غير النفطية قفزت في العام الماضي إلى مستويات قياسية بلغت نحو 1.3 تريليون درهم (354 مليار دولار) رغم التحديات التي واجهت مناخ التجارة العالمية.
وأشارت إحصائيات جمارك دبي إلى أن تجارة المناطق الحرة سجلت نموا قويا في العام الماضي بلغ نحو 23 بالمئة بمقارنة سنوية لتصل إلى نحو 145 مليار دولار، في حين بلغت قيمة التجارة المباشرة وتجارة المستودعات الجمركية نحو 154.5 مليار دولار.
أما تجارة إعادة التصدير فقد ارتفعت العام الماضي بنسبة 12 بالمئة بمقارنة سنوية لتصل إلى نحو 109.5 مليار دولار.
ويقول محللون إن البيانات تؤكد تعزيز دور دبي كمركز دولي للتجارة يربط بكفاءة بين الأسواق الإقليمية والعالمية بفضل تطوير البنية التحتية وصناعة الشحن والخدمات اللوجستية.
وأكد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي أن الأداء القوي لقطاع التجارة الخارجية والإنجازات التي تحققت في العام الماضي يشكلان إحدى دعائم النمو المستمر لاقتصاد الإمارات الوطني.
وأضاف أن “ذلك يرسخ مكانة دبي كمحطة عالمية لخلق الفرص ويدعم جهودنا في تنفيذ البنود التي تضمنتها وثيقة الخمسين وخاصة في ما يتعلق بإقامة خط دبي للحرير ورسم الخارطة الاقتصادية الجغرافية لمدينة دبي”.
وقال إن “دبي تسعى لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تسهم في تقديم أفضل نموذج عالمي لحكومات المستقبل بتحفيز الإبداع والابتكار وتوظيف أحدث التقنيات وبضمنها تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعميم استخدام المعلومات الذكية في نشاطنا الاقتصادي”.
وكشف عن أن العمل يجري حاليا على إنشاء أول منطقة تجارية افتراضية في المنطقة تتوج الإنجازات التي حققتها حكومة دبي في مجال تطوير التجارة الإلكترونية.
ولم تؤثر التداعيات السلبية للحرب التجارية بين القوى الاقتصادية العالمية الكبرى والتباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي وما صاحبه من تقلبات في أسعار صرف العملات على المبادلات التجارية لدبي.
وقال سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة إن “تجارة دبي الخارجية تثبت مجددا قدرتها على تخطي المعوقات الاقتصادية العالمية”.
وأوضح أنه رغم التحديات التي مرت بها التجارة العالمية طوال السنوات العشر الماضية، حققت دبي نموا بنسبة 72 بالمئة في قيمة تجارتها الخارجية منذ 2009.
وتشير البيانات الرسمية إلى ارتفاع عدد المعاملات الجمركية المقدمة من جمارك دبي لزبائنها إلى 9.6 مليون معاملة في العام الماضي، مقارنة بنحو 9 ملايين معاملة في العام السابق.
وبلغت نسبة النمو في كمية البضائع بتجارة الإمارة الخارجية منذ ذلك الحين 44 بالمئة، ما يعكس مدى قدرة دبي على جذب التجارة من مختلف أنحاء العالم ونجاحها في مواكبة التحولات الكبرى في الأسواق الدولية مع صعود دور آسيا بقيادة الصين كمنطقة تصدير رئيسية للبضائع نحو الأسواق العالمية في أفريقيا وأوروبا وأميركا.
ولفت بن سليم الذي يرأس مجلس إدارة مجموعة موانئ دبي العالمية ورئيسها التنفيذي إلى أن دبي تعد حلقة الربط الرئيسية والمنصة الأهم عالمياً في الوصول إلى البضائع الآسيوية.
وقال “لقد دعمت شبكتنا الدولية للموانئ العالمية والمناطق الحرة في مختلف الدول والمناطق القدرات التجارية المتصاعدة لدبي لتمكنها من التقدم بسرعة نحو إقامة مشروعها الرائد لتأسيس محور دبي للحرير مستفيدة من انتشارها الدولي كذلك عبر شركاتها العالمية للطيران ومطاراتها فائقة التطور”.
وتمكنت دبي من تعزيز التنوع في الأسواق الرئيسية لتجارتها الخارجية حيث جاءت الصين في مركز شريكها التجاري الأول، إذ بلغت قيمة التجارة معها في العام الماضي نحو 37.7 مليار دولار تلتها الهند بتجارة بلغت قيمتها نحو 31.5 مليار دولار ثم الولايات المتحدة بقيمة معاملات تجارية معها بلغت نحو 22 مليار دولار.
وتأتي السعودية في مركز الشريك التجاري الأول خليجيا وعربيا والرابع عالميا مع دبي حيث بلغت قيمة التجارة بينهما نحو 15 مليار دولار.
وأظهرت الإحصائيات أيضا تكامل منظومة الشحن والخدمات اللوجستية في الإمارة وتنوعها بين الشحن الجوي والبحري والبري، حيث ارتفعت التجارة المنقولة جوا بنسبة 3.2 بالمئة لتصل قيمتها إلى 166 مليار دولار.
كما ارتفعت التجارة المنقولة بحرا بنسبة 3.4 بالمئة لتصل قيمتها إلى نحو 131 مليار دولار، فيما بلغت قيمة التجارة المنقولة برا نحو 55.7 مليار دولار.