تجارب نووية صينية سرية تغذي جبهة الصدام مع واشنطن

تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يرصد أنشطة نووية بموقع للتجارب في لوب نور بمنطقة شينغيانغ غرب الصين.
الجمعة 2020/04/17
الأسطول النووي الصيني يمثل لغزا لصانعي السياسات الغربيين

بكين – سارعت الصين إلى الدفاع عن نفسها الخميس في وجه الاتهامات الأميركية بخرق الحظر الدولي عبر القيام بتجارب نووية سرية، ويُتوقع أن يغذي هذا التوتر الجديد جبهة الصدام بين الطرفين.

وأكدت الخارجية الصينية في بيان رفضها لاتهامات بمواصلة الأنشطة في موقع لتجارب الأسلحة النووية، وشددت على أن البلاد ملتزمة بالحظر الدولي للتجارب.

وكانت الخارجية الأميركية قد قالت الأربعاء في ملخص تقريرها السنوي لتقييم الاتفاقيات العالمية للحد من التسلّح النووي إن الصين “تواصل مستوى عاليا من النشاط” في موقعها للتجارب في لوب نور بمنطقة شينغيانغ غرب البلاد.

وأشار التقرير إلى “احتمال وجود استعدادات” لتشغيل الموقع على مدار العام و”مخاوف” من أن الصين لا تلتزم بالمعايير التي تلتزم بها الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو لي جيان في مؤتمر صحافي إن “الولايات المتحدة تتجاهل كل الحقائق وتوجه اتهامات لا مبرر لها ضد الصين”، واصفا الأمر بأنه “غير مسؤول وله نوايا سيئة”.

وأضاف تشاو “بدلا من تدمير مخزونها من الأسلحة الكيميائية، تسعى الولايات المتحدة إلى حشد عسكري شامل، والإخلال الخطير بالتوازن والاستقرار الاستراتيجي العالمي، وعرقلة عملية الحد من الأسلحة على المستوى الدولي”.

ويرجح مراقبون أن يؤدي هذا الأمر إلى تدهور العلاقات المتوترة بالفعل بسبب الاتهامات الأميركية بأن جائحة كوفيد – 19 العالمية نتجت عن سوء تعامل بكين مع تفشي المرض في مدينة ووهان في نهاية العام الماضي.

وسعت إدارة الرئيس دونالد ترامب العام الماضي، في خضم الحرب التجارية المستعرة بين الطرفين، إلى استمالة الصين لصياغة معاهدة جديدة معها في أعقاب انسحاب واشنطن من معاهدة نشر الصواريخ النووية القصيرة ومتوسطة المدى الموقعة مع روسيا إبان حقبة الاتحاد السوفييتي في عام 1987.

ورفضت الحكومة الصينية اقتراحا بإجراء محادثات مع الولايات المتحدة وروسيا بشأن اتفاق جديد يحدّ من التسلح النووي، قائلة إنها لن تشارك في أي مفاوضات ثلاثية لنزع السلاح النووي.

ويقول مسؤولون أميركيون، إنه لو كانت الصين شريكا في معاهدة الحدّ من الصواريخ النووية القصيرة ومتوسطة المدى، فإن نحو 95 في المئة من صواريخها الباليستية وصواريخ كروز، التي تشكّل جزءا جوهريّا من إستراتيجية بكين الدفاعية، تنتهك تلك المعاهدة.

ويمثّل الأسطول النووي الصيني لغزا لصانعي السياسات الغربيين والخبراء في المجال، فهو يتكون من قوة صغيرة تعتمد بصفة حصرية تقريبا على صواريخ باليستية أرضية موضوعة في حالة تأهب منخفضة، وهو وضع يبدو أنه يستدعي الهجوم عند حصول أزمة.

وكثيرا ما يعبر المسؤولون والخبراء في الولايات المتحدة عن خيبة أملهم في مستوى الشفافية والحوار مع الحكومة الصينية وغيرها من المحادثين.

وفي ظل تنامي النفوذ الصيني اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، تلوح قوتها النووية الصغيرة أكثر من أي وقت مضى في الحسابات الغربية خاصة مع تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة.

ويعتقد مراقبون أن العجز الجماعي عن فهم قدرات القوة النووية العسكرية الصينية وسياساتها وموقفها يبدو أمرا محبطا، بينما تنصب جهود العالم على مكافحة الوباء في هذه الفترة.

وتهدف مبادرة أطلقتها 12 دولة لحظر انتشار الأسلحة النووية ونزع السلاح، والتي خرجت إلى حيز الوجود في 2010، إلى قيادة الجهود الدولية في مجال نزع السلاح النووي.

5