تبون يروج لمشاريعه المستقبلية في غزة ولبنان لاستمالة الناخبين

الرئيس الجزائري يؤكد في أول اجتماع انتخابي له استعداد بلاده بناء ثلاث مستشفيات في غزة حال إعادة فتح الحدود البرية بين مصر والقطاع.
الاثنين 2024/08/19
خطاب شعبوي لدغدغة مشاعر الناخبين

الجزائر – أكد الرئيس الجزائري عبدالمجيد الأحد خلال تجمع شعبي لأنصاره بمحافظة قسنطينة (شرق)، أن بلاده مستعدة لبناء 3 مستشفيات في غزة، حال إعادة فتح الحدود البرية بين مصر والقطاع، وذلك في محاولة لدغدغة مشاعر الناخبين والتأثير عليهم قبل أسابيع قليلة من إجراء الانتخابات الرئاسية.

وتثير محاولات الرئيس الجزائري استغلال التطورات في قطاع غزة خلال حملته الانتخابية تساؤلات حول أهدافها وتوقيتها، خصوصا وأنه مطالب بالإعلان برامج سياسية وتنموية واضحة تبعث الأمل في قلوب الجزائريين.

ويرى مراقبون أن تبون يسعى من خلال هذا الخطاب الشعبوي إلى استمالة الناخبين، لا سيما وأن الشعب الجزائري يبدي تعاطفا كبيرا مع الفلسطينيين في محنتهم الأخيرة.

ويشير هؤلاء المراقبين إلى أن الخطاب الشعبوي الاستعراضي للرئيس المنتهية ولايته بشأن غزة وتعهده بتزويد لبنان بالوقود لإنتاج الكهرباء بعد انقطاع التيار السبت، يندرج ضمن حملته الانتخابية التي افتتحها الأحد في مدينة قسنطينة التي قال إنه اختارها لتاريخ المدينة وعراقتها ولأنها ولدت العلامة عبدالحميد بن باديس.

ويعتبر البعض أن تعهدات تبون بشأن غزة ولبنان في غياب أي تعهد بشأن الجزائريين باستثناء استذكار إنجازات الماضي من قبيل ما قدمه خلال فترة ولايته الأولى والتحديات التي واجهت البلاد، لن يشجع الناخبين على التصويت له في ظل عدم اهتمام الجزائريين بهذا الاستحقاق.

ويخوض الرئيس الجزائري غمار السباق الرئاسي، إلى جانب مرشحين اثنين، هما عبدالعالي حساني شريف رئيس حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي) ويوسف أوشيش السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية (يساري/ أقدم حزب معارض).

وقال تبون "لو فتحوا لنا الحدود بين مصر وغزة، لدينا ما نقوم به.. والجيش جاهز بمجرد ما يتم فتح الحدود (معبر رفح)، سنقوم ببناء 3 مستشفيات في ظرف 20 يوما".

ويقصد تبون، المستشفيات الميدانية التي يقوم ببنائها الجيش الجزائري.

وسبق للرئيس تبون ان استفسر قيادة الجيش، لدى افتتاحه معرض الجزائر الدولي في يونيو الماضي، عن القدرات التصنيعية لهذا النوع من المشافي، وإمكانية إرسالها إلى غزة عندما تتوفر الظروف الملائمة لذلك.

وقال تبون، أمام أنصاره إنه مستعد كذلك "لإرسال المئات من الأطباء إلى غزة.. ونساعد في إعادة بناء ما دمره الصهاينة".

وفي السياق، أكد الرئيس الجزائري أن ما تشهده غزة "ليست حربا حضارية وإنما مجازر يرتكبها الاحتلال الصهيوني".

وأضاف بأنهم يريدون حل القضية الفلسطينية عن طريق "تصفية الفلسطينيين وهذا ما لن نقبل به".

وتندرج تصريحات تبون في إطار الخطابات الاستعراضية لعدد من القادة في المنطقة على غرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعلن الشهر الماضي استعداد بلاده التدخل لحماية الفلسطينيين على غرار تدخله في ليبيا وسوريا ومنطقة ناغورني قرباغ، وهي تصريحات انتقدتها إسرائيل وتوعدته بمصير مشابه للرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 132 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

وحولت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حربها نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.

وبالعودة إلى الشأن الجزائري، قال تبون في كلمته التي ألقاها أمام أنصاره بالشرق الجزائري إن "شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب وليس فرنسيا".

وأضاف "حاولت بعض الأطراف اختطاف الحراك الشعبي، ترصدوا لبلدنا لكي يسقط مثلما سقطت بلدان أخرى، ولكن الشعب أنقذها جنبا إلى جنب مع جيش بلاده".

وعرض تبون خلال التجمع ما قدمه خلال فترة ولايته الأولى والتحديات التي واجهت البلاد، وتحدث المرشح لولاية ثانية، عن الحرائق التي مست بلاده واصفا إياها بالمفتعلة من جانب أطراف من وراء البحار. وتابع تبون "لن يذل الجزائري، ولن نسمح بمس كرامة الجزائري من أي طرف ".

وعن الاقتصاد، قال "الجزائر ليس لديها دين دولار واحد، ولازال خيار المديونية بعيد جدا عن بلادنا، والاقتصاد الجزائري هو الثالث في أفريقيا بعدما كنا في آخر الترتيب، ولأول مرة تصل ميزانية الدولة السنوية منذ استقلال البلاد لـ113 مليار دولار."

واعتبر تبون في كلمته أن فترة الولاية المقبلة ـ إن جدد الجزائريون ثقتهم فيه ـ "ستكون فترة ولاية اقتصادية وليس سياسية"، مضيفا أن "الهدف في المرحلة الجارية هو تقوية انتاج الحديد والصلب" مشيرا "أصبحنا نصدر الاسمنت بعدما كنا نستورده، كما أن هدفنا أن تكون الجزائر أول بلد مصدر للفوسفات والزنك والرصاص خلال الفترة المقبلة".

وقال تبون "نحن نحتل المركز الأول في أفريقيا ونحتل المركز الثاني في العالم العربي في مجال تحلية مياه البحر".