تبون يتهم "أيادي إجرامية" بإشعال أشد الحرائق تدميرا في الجزائر

الجزائر - أعلن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون أن أغلب الحرائق التي تشهدها بلاده هي من فعل "أياد إجرامية"، مشيرا إلى إيقاف عدد من الأشخاص للاشتباه بضلوعهم في إضرام مجموعة من أشد حرائق الغابات تدميرا في تاريخ البلاد، والتي أودت بحياة 65 شخصا.
وتشهد 18 محافظة جزائرية منذ أيام حرائق هائلة، تفاقمت بفعل موجة حر شديدة ورياح جنوبية قوية منذ الاثنين، وتضررت تيزي وزو بشكل خاص، وهي الإقليم الرئيسي في منطقة القبائل شرق العاصمة.
وقال تبون في خطاب بثه التلفزيون الرسمي على الهواء إن بعض الحرائق "تسببت فيها ربما حرارة الطقس المرتفعة، لكن أغلبها تسببت فيها أياد إجرامية"، معلنا إيقاف 22 شخصا مشتبها بهم.
ووصف تبون الحرائق بأنها كارثة، وحث على الحفاظ على الوحدة الوطنية، واستنكر ما وصفه بـ"محاولات البعض للتفريق بين مناطق البلاد"، محذرا ممن وصفهم بـ"الجراثيم التي تحاول الدخول والاندساس بين الشعب الواحد"، وتعهد بـ"التصدي لكل من يحاول التفريق بين الجيش والشعب والدولة".
وحذر تبون الجزائريين من عدم السقوط في فخ منظمتين إرهابيتين تحاولان ضرب الوحدة الوطنية، "وهما حركتا رشاد ذات التوجه الإسلامي والماك".
وفي مايو الماضي أعلنت الرئاسة الجزائرية وضع الحركتين على قائمة "المنظمات الإرهابية"، واتهمتهما بمحاولة "زعزعة استقرار البلاد".
وأشار الرئيس الجزائري إلى أن استجابة الدول الأوروبية لطلبات بلاده بخصوص كراء طائرات إطفاء لم تكن فورية، حيث صرح بأن الدول الأوروبية لم تستجب لطلباتهم لأنها كانت ممركزة في اليونان وتركيا لإطفاء الحرائق في تلك الدول.
وأكد أنه تم تجنيد كل الإمكانيات المادية والبشرية لإخماد الحرائق، مشيرا إلى أن طائرتين من إسبانيا ستصلان الجزائر الجمعة، فيما من المنتظر أن تتدعم جهود تطويق الحرائق بطائرتين سويسريتين.
وعلّق الرئيس الجزائري بخصوص شاب قتل حرقا بالقول "أمرت نيابة الجمهورية بفتح تحقيق في ظروف وملابسات قتل مواطن عن طريق الحرق، من قبل مجموعة من الشباب" في منطقة تيزي وزو، بعدما تم الاشتباه في تورطه في افتعال الحرائق.
وبعد ساعات قليلة من انتشار فيديو حرق الشاب الذي أثار صدمة واسعة في الجزائر، ردت مجموعة من الأشخاص من مدينة مليانة بولاية المدية غرب الولاية التي ينتمي إليها الشاب المقتول على الفيديو الذي استنكره الكثيرون، مؤكدين أن الذي تم حرقه هو ابن مدينتهم وأنه فنان موسيقي يدعى جمال بن إسماعيل، وانتقل للمنطقة المتضررة لتقديم المساعدة للأهالي في إخماد النار.
وكانت مصالح الحماية المدنية بالجزائر، أعلنت عن عمل فرقها على إخماد 124 حريقا في 14 ولاية و33 بلدية لتمتد بعدها إلى 17 ولاية.
وأدت حرائق الغابات إلى مقتل 65 شخصا هم 28 عسكريا و37 مدنيا، بينما تواصل فرق الحماية المدنية الجزائرية مدعومة بقوات الجيش ومتطوعين، العمل على إخماد النيران. وإثر ذلك أعلن الرئيس تبون حدادا وطنيا لمدة 3 أيام ابتداء من الخميس.