تبون لن يخطو نحو فرنسا وإلا "خسر الجزائريين"

الرئيس الجزائري يصف تصريحات ماكرون الأخيرة بأنها أمر "خطير للغاية" كونها صادرة عن رئيس دولة.
السبت 2021/11/06
تبون ينتظر اعتذارا من ماكرون

برلين – أكّد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون أنه لن يقوم بـ"الخطوة الأولى" لمحاولة تخفيف التوتر مع فرنسا، معتبرا تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون التي شككت في وجود الأمة الجزائرية قبل الاستعمار الفرنسي بأنها "خطيرة للغاية".

وفي مقابلة مع المجلة الألمانية الأسبوعية دير شبيغل، قال تبون "لا أشعر بأي ندم. أعاد ماكرون فتح نزاع قديم بطريقة غير مفيدة".

وتابع "لو قال (اليميني المتطرّف إيريك) زمور شيئا من هذا القبيل، لا يهمّ، لا أحد ينتبه. لكن عندما يعلن رئيس دولة أن الجزائر ليست أمّة قائمة بذاتها فهذا أمر خطير للغاية".

وأضاف أنه في هذه الظروف "لن أبادر بالخطوة الأولى" وإلّا "سأخسر كلّ الجزائريين، فلا علاقة لهذا بشخصي وإنّما بالأمة كلّها". وأضاف "لن يقبل أي مواطن جزائري أن أتواصل مع الذين أهانونا".

وتشهد العلاقات الفرنسية الجزائرية توترا بعد تصريحات للرئيس ماكرون نقلتها صحيفة "لوموند" الفرنسية في أكتوبر، رأى فيها أن الجزائر بنيت بعد استقلالها في 1962 على "ريع للذاكرة" كرسه "النظام السياسي-العسكري". وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.

وعقب تلك التصريحات قررت الجزائر استدعاء سفيرها بفرنسا للتشاور، وحظرت تحليق الطائرات الفرنسية في الأجواء الجزائرية في إطار عملية "برخان" في الساحل.

وقال الرئيس الجزائري "لا مساس بتاريخ شعب ولا لشتم الجزائريين".

ورأى أن "ما ظهر هو الكراهية القديمة للأسياد المستعمرين، وأنا أعلم أن ماكرون بعيد عن التفكير بهذه الطريقة"، متسائلا "لماذا قال هذا؟ أعتقد أن ذلك أسبابه انتخابية استراتيجية".

واعتبر الرئيس الجزائري أن نظيره الفرنسي اصطف بجانب من يبررون الاستعمار الفرنسي.

وأوضح تبون أنه على فرنسا الاعتراف بكافة جرائمها الاستعمارية، وليس ما حدث في فترة قصيرة كما جاء في تقرير بنيامين ستورا.

ولفت إلى أن الجزائر وفرنسا لم تعودا "مضطرتيْن للتعاون مع بعضهما البعض" متهما ماكرون بـ"المسّ بكرامة الجزائريين".

وسبقت هذه الموجة الباردة، سلسلة من الخلافات بشأن مسألة التأشيرات وذاكرة الوطنية، بالإضافة إلى العقود الاقتصادية والسياسة الفرنسية بشأن قضية الصحراء المغربية، لكن هذه الأزمة بين البلدين هي الأخطر.