تبريرات منظمة الإغاثة بشأن التبعية للإخوان لا تقنع استخبارات ألمانيا

الإغاثة الإسلامية في ألمانيا تبدأ عملية إصلاح من أجل دحض الاتهام الموجه إليها بالتبعية لشبكات من الإخوان المسلمين. 
الأحد 2020/11/22
تستّر بغطاء المساعدات

برلين – وجدت منظمة الإغاثة الإسلامية نفسها مجبرة على التبرير، بعد اتهامها بالتبعية لشبكات من الإخوان المسلمين، وتعلن من فرعها في ألمانيا أنها بدأت عملية إصلاح من أجل دحض الاتهام الموجه إليها.           

ولكن وزارة الداخلية الألمانية أوضحت أن الهيئة الألمانية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية بألمانيا) ليست مقتنعة بذلك حتى الآن، وفقا لردها على استجواب من الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر.

وجاء في رد الوزارة أيضا أنه ربما يكون ذلك أحد أسباب انتهاء تمويل مشاريع المنظمة من قبل الحكومة الاتحادية في الوقت الحالي.

وقال متحدث باسم الوزارة إنه وفقا لمعلومات الداخلية الألمانية، فإن المنظمة على مستوى العالم وكذلك فرعها في ألمانيا ليست لديهما حتى اليوم “صلات شخصية ذات أهمية بجماعة الإخوان المسلمين أو المنظمات ذات الصلة”.

وبحسب الاستخبارات الداخلية بألمانيا، كان هناك نحو 1350 شخصا محسوبين على الجماعة المتطرفة في ألمانيا في ديسمبر 2019.

وخلال السنوات الماضية، تزايدت الضغوط الأوروبية على أنشطة تنظيمات الإسلام السياسي، وشدّدت دول الرقابة على الجمعيات الإسلامية، خاصة مع تزايد العمليات الإرهابية التي تهدد الأمن الإقليمي في أوروبا.

وقال المدير التنفيذي لمنظمة الإغاثة الإسلامية بألمانيا طارق عبدالسلام “إننا نأمل أن يتسنى لنا في المستقبل تنفيذ مشروعات مجددا بدعم من وزارة الخارجية الألمانية، مثل المشروع الصحي في شمال غربي سوريا”.

وحصل فرع المنظمة في ألمانيا، بحسب بياناته، على دعم لمشروعاته من الأموال العامة بقيمة 6.13 مليون يورو خلال الفترة من عام 2011 حتى عام 2015.

وتعد هيئة الإغاثة الإسلامية واحدة من أكبر الجمعيات الخيرية الإسلامية في العالم وتعمل في أربعين دولة.

وتمول مثل هذه الجمعيات مراكز لتدريب الأئمة ومراكز دينية ومساجد تحت إشراف جماعة الإخوان التي أنشأت هياكل واسعة لها داخل المملكة المتحدة، وبادرت بجمع الأموال وتنظيم الفعاليات الثقافية والاجتماعية والسياسية والقيام بمجموعة واسعة من الأنشطة.

وكانت الحكومة الألمانية كشفت في العام 2019 عن ارتباط وثيق بين فرع منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا وجماعة الإخوان المسلمين وبالتحديد حركة حماس الإسلامية.

وتعتبر الإغاثة الإسلامية من أكثر المؤسسات التي تتلقى تمويلا من دولة ‏قطر، حيث تشير تقارير إلى حصول المنظمة على الملايين من الدولارات من ‏قبل جمعية قطر الخيرية المرتبطة بالقيادي الإخواني يوسف القرضاوي ‏والذي يقيم في الدوحة‎.‎

وتسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى تضييق الخناق على أنشطة جماعة الإخوان المسلمين المشبوهة التي من شأنها أن تشكل تهديدا لاستقرار وأمن دول التكتل التي ضيقت الخناق على كل المنظمات ذات التمويل المشبوه في إطار حملة كبيرة لوقف تمدد هذه الجماعة المصنفة إرهابية.

ويتخذ الإخوان المسلمون من لندن عاصمة لهم يديرون من خلالها أعمالهم وتتركز فيها شبكاتهم الإعلامية والمالية، ضمن أجندة تستهدف أمن دول عربية باتت تصنف وفق تصورهم كمحور للشر وبينها مصر والسعودية. كما تستهدف أيضا عمق الدولة البريطانية، والمجتمعات الغربية، على المدى الطويل.

يشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى لنظام مجتمعي على أساس الشريعة الإسلامية.

وأثارت أنشطة الإخوان في بريطانيا الأنظار في السنوات الأخيرة بسبب شبكات مالية ودعوية وأنشطة تثير شكوكا في ارتباطها بمنظمات مصنفة إرهابية.

ومؤخرا، اتهم هاني البنا، ‏مؤسس منظمة الإغاثة الإسلامية، بالترويج لخطاب يحضّ على الكراهية والعنف ضد ‏الطائفة الإيزيدية، بعد أن وصفهم بـ"عبدة الشيطان".‏ وهي تصريحات بدت متناغمة مع خطاب تنظيم داعش الإرهابي الذي ‏نفذ مخططا لإبادة جماعية لأتباع الطائفة الإيزيدية في العراق وسوريا خلال ‏احتلال أجزاء منهما.‎

وكان البنا، الذي يشغل أيضا منصب رئيس منتدى الجمعيات الخيرية ‏الإسلامية في بريطانيا ورئيس منظمة الإغاثة الإسلامية في سويسرا، ‏صرح بذلك في فيديو نشر على موقع تويتر خلال محاضرة له في ‏سبتمبر الماضي‎.‎