تباين المواقف داخل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بشأن مفاوضات فيينا

القدس - اعتبر مسؤول عسكري إسرائيلي بارز أن توصل الدول الكبرى إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي في فيينا، أفضل لتل أبيب من فشل المحادثات الجارية هناك، في حين لم يعرب رئيس الموساد عن دعمه للعودة إلى الاتفاق، بحسب ما كشفه موقع "واللا" الإخباري العبري الأربعاء.
ورأى رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي "أمان" أهارون حاليفا، في "تقدير موقف" قدمه إلى اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، أن التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران في المحادثات الجارية في فيينا، أفضل لإسرائيل من فشلها، حيث سيوفر هذا الأمر "فرض قيود" على برنامجها النووي لن تكون موجودة من دون اتفاق.
ويختلف هذا الموقف الذي قدمه حاليفا عن موقف قدمه في ذات الاجتماع رئيس جهاز المخابرات "الموساد" دافيد برنياع.
وأشار موقع "واللا" إلى أن حاليفا أدلى بهذا الموقف ردا على التقييم الاستخباري السنوي لجهاز الموساد، الذي قدمه برنياع إلى المجلس.
وقال إن "برنياع قدم موقفا مختلفا عن حاليفا، حيث أشار إلى أنه يجب استثمار الوقت والجهد في الحوار مع الأميركيين حول محتويات الاتفاقية".
وذكر موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي أن اجتماع "الكابينت" عُقد الأحد الماضي، مشيرا إلى أن وزيرين إسرائيليين أطلعاه على مجريات النقاش التي رفض الجيش الإسرائيلي التعليق عليها.
وأكد رئيس هيئة الاستخبارات الإسرائيلي خلال الاجتماع أن "الوضع الذي تتوصل فيه إيران والقوى الدولية إلى اتفاق في المحادثات النووية في فيينا، أفضل لإسرائيل من وضع تفشل فيه المحادثات، ولا يتم التوصل إلى اتفاق".
وأضاف أن "العودة إلى الاتفاق النووي ستزيد من اليقين بشأن القيود الموجودة على برنامج إيران النووي، والتي لن تكون موجودة إذا لم يكن هناك اتفاق".
وتابع المسؤول العسكري "إن العودة إلى الاتفاق ستوفر وقتا إضافيا لإسرائيل وستتيح لها تحسين، دون ضغوط، الاستعداد لسيناريوهات التصعيد مع إيران".
واستنادا إلى الموقع الإسرائيلي فإن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن إيران والقوى الدولية معنيتان بالعودة إلى الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015، وترجح أن ذلك سيحصل بالفعل خلال المحادثات الجارية في فيينا.
ولفت التقرير إلى أن التوجه العام الذي كان بارزا خلال اجتماع الكابينت، هو القناعة بأن "حتى لو تم التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال المحادثات في فيينا، يجب تجنب أي مواجهة أو معارضة علنية لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في هذا الشأن".
وشدد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد خلال الاجتماع على أن "الولايات المتحدة هي أهم شريك استراتيجي لإسرائيل، وأنه يجب الحرص على عدم قطع العلاقات مع الإدارة الأميركية".
وكان لبيد قد صرّح في مؤتمر صحافي الاثنين بأن "إسرائيل لا تعارض تلقائيا أي اتفاق مع إيران، بل تعارض الاتفاق غير الجيد".
وكانت إسرائيل قد دعت الولايات المتحدة إلى الانسحاب من المفاوضات مع إيران في فيينا، بداعي أن طهران تريد فقط كسب الوقت.
وفي الأسابيع الأخيرة هدد مسؤولون إسرائيليون بضرب منشآت نووية في إيران، في حال اقتربت طهران من الحصول على السلاح النووي.
وشدد لبيد على أن حكومته تجري اتصالات حثيثة مع القوى الدولية "للتأثير على صياغة الاتفاقية"، التي تتم بلورتها خلال المفاوضات الجارية في فيينا.