تبادل الدفعة السادسة من الأسرى مع صمود وقف إطلاق النار في غزة

الأسرى الإسرائيليون يشددون على ضرورة الإفراج عن الرهائن الباقين في إطار اتفاق وقف إطلاق النار القائم حاليا.
السبت 2025/02/15
رسالة الأسرى: الوقت ينفد أمام بقية الرهائن

خان يونس (الاراضي الفلسطينية) - أطلقت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) سراح الرهائن الإسرائيليين يائير هورن وساجي ديكل حن وساشا ألكسندر تروبانوف في غزة اليوم السبت، وبدأت إسرائيل الإفراج عن نحو 369 سجينا ومعتقلا فلسطينيا في المقابل.

ويأتي هذا بعدما ساعد وسطاء مصريون وقطريون في تجنب أزمة هددت بانهيار وقف إطلاق النار الهش.

وأظهر بث مباشر في وقت سابق الإسرائيليين الثلاثة يصعدون إلى منصة برفقة مقاتلين من حركة حماس مسلحين ببنادق آلية في خان يونس قبل تسليمهم إلى الصليب الأحمر ثم إلى القوات الإسرائيلية لتنقلهم إلى إسرائيل.

وبعد فترة وجيزة، أظهر بث مباشر مغادرة أول حافلة تقل سجناء ومعتقلين فلسطينيين محررين من سجن عوفر الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة. ووصلت الحافلة إلى رام الله وسط هتافات الحشود حيث لوح البعض بالأعلام الفلسطينية.

وقالت حركة حماس في بيان إنّ "هذه اللحظات التي نشهد فيها أسرانا الأبطال يعانقون الحرية، هي خطوة جديدة في مسيرتنا الطويلة نحو القدس".

وقال موسى نواورة (70 عاما) من بيت لحم بالضفة الغربية، والمحكوم عليه بالسجن المؤبد مرتين بعد اتهامه بقتل جنود إسرائيليين "ما كنا متوقعين أنه راح يفرج عنا، بس الله كبير، الله أفرج عنا". ونواورة قائد سابق في كتائب شهداء الأقصى.

وهدأت عملية التبادل المخاوف من انهيار الاتفاق قبل نهاية المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ومدتها 42 يوما. وبدأ سريان الاتفاق في 19 يناير.

وفيما باتت تعرف بساحة الرهائن في تل أبيب، صاح إسرائيليون فرحا لدى متابعة خطوات تسليم الرهائن إلى الصليب الأحمر ثم إلى القوات الإسرائيلية في غزة.

وبدا عليهم الارتياح لرؤية الثلاثة في حالة أفضل على ما يبدو من الثلاثة الآخرين المفرج عنهم الأسبوع الماضي والذين بدوا في حالة هزال وضعف.

واصطف سكان التجمعات السكنية الإسرائيلية القريبة من حدود غزة على طول الطريق وهم يهتفون ويلوحون بالأعلام الإسرائيلية في أثناء مرور المركبات التي خرجت بالرهائن من غزة.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت في بيان أن إسرائيل تعمل مع الولايات المتحدة لإخراج كل الرهائن من قطاع غزة "بأسرع ما يمكن"، متحدثا بعد عودة ثلاثة رهائن إسرائيليين أفرجت عنهم حماس صباحا.

وجاء في البيان "نعمل بالتنسيق التام مع الولايات المتحدة لإنقاذ جميع رهائننا، الأحياء منهم والقتلى، بأسرع ما يمكن".

وخلال الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر 2023، اقتيد الأميركي الإسرائيلي ديكل حن، والروسي الإسرائيلي توربانوف، وهورن، الذي اختطف شقيقه إيتان أيضا، من تجمع نير عوز السكني، وهو أحد البلدات الواقعة في غلاف غزة.

وانتشر عشرات المسلحين الملثمين في موقع التسليم في خان يونس. وقالت مصادر في حركة حماس إن بعض هؤلاء المقاتلين حملوا بنادق تم الاستيلاء عليها من الجيش الإسرائيلي خلال هجوم 2023.

وعلى المنصة في خان يونس، طُلب من الرهائن الإدلاء بتصريحات وجيزة باللغة العبرية، وقدم المسلحون لهورن ساعة رملية وصورة لرهينة إسرائيلي آخر لا يزال في غزة يظهر فيها مع والدته، وكتب عليها "الوقت ينفد (بالنسبة للرهائن الذين لا يزالون في غزة)".

واختطف تروبانوف مع والدته وجدته وحبيبته، وأطلق سراحهن جميعا في الهدنة القصيرة في نوفمبر 2023. ولقي والده حتفه في الهجوم على نير عوز، أحد أكثر التجمعات السكنية تضررا حيث قتل أو احتجز واحد من كل أربعة أشخاص.

فيما اختطف ديكل حن (36 عاما) عندما خرج لمواجهة المسلحين يوم هجوم أكتوبر 2023.

أما هورن (46 عاما) المولود في الأرجنتين فقد كان يدير حانة في نير عوز، وأُسر مع شقيقه الأصغر إيتان الذي كان يزوره ذلك اليوم. ويبدو أن هورن فقد الكثير من وزنه أثناء الأسر.

وقالت عائلة هورن في بيان "الآن يمكننا أن نتنفس الصعداء قليلا. عاد ابننا إلى منزله بعد أن نجا من الجحيم في غزة. والآن علينا إعادة إيتان حتى تتمكن عائلتنا من الشعور بالارتياح حقا".

وبذلك أطلق سراح 19 من 33 رهينة من الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، إلى جانب خمسة تايلانديين أفرج عنهم في عملية لم تكن مقررة. وبهذا يبقى 73 رهينة في غزة تقدر السلطات الإسرائيلية أن نصفهم تقريبا توفي.

وكانت حماس هددت في وقت سابق بعدم إطلاق سراح المزيد من الرهائن بعد أن اتهمت إسرائيل بانتهاك شروط وقف إطلاق النار من خلال منع دخول مساعدات إلى غزة، لتهدد إسرائيل في المقابل باستئناف القتال واستدعت قوات الاحتياط ووضعت قواتها في حالة تأهب قصوى.

وأثار المظهر الهزيل للرهائن الثلاثة الذين أطلق سراحهم الأسبوع الماضي وروايات رهائن تم الإفراج عنهم منذ سريان الاتفاق في 19 يناير كانون الثاني تزعم تعرضهم لسوء معاملة احتجاجات في إسرائيل تطالب الحكومة بالالتزام بوقف إطلاق النار والمضي قدما في المرحلة التالية من الاتفاق لاستعادة جميع الرهائن.

وفي محاولة واضحة لدحض الروايات عن سوء معاملة الرهائن، نشرت حركة الجهاد الإسلامي التي كانت تحتجز تروبانوف مقطعا مصورا له الجمعة يظهر فيه وهو يأكل ويصطاد على شاطئ غزة.

كما خيمت على احتمالات صمود وقف إطلاق النار دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تهجير الفلسطينيين من غزة، وتسليم القطاع إلى الولايات المتحدة لإعادة تطويره، وهي الدعوة التي رفضتها بشدة الفصائل الفلسطينية والدول العربية والحلفاء من دول الغرب.

وافقت حماس الشهر الماضي على تسليم 33 رهينة، من بينهم نساء وأطفال ومسنون، مقابل مئات السجناء والمعتقلين الفلسطينيين خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق نار مع انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المواقع في غزة.

والهدف من وقف إطلاق النار هو فتح الطريق أمام مرحلة ثانية من المفاوضات لإعادة الرهائن المتبقين واستكمال انسحاب القوات الإسرائيلية قبل إنهاء الحرب تماما وإعادة بناء قطاع غزة الذي أصبح الآن في حالة خراب إلى حد كبير ويواجه نقصا في الغذاء والمياه الجارية والكهرباء.

وجاء تهديد حماس بالامتناع عن إطلاق سراح المزيد من الرهائن في أعقاب اتهامها لإسرائيل بمنع دخول الخيام ومواد الإيواء المؤقت إلى غزة، مما ترك عشرات الآلاف في مواجهة برد الشتاء.

ورفضت إسرائيل الاتهام، قائلة إنها سمحت بدخول آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات، واتهمت حماس بدورها بالتراجع عن الاتفاق.

وقالت حماس في بيان اليوم السبت "إطلاق سراح الدفعة السادسة من أسرى العدو، تأكيد أن لا سبيل للإفراج عنهم إلا بالمفاوضات وعبر الالتزام باستحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار".

وذكرت في بيان في وقت لاحق اليوم "إفراج المقاومة عن ثلاثة أسرى للعدو يضعه أمام مسؤولية الالتزام بالاتفاق والبروتوكول الإنساني، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية دون مماطلة".

واجتاحت إسرائيل القطاع بعد الهجوم الذي قادته حماس على بلدات في إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.

وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تلت ذلك إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني في غزة، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع، وتدمير الكثير من المباني وتشريد معظم السكان.