تأييد أميركي وترحيب عربي بمبادرة السعودية للسلام في اليمن

الحوثيون يرفضون ضمنيا المبادرة السعودية لإنهاء أزمة اليمن.
الاثنين 2021/03/22
وقف إطلاق النار سيبدأ فور موافقة الحوثيين على المبادرة

الرياض - أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عن مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في اليمن، في خطوة لقيت تأييدا أميركيا وترحيبا عربيا.

وأوضح الوزير خلال مؤتمر صحافي في الرياض الاثنين أن المبادرة السعودية تدعو إلى وقف إطلاق النار في أرجاء اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة.

وتعد المبادرة طرحا متقدما، إذ أنها المرة الأولى التي يسمح فيها بإعادة فتح مطار صنعاء بهذه الصورة المقترحة خلال الحرب المستمرة منذ 6 سنوات.

وتشمل المبادرة أيضا تخفيف حصار ميناء الحديدة على الساحل الغربي للميناء، وتوجيه إيرادات الضرائب من الميناء إلى حساب مصرفي مشترك بالبنك المركزي.

وقال وزير الخارجية السعودي إن المملكة تأمل أن يستجيب الحوثيون للمبادرة "صونا للدماء اليمنية ولمعالجة الأزمة الإنسانية".

وأشار إلى أن المبادرة تتضمن إعادة إطلاق المحادثات السياسية لإنهاء أزمة اليمن، وقال إنه يتوقع من الولايات المتحدة دعم المبادرة والعمل مع الرياض على إنجاحها.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جالينا بورتر إن "واشنطن ترحب بالتزام السعودية والحكومة اليمنية بخطة وقف إطلاق النار في اليمن".

وتأتي هذه المبادرة في إطار الدعم المستمر لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث والمبعوث الأميركي لليمن تيموثي ليندركينغ والدور الإيجابي لسلطنة عمان، ودفع جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة برعاية الأمم المتحدة.

وأكد وزير الخارجية السعودي رفض المملكة التام للتدخلات الإيرانية في المنطقة، حيث إنها السبب الرئيسي لإطالة أمد الأزمة اليمنية.

وشدد الوزير على أن السعودية ستعمل مع المجتمع الدولي والحكومة اليمنية للضغط على ميليشيات الحوثي لتفعيل هذه المبادرة، مؤكدا دعم المملكة للشعب اليمني والحكومة المستمر، ومواصلة الدفاع عن حدود ومواطني المملكة ضد هجمات ميليشيات الحوثي.

واستدرك الأمير فيصل بن فرحان أنه "لا مؤشر حتى الآن على رغبة ميليشيات الحوثي في السلام".

وأضاف "لا نرى أي مؤشر من إيران إلا العداوة، تصرفات تهدد أمن جيرانها"، داعيا ميليشيات الحوثي إلى عدم تغليب مصلحة النظام الإيراني على الشعب اليمني.

وأعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين اليمنية ترحيبها بمبادرة السعودية بشأن وقف إطلاق النار الشامل، وفتح مطار صنعاء لعدد من الوجهات، واستكمال تنفيذ اتفاق استوكهولم، ودخول السفن بكل أنواعها ما دامت ملتزمة بقرار مجلس الأمن، معتبرة أنها اختبار لرغبة الحوثيين في السلام.

في المقابل أبدى المتمردون الحوثيون في اليمن الاثنين رفضا لوقف إطلاق النار المقترح من السعودية، وقال الناطق باسم المتمردين محمد عبدالسلام الذي أوردت كلامه قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، "نذكر دول العدوان بوجوب إنهاء عدوانها بشكل شامل ورفع الحصار بشكل كامل".

صورة

وتعليقا على المبادرة قال العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية، "إن وقف إطلاق النار في اليمن مشروط بقبول المبادرة التي طرحتها السعودية من طرفي الصراع باليمن".

وأكد المالكي أن للتحالف الحق الكامل في الرد على انتهاكات ميليشيات الحوثي ضد المدنيين في السعودية وفي اليمن.

وقال "لدينا القدرات الكافية للتصدي لجميع الاعتداءات التي تقوم بها ميليشيات الحوثي على السعودية".

وأضاف "الوقت ليس مناسبا للحديث عن العمليات العسكرية، ونتمنى قبول الأطراف اليمنية المبادرة التي طرحتها المملكة".

ورحبت الأمم المتحدة والعديد من الدول العربية (مصر والإمارات والكويت والأردن والبحرين) بالمبادرة السعودية الجديدة لإنهاء الأزمة اليمنية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن المنظمة الدولية ترحب بمبادرة السلام السعودية لإنهاء حرب في اليمن، والتي تتسق مع جهود الأمم المتحدة.

وشددت الدول على أن المبادرة تعكس حرص المملكة العربية السعودية على إنهاء الأزمة اليمنية ورفع المعاناة عن كاهل الشعب اليمني، معربين عن أملهم أن تلقى ترحيباً من كافة الأطراف اليمنية والمجتمع الدولي من أجل إنهاء الحرب وإعادة السلم والأمن إلى اليمن وتحقيق تطلعات شعبه في إعادة الإعمار والتنمية والازدهار.