تأهب إسرائيلي بالضفة الغربية بعد تصفية قياديين من الجهاد وكتائب الأقصى

رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يشيد بسياسته في مكافحة الإرهاب، بعد مقتل القياديين واعتقال الجيش تسعة فلسطينيين في وادي برقين قرب جنين والخليل ونابلس ورام الله.
الخميس 2022/12/01
مخاوف إسرائيلية من تصعيد الوضع

جنين (الضفة الغربية) - رفع الجيش الإسرائيلي الخميس حالة التأهب في صفوف قواته بالضفة الغربية تحسبا من تصعيد الوضع، بعد قتله ناشطين فلسطينيين أحدهما قائد في حركة الجهاد الإسلامي، خلال اشتباكات اندلعت بعد عملية مداهمة في منطقة مضطربة قبل الفجر.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية "وضعت الأجهزة الأمنية القوات العسكرية في حالة تأهب تحسبا من تصعيد الوضع، إثر تصفية عنصرين كبيرين ينتميان إلى حركة الجهاد الإسلامي في جنين".

وأضافت "قد يتمثل التصعيد حتى في إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة تجاه إسرائيل".

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي في بيان أن القتيلين من قادتها، وأوضحت أن أحدهما كان قائد كتيبة جنين التي تشهد إلى جانب مدينة نابلس المجاورة عمليات عسكرية مكثفة، منذ سلسلة الهجمات التي نفذها فلسطينيون في شوارع مدن إسرائيلية في مارس.

وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان مقتل "قياديين مهمين" اتهمهما بتنفيذ "عدد من عمليات إطلاق النار على القوات الإسرائيلية".

وذكر البيان أن  محمد قاسم سعدي "قيادي عملاني مهم في تنظيم الجهاد الإسلامي الإرهابي"، مشيرا إلى مصادرة ثلاث بنادق من طراز "أم 16".

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تعرضت خلال مداهمة في جنين، لإلقاء القبض على مسلحين مطلوبين، لإطلاق نار فردت عليه.

وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يائير لابيد بالعملية، معتبرا أنها "استكمال مباشر لسياستنا في مكافحة الإرهاب".

وأكد أن أحد القتيلين قيادي في الجهاد الإسلامي، والثاني قيادي في كتائب الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح.

وبحسب أوساط صحافية، حاول لابيد توظيف عملية الخميس لخدمته في صراعه مع زعيم "القوة اليهودية" اليميني المتشدد إيتمار بن غفير، المقرر أن يتولى وزارة الأمن القومي في الحكومة التي يعكف رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو على تشكيلها.

وقال لابيد في بيانه "في هذه الأيام الهائجة بالذات، حيث جهات غير مسؤولة تحاول جر الجيش الإسرائيلي إلى جدال متطرف وإلى تحريض جنود على قادتهم، أعبر عن تقديري لقوات الأمن".

وكان بن غفير انتقد قادة الجيش الإسرائيلي بعد معاقبة إجرائية لجنديين، أحدهما اعتدى على ناشط يساري إسرائيلي، والآخر أدلى بتصريحات سياسية لصالح بن غفير في مدينة الخليل بجنوبي الضفة الغربية الأسبوع الماضي.

ونفذ الجيش أيضا عمليات اعتقال في كل من وادي برقين قرب جنين والخليل ونابلس ورام الله طالت تسعة فلسطينيين على الأقل، وفق ما أفاد البيان.

وشدد الجيش على مواصلة "قوات الأمن العمل بشكل فعال لإحباط أي محاولة للمسّ بسلامة المدنيين الإسرائيليين".

ويفاقم العنف في الضفة الغربية، وهي من بين الأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها، حالة الجمود الدبلوماسي منذ توقف محادثات السلام التي كانت ترعاها الولايات المتحدة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام 2014.

ومن المرجح أن تضم الحكومة الإسرائيلية القادمة برئاسة بنيامين نتنياهو سياسيين من اليمين المتطرف، يعارضون قيام دولة فلسطينية ويدعون إلى تفكيك السلطة الفلسطينية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 210 فلسطينيين قُتلوا هذا العام، من بينهم أولئك الذين سقطوا خلال صراع لم يستمر طويلا في قطاع غزة في أغسطس.

وخلال الفترة نفسها قُتل 23 مدنيا وثمانية من أفراد الأمن في هجمات فلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية، وفقا للأرقام الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، والتي تظهر أيضا مقتل 136 فلسطينيا، لكن من دون احتساب القتلى في قطاع غزة.