تأمين الحدود وحماية الدروز شرطان إسرائيليان لدعم المعارضة السورية

تل أبيب - تعمل الحكومة الإسرائيلية هذه الأيام جاهدة لامتصاص غضب الطائفة الدرزية التي تشهد تململا في صفوفها جراء مخاوفها مما قد يتعرض له أبناء الطائفة في سوريا، في ظل التقدم الذي تحرزه المعارضة السورية وخاصة في الجنوب.
وربط وزير الدفاع الإسرائيلي، الإثنين، استمرار استقبال تل أبيب لجرحى سوريين من المعارضة بتعهد الأخيرة بتأمين حدودها وعدم التعرض لدروز سوريا.
وقال الوزير الإسرائيلي إن تقديم تل أبيب المساعدات الطبية والإنسانية للمعارضة السورية يعتمد على قدرتهم على إبقاء الجهاديين بعيدين عن إسرائيل، وعدم التعرض للأقلية الدرزية.
وبرر يعالون دعم المعارضة السورية قائلا “عندما يصل شخص مصاب إلى الجدار الأمني فعليك تقديم المساعدة”.
وهاجم حشد من الدروز الأسبوع الماضي، سيارة إسعاف عسكرية إسرائيلية كانت تنقل جريحين سوريين لمعالجتهما في إسرائيل فقتل أحدهما في حين أن الآخر في حالة حرجة، وفي اليوم نفسه تعرضت سيارة إسعاف أخرى للهجوم في قرية حرفيش في الجليل.
ويوجد بإسرائيل قرابة المئة وثلاثين ألفا من الدروز، يتبوأ عدد منهم مناصب عليا، فيما يوجد عدد كبير ضمن الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود، الأمر الذي يجعل من حكومة بنيامين نتنياهو مضطرة للإصغاء إلى مطالبهم.
وقد طالب الدروز مؤخرا، الحكومة بعدم استقبال معارضين سوريين للعلاج، والتدخل في سوريا لحماية أبناء جلدتهم.
وتخشى الطائفة الدرزية، المعروف عنها صلاتها القوية ببعضها، من المس بدروز سوريا خاصة بالجنوب، في ظل محاصرة فصائل إسلامية من ضمنهم النصرة بلدة حضر القريبة من الجولان، والتهديدات باقتحام محافظة السويداء حيث يتمركزون.
ويرجع محللون مخاوف الطائفة الدرزية إلى ما تعرضت له عدد من الأقليات في سوريا والعراق من مجازر على غرار ما حل بالإيزيديين والأكراد.
وتشهد سوريا منذ أكثر من أربع سنوات صراعا مسلحا بين النظام ومعارضيه، أفرز ظهور العشرات من الفصائل الإسلامية، لعل أبرزهم جبهة النصرة، وتنظيم الدولة الإسلامية، الذي بات يسيطر اليوم على 50 بالمئة من مساحة سوريا.
وتربط المعارضة السورية نهاية المجموعات المتشددة وفي مقدمتهم داعش بالتخلص من نظام الأسد، الذي بات يعاني من ضعف كبير نتيجة مواجهته لأكثر من جبهة، بيد أن الجزم بقرب سقوطه يراه المتابعون غير دقيق.
وتمكنت، أمس الإثنين، القوات النظامية من استعادة السيطرة على حي سكني رئيسي في مدينة الحسكة الاستراتيجية بشمال شرق سوريا، بعد عدة أيام من سقوطه في أيدي متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في هجوم خاطف طردوا خلاله آلاف المدنيين وقتلوا عددا من عناصر النظام.
وقال التلفزيون السوري في خبر عاجل إن الجيش طرد المتشددين من حي نشوة الجنوبي في المدينة.
وللحسكة التي كان يسكنها 300 ألف نسمة قبل الحرب أهمية لجميع أطراف الصراع، لأنها تقع بين أراض يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وفي العراق.