تأسيس مرحلة جديدة من الشراكات الاقتصادية بين تونس والأردن

قطاع الأعمال الأردني يسعى لتعزيز أعماله في السوق التونسية فيما يبدو نظراؤهم في تونس مهتمين بالاستثمار في بلدهم والاستفادة من المزايا المتوفرة.
الاثنين 2024/07/22
شراكة مربحة

تونس - أسست زيارة لوفد تجاري أردني إلى تونس لمرحلة جديدة من العمل الاقتصادي والتشاركية بين البلدين بالمجالات التجارية والصناعية والاستثمارية، والتعاون لدخول أسواق دول أخرى.

وأفضت الزيارة التي نظمتها غرفة تجارة عمّان بالتعاون مع السفارة التونسية في الأردن، وشملت اجتماعات مكثفة مع القطاعين العام والخاص في تونس، إلى تفاهمات وتجديد اتفاقيات سيتم البناء عليها قريبا.

وتقول الغرفة إن الزيارة كشفت عن وجود آفاق عديدة للتعاون بين البلدين، تتركز بالاتفاقيات التي تربطهما مع العديد من التكتلات الاقتصادية العالمية وتوفّر لهما إمكانيات التواجد في دول المنطقة بالنسبة إلى تونس، والأسواق الأوروبية والأفريقية للأردن.

وبحسب بيان الغرفة، الذي أوردته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، فإن ثمة فرصا بالعديد من القطاعات الواعدة، ولاسيما المنسوجات وتصنيع قطع السيارات والصناعات الغذائية والسياحة واللوجستيات والمستلزمات الطبية.

كلثوم بن رجب: علينا تمتين الاندماج الاقتصادي للارتقاء بعلاقات الشراكة
كلثوم بن رجب: علينا تمتين الاندماج الاقتصادي للارتقاء بعلاقات الشراكة

ولئن كان قطاع الأعمال الأردني يسعى إلى تعزيز أعماله في السوق التونسية، يبدو نظراؤهم في تونس مهتمين بالاستثمار في بلدهم والاستفادة من المزايا المتوفرة.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي 35 مليون دولار، كانت تقريبا مناصفة بين البلدين، تركزت الصادرات الأردنية بمنتجات الصناعات الكيميائية ولدائن ومواد نسيجية ومعادن ومنتجات صناعة الأغدية ومنتجات نباتية.

وتم الاتفاق على البدء فورا بتنظيم زيارات قطاعية لأصحاب الأعمال من البلدين، ستكون مقدمتها لقطاع الألبسة والأحذية إلى تونس خلال الشهرين المقبلين، للاطلاع على التجربة التونسية والاستفادة منها لجهة التعاون التجاري أو إقامة صناعات مشتركة.

وخلال لقاءين منفصلين للوفد مع وزيرة التجارة وتنمية الصادرات التونسية كلثوم بن رجب ووكيلة الوزارة لمياء عبروق دعا رئيس غرفة تجارة عمّان خليل الحاج توفيق إلى تعزيز التعاون بين أصحاب الأعمال من البلدين لتطوير التعاون التجاري والاستثماري.

وشدد الحاج توفيق على ضرورة معالجة أيّ عقبات تعيق حركة انسياب السلع والبضائع بالاتجاهين سواء من الجوانب القانونية أو اللوجستية والإدارية، واستغلال الإمكانات المتاحة في العديد من المجالات لإقامة شراكات تجارية واستثمارية.

وأشار إلى ضرورة أن تعمل اللجنة العليا المشتركة التي من المتوقع أن تنعقد هذا العام على إقامة المعارض المشتركة، والتحضير المسبق للاجتماعات من خلال فريق تحضيري وترتيب الفعاليات والتشبيك المباشر بين رجال الأعمال في البلدين.

ويبدو تنظيم منتدى أعمال مشترك على هامش الاجتماعات مهمّا للاطلاع على واقع الفرص المتاحة والعمل على استثمارها، بما يحقق المصالح المشتركة.

خليل الحاج توفيق: يجب استغلال الإمكانات المتاحة في العديد من المجالات
خليل الحاج توفيق: يجب استغلال الإمكانات المتاحة في العديد من المجالات

وأكدت بن رجب على ضرورة تكثيف مثل هذه اللقاءات لدورها المهم في تطوير وتنشيط الدورة الاقتصادية في البلدين، فضلا عن اكتشاف فرص التبادل التجاري، وتمتين الاندماج الاقتصادي للارتقاء بعلاقات الشراكة إلى مستويات أعلى تلبّي طموحات البلدين.

كما شددت على ضرورة الاستفادة من ميزة المواقع الإستراتيجية لكلا البلدين، موضحة أن تونس ومن خلال تطوير مناخ الأعمال أصبحت بوابة لأفريقيا، مثلما هو الأردن بوابة للأسواق الخليجية. وقالت “يجب دعم علاقات الشراكة والتعاون في العديد من المجالات”، لافتة إلى أهم الاستحقاقات القادمة خاصة اللجنة العليا المشتركة التي ستكون مناسبة لتقييم وتطوير مختلف آليات التعاون بين البلدين.

وإلى جانب كل ما سبق ناقش اللقاء، ضرورة تدعيم فرص التعاون السياحي وتسهيل تدفق الزوار بين البلدين والعمل على ترويج تونس من خلال الشركات السياحية الأردنية المنضوية بعضوية الغرفة، إلى جانب ترويج الأردن سياحيا من خلال الجانب التونسي.

والتقى الوفد الأردني الذي ضم النائب الأول لرئيس الغرفة، نقيب النقابة اللوجستية نبيل الخطيب ونقيب تجار الأقمشة سلطان علان، ومدير عام غرفة تجارة عمّان هشام الدويك، مع رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة، سمير ماجول لبحث سبل تعزيز العلاقات.

وأكد الحاج توفيق خلال اللقاء، بمقر الاتحاد، الذي يعتبر أكبر تجمع للقطاع الخاص التونسي، أهمية البعد الاقتصادي في العلاقات الثنائية والحرص المشترك على النهوض بهذه العلاقات وتطويرها. كما أشار إلى أهمية إرساء قاعدة اقتصادية ثنائية تتركز بالخصوص على الاستثمار المشترك وفتح آفاق جديدة أمام مجتمع الأعمال في البلدين.

وأقر أن مبادلات البلدين التجارية دون المأمول رغم توفر خط طيران مباشر وإلغاء التأشيرات بين البلدين، لافتا إلى وجود فرص هامة في العديد من القطاعات التجارية على غرار النسيج والجلود والتصميم والأدوية والتعدين والسياحة.

من جهته، أكد ماجول ضرورة الاتفاق على برنامج اقتصادي تكون أولويته تشجيع الاستثمار والاستفادة من موقع البلدين ومن الأسواق المجاورة لهما. وقال إن بلاده “تمتلك إمكانيات مهمة في العديد من القطاعات الاقتصادية، وتعتبر منفذا للسوقين الأفريقية والأوروبية”.

10