تأسيس #جمعية_الفلسفة في السعودية.. نهاية نقدية لفكر الصحويين

جمعية الفلسفة تعد نقلة نوعية في تأصيل الفعل الثقافي التنويري في السعودية إثر إهمال دراسة الفلسفة في الجامعات والمدارس لعقود طويلة.
السبت 2020/11/14
من ضيق الصحوة إلى رحاب الفلسفة

الإعلان عن تأسيس أول جمعية فلسفية مرخصة في تاريخ السعودية، يلقى صدى واسعا على موقع تويتر في خطوة اعتبرها مغردون سعوديون بداية الإجهاز على إرث الفكر الصحوي الذي لطالما حرّم التفكير النقدي وخاصة الفلسفة.

الرياض- غابت اتهامات الإلحاد والزندقة عن إعلان أكاديميين سعوديين عن تأسيس أول جمعية فلسفية مرخصة في تاريخ البلاد على تويتر، الموقع الأكثر شعبية في السعودية، بسبب اعتزال الصحويين السعوديين لتويتر.

وتُعد الجمعية نقلة نوعية في تأصيل الفعل الثقافي التنويري في السعودية، إثر إهمال دراسة الفلسفة في الجامعات والمدارس لعقود طويلة. وكشف عبدالله المطيري، أستاذ الأصول الفلسفية للتربية في جامعة الملك سعود عبر تويتر، عن الجمعية الجديدة قائلا:

وأضاف المطيري، وهو أحد أبرز المهتمين بعلم الفلسفة في المملكة في الوقت الراهن:

Abdullaht407@

“بهذه المناسبة وباسم الأعضاء المؤسسين للجمعية أقدّم الشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على توفير فضاء ثقافي متفائل وبنية قانونية حديثة جعلت من تأسيس هذه الجمعية أمرا ممكنا، كما يسعدني كذلك باسم الأعضاء المؤسسين تقديم الشكر لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ووزارة الثقافة على التعاون الكبير خلال إجراءات تأسيس الجمعية”.

ووقف “علماء الشريعة” في السعودية موقفا متشدّدا من الفلسفة. وتتباين طرق نقدها ومراتبُ تشددها في الحكم، وإن تساوت في إنكار الفلسفة ورفضها. فإلى جانب النهي المجرد عن تعلم الفلسفة (المسماة أيضا “علوم الأوائل”) في كلام الفقهاء، وجمعها في سلة واحدة مع السحر والشعوذة، فإن علماء الشريعة يؤكدون أنها تؤدي إلى الإلحاد.

ويؤكد معلقون حداثيون أن السبب في ذلك هو أن الفلسفة تعلّم الفكر النقدي الذي يهدّد عروشهم. وشرح مغرد:

وترمز فترة الصحوة إلى العقود الأربعة الماضية، عندما ساد فكر ديني مثير للجدل في الحياة العامة في البلاد. ولطالما سخّر الصحويون حساباتهم المليونية على تويتر لمهاجمة كل من يخرج عن القطيع في محاولة لنقد أفكارهم المتطرفة. واتخذ رجال الدين من شعار “#حدثني_ثقة.. (ضع الكذبة هنا) ستجد ألف ساذج يصدقك”! أسلوب حياة لتسويق كذبهم لدى جمهور تويتر. وكثيرا ما تراهم فوق المنابر أو وراء مكاتب فوق كراس، فيما جمهور من المستمعين جاثون أمامهم يستمعون مشدوهين.

ولكن الشباب السعودي، الذين يمثلون نسبة 75 في المئة من مجموع الشعب ويعتبرون من المستخدمين الجيدين للشبكات الاجتماعية، قادوا تيار التغيير في السعودية .

وحقق أنصار التغيير إنجازات غير مسبوقة تمكنت خاصة من إيقاف مدّ التيار المحافظ وسحبت البساط ببطء وثبات من تحت أقدام المتشدّدين بدعم رسمي وقرارات وأوامر ملكية، تتوافق ورؤية المملكة 2030 للانفتاح الاجتماعي والاقتصادي. وحظيت خطوات التجديد الطموحة برضا ودعم نخب ثقافية وحقوقية، وتواءمت مع شغف السعوديين للانفتاح والترفيه اللذين حُرموا منهما على مدى عقود.

ويذكر أن الجمعية الجديدة المرخصة، تضاف إلى خطوة وزارة التعليم في العام 2018، في استحداث مادة “مبادئ الفلسفة” لطلاب المرحلة الثانوية، وتدريب معلمين سعوديين على تدريسها، لتشكل جميعها حراكا رسميا يأمل المؤيدون له  في أن يتوج باستحداث أقسام فلسفية في الجامعات.

وأكد الكاتب السعودي تركي الحمد أن “إدخال مادة الفلسفة في المناهج الدراسية السعودية سيكون نقلة نوعية في طريقة تفكير العقول الناشئة. فالعقل النقدي سيكون الخطوة الأولى لتغيير النظرة إلى العالم من حيث ترسيخ المنطق ومفهوم النسبية وتعدد إجاباتها، بعيدا عن الدوغمائية وجوابها الأوحد.. العقل المنفتح هو مفتاح كل مدنية”. وسخر مغرد في إشارة إلى نهاية الفكر الصحوي:

فيما تساءل حساب:

falah44444@

من المسؤول عن منع وتأخر تدريس الفلسفة في الجامعات؟ ولماذا ترك مصير التعليم وحياة وتعليم الشعب إلى مجموعة من تيار الصحوة الإخواني الذي حرّم كل شيء على البلد والشعب.. وكيف للحكومة أن تترك المتطرفين الصحويين يتحكمون في التعليم ويقررون ما يدرّس للشعب، الحكومة هي من تقرر مصير البلد والشعب وليس مطوع.

ورغم عدم توفر التعليم الفلسفي الأكاديمي السعودي إلا أن الأفراد السعوديين تفاعلوا مع الفلسفة بشكل مباشر وغير مباشر منذ أوقات مبكرة. وقالت الكاتبة والصحافية السعودية، أمل عبدالرحمن:

وقال الفيلسوف شايع الوقيان:

وكان أكاديميون سعوديون ينشرون بانتظام تغريدات ضمن هاشتاغ #تمكين_السعوديين_فلسفيا. ويقول أكاديميون ضمن الهاشتاغ إن “التمكين يتحقق من خلال أقسام فلسفة في الجامعات وجمعيات فلسفية ونشاطات عامة لا تهدف إلى الربح ولكن لمنح الفرصة للسعوديات والسعوديين والمقيمين في السعودية لممارسة الجانب الفلسفي في شخصياتهم.”

وغرد الوقيان في يونيو الماضي:

@Shayaalwaqian

رغم التطورات والتجديدات في الإعلام والثقافة والتعليم إلا أن هناك تجاهلا واضحا للفكر الفلسفي والمنطقي! شيء محزن أن جامعاتنا (التي يراد منها أن تنضم إلى أفضل 100 جامعة عالمية) لا تحتوي على أقسام في الفلسفة وفنونها.

19